ابن سلمان بحاجة ملحة لعملية زرع 'كرامة'
<!--<!--
السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن أنّ السعودية لا تريد نزع فتيل التوتر مع إيران نظرا لوجودها بقوة تحت تأثير الحملة الأمريكية للضغط على إيران، فيما رد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على ظريف بتكرار المقولة السعودية الأمريكية الإسرائيلية المعروفة، وهي :"أنّه على طهران أولا تغيير سلوكها قبل أي محادثات"، والمقصود هنا أن تنبطح إيران مع المنبطحين أمام أمريكا والكيان الإسرائيلي.
لم يعد خافيا على أحد أن إيران كانت ومازالت تمد يد السلام إلى جيرانها في الخليج الفارسي، من أجل تجنيب المنطقة ويلات الحروب والكوارث، التي لا تصب إلاّ في صالح مصانع الأسلحة الأمريكية وفي صالح الكيان الإسرائيلي الذي يرى ديمومته في احتراب وضعف ودمار البلدان العربية والإسلامية.
السعودية وعلى لسان مسئوليها أعلنت جهارا نهارا أنها ليست في وارد مد يدها إلى اليد الإيرانية الممدودة، مبررة موقفها هذا بتبريرات، تعتبر تكرارا للاسطوانة الأمريكية الصهيونية المشروخة، عن تهديد إيران "الوهمي" للمنطقة وبلدانها، بينما على أرض الواقع لم يُهدد بلد في المنطقة ويتعرض لحصار اقتصادي إرهابي كما تُهدد إيران الذي تفرض عليها أمريكا حصارا تشارك فيه كل حلفاء أمريكا وفي مقدمتها السعودية.
ليست العقلية الساذجة لزعماء السعودية والإمارات، هي التي تدفعهم إلى اتخاذ مثل هذه المواقف الرافضة للسلام في المنطقة فقط ، بل أنّ قرار هؤلاء "الزعماء" ليس بأيديهم وإن حاولوا الظهور بمظهر أصحاب سيادة وقرار، فقرار مثل هذه الممالك والمشايخ يأتي من واشنطن وليس لهؤلاء "الزعماء" إلاّ الامتثال.
في موقف نادر الحدوث وافق الكونغرس الأمريكي بالأغلبية على سلب الرئيس دونالد ترامب صلاحية إعلان الحرب لرعونته التي قد تتسبب بكوارث للجنود والمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فيما نرى السعوديين والإماراتيين ينخرطون وبشكل أعمى في سياسته الهوجاء والكارثية هذه ضد إيران، دون أي مبرر منطقي يمكن أن يفسر موقفهم غير المسئول هذا ضد مصالح شعوبهم وشعوب المنطقة، وهو ما يؤكد ما قلناه من أنهم لا يملكون قرارهم.
استمرار الحرب العدمية والكارثية ضد اليمن، والتأييد الأعمى لصفقة القرن، ومناهضة الدول العربية التي تناهض الصهيونية والهيمنة الأمريكية وزرع الدمار فيها عبر الجماعات التكفيرية الوهابية، والتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، ومعاداة كل حركات التحرر العربي ومحور المقاومة، ومعاداة إيران و..، كلها مواقف لا تصب في صالح شعوب المنطقة، إلاّ أنها تعتبر من أسس السياسة السعودية الإماراتية، وهي سياسة كتبت في واشنطن وتل أبيب وما على زعماء هذين البلدين إلاّ التنفيذ الأعمى دون نقاش.
دفع قائد فيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني حياته من أجل إحلال السلام في المنطقة، عندما اُستهدف بطريقة جبانة من قبل قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، عندما نزل ضيفا على العراق وهو يحمل الرد الإيراني على رسالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي حاول التوسط بين السعودية وإيران، ولكن يا لبؤس "زعماء"!! السعودية، فقد كانت فرحتهم أكثر من فرح نتنياهو بجريمة الاغتيال الإرهابية الجبانة، لرجل كان يريد أن يعيشوا أحرارا، إلاّ أنّ المسئولين السعوديين وعلى رأسهم ابن سلمان جبلوا على العبودية والخنوع وهم بأمس الحاجة إلى عملية زرع "كرامة" مستعجلة قبل فوات الأوان.
ساحة النقاش