هل ترمي أنقرة ورقة المسلحين من يدها نهائيا؟
<!--<!--
الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٢:٤٨ بتوقيت غرينتش
تتواصل التكهنات حول طبيعة المواجهة التركية السورية بعد استهداف جنود أتراك في إحدى النقاط العسكرية في بلدة تفتناز "بالقرب من مطار تفتناز" التابع لمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، والإعلام يتحدث عن مشاورات جارية بين أردوغان ووزير دفاعه حول ما حصل حيث قال في وقت سابق اليوم أن "أنقرة ستعلن غدا الأربعاء عن الخطوات التي ستتخذها بشأن إدلب" .
عمليا يواصل الجيش السوري بحسب المعطيات تقدمه في الشمال الغربي وتحديدا في إدلب وحلب وقد قام بهذا الصدد بتأمين شرقي أوتوستراد حلب دمشق الدولي بالكامل، الأمر الذي يعطي دفعة للجانب السوري نظرا لأهمية الموقع والهزائم التي تتلقاها الجماعات المسلحة في تلك المناطق.
تركيا أبلغت روسيا أنها تستعد للرد على الجيش السوري في حال تم الاعتداء على جنودها مجددا، وهذا يطرح تساؤلا حول مدى جاهزية الأتراك للدخول في معركة مع الجانب السوري ولماذا لم تتخذ أنقرة موقفا جديا لحد الآن مما جرى مع أن الرد السوري على الاعتداءات التركية هو الثاني من نوعه.
الجيش السوري كان في وقت سابق قد تصدى لهجوم للمجموعات المسلحة على مواقع له في منطقة النيرب بالقرب من أوتوستراد اللاذقية حلب، واللافت أن المسلحين كانوا قد أعلموا أنّ الهجوم كان بغطاء مدفعي "تركي" .
"التحييد" هو الوصف الذي يعتمده أردوغان عند الحديث عن خصومه، فقد تحدث عن أن الرد التركي على مقتل جنوده كان قاسيا وذلك عبر قصف أهداف للجيش السوري وقتل أعداد "غير مؤكدة" حتى الآن لجنود سوريين أيضا _ حسب ما ذكر الإعلام التركي _ .
هذه المناوشات السياسية والعسكرية بحسب متابعين لم تكن ضرورية فالجانب السوري كان قد حذر أكثر من مرة نظيره التركي أن أي تحرك عسكري للأتراك في النقاط التي تم تحديدها داخل الأراضي السورية يجب أن يتم بالتنسيق مع الجيش السوري، فما الذي يمنع أردوغان من التواصل مع دمشق وما الرسالة التي يريد إيصالها عبر تحركات جيشه في النقاط المذكورة.
دمشق رأت منذ البداية أنّ تنصل الأتراك من اتفاق سوتشي الذي رعته روسيا كان قد بدأ بإدخال الآليات الثقيلة لتركيا إلى الأراضي السورية مع أنّ الاتفاق كان ينص على تحرك للجيش التركي شمالا مع استخدامه لأسلحة خفيفة، الأمر الذي اعتبرته دمشق عدوانا عسكريا وهي ما زالت تتعامل مع أنقرة على هذا الأساس، وما أكد ذلك هو دعم تركيا في تلك المناطق للمسلحين الأمر الذي يثير الشكوك حول أن ما يجري شمالا هو عدوان تركي بأذرع الجماعات المسلحة.
أنقرة فشلت في أكثر من مرة في التوصل لاتفاق واضح حول طبيعة وجودها شمال سوريا فهي لا تريد بحسب متابعين أن تخسر ورقتها الأهم على الأرض وهي "جبهة النصرة" لكنها تقف بالمقابل ضد محور كامل تقوده طهران وموسكو ورأس حربته هو الجيش السوري والمقاومة، فالواقع وبحسب المعطيات يشير إلى أنّ تورط أنقرة في هذا النوع من المعارك ستكون له ارتدادات على شخص أردوغان أولا وقد يؤدي إلى اشتعال المعارك أكثر في منطقة تضم العديد من الجماعات المسلحة التي قد تكون وقدا للحرب المحتملة على الحدود ،الأمر الذي قد يكبد أردوغان خسارة ميدانية أولا ودبلوماسية ثانيا فيما يخص مفاوضاته مع الروس بشأن إدلب وسوريا عموما وذلك عبر التضحية بورقة المسلحين التي تؤمن تواجده في الداخل السوري.
إذا وبالنظر إلى ما سبق ما هو رأيكم:
- ما الذي يريده الأتراك من الجري وراء معارك من هذا النوع؟
- هل هناك ضغوط أميركية تجبر أردوغان على إشعال الحدود مع سوريا؟
- ما هي الإستراتيجية المحتملة لأنقرة في حال نجاح موسكو في تهدئة الوضع؟
- هل سيكون للمسلحين مكان على أجندة أنقرة مستقبلا؟
ساحة النقاش