مافيا ترامب تطارد كل من يقول أُفٍّ لرئيسها
الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش
يتذكر كل من تابع التحقيقات التي أجراها مجلس النواب الأمريكي حول فضائح ترامب ومنها استغلال السلطة وعرقلة العدالة على خلفية "أوكرانيا كيت"، وكيف شهد بعض موظفي البيت الأبيض وسفراء وشخصيات أمريكية، على أنّ ترامب حاول الضغط على الرئيس الأوكراني عبر منع المساعدات الأمريكية عن بلاده، من أجل دفعه للتحقيق في نشاط نجل جو بايدن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية.
في تلك الفترة برز اسم الكولونيل ألكسندر فيندمان، المساعد السابق في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بعد أن أكد أمام محكمة ترامب البرلمانية، أنّ ترامب طلب إجراء تحقيق حول بايدن ونجله هنتر أثناء مكالمة تليفونية في يوليو تموز مع الرئيس الأوكراني. بعد يومين فقط من "البراءة" التي حصل عليها ترامب بفضل منع مجلس الشيوخ الأمريكي استدعاء شهود وتقديم وثائق كانت ستدين ترامب حتما، تم إقالة فيندمان من منصبه بعد أن تجرأ وقال الحقيقة أمام مجلس الشيوخ، وهو ذات المصير الذي واجهته سفير أمريكا في أوكرانيا أيضا. المسكين فيندمان لم يحرم من منصبه فقط بل أصبح مطاردا من قبل مافيا ترامب، حيث أعلن ترامب صراحة أنّ على الجيش الأمريكي تأديب فيندمان بطريقة ما، وقال بصريح العبارة:"أرسلناه إلى مكان مختلف كثيرا ويمكن للجيش أن يتعامل معه على النحو الذي يريده!".
هذه هي الديمقراطية الأمريكية، وهذا هو ترامب حارس هذه الديمقراطية، التي لا تعجز عن حماية مواطن من بطش رئيس مجنون فحسب، بل تلوذ للصمت وتبتلع لسانها، الذي يتحول طوله إلى مترين وأكثر لو كانت مثل هذه الحالة المخزية حدثت في دولة تناصبها أمريكا المنافقة العداء، الأمر الذي سيطلق يد ترامب للانتقام من كل من يقول له أف، مجرد أف.
ساحة النقاش