إسرائيل: إطلاق الصاروخ على اجتماع نتنياهو كان بهدف إحراجه والتهدئة مع حماس باتت وشيكةً ومشعل يُريد العودة لقيادة الحركة بدعمٍ قطريٍّ وتركيٍّ وعرض على هنيّة منصب النائب
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
ذكر موقع صحيفة “هآرتس” العبرية، صباح اليوم الجمعة، أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي يضغط على بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المؤقت من أجل التقدّم في اتفاق التهدئة مع حركة “حماس” في قطاع غزة.
وبحسب الموقع الالكترونيّ للصحيفة العبريّة، فإنّ نتنياهو يخشى الانتخابات العامة المقررة في الثاني من آذار (مارس) المقبل، والتي قد ينظر إليه فيها الإسرائيليون بأنّه ضعيف أمام “حماس”، كما أكّدت المصادر السياسيّة والأمنيّة واسعة الاطلاع للموقع العبريّ.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ مَنْ أسمتهم بـ”خصوم” نتنياهو يجدون نقطة ضعف نتنياهو في قضية غزة ولذلك يهاجمونه، على الرغم من معرفتهم بضرورة الهدوء في غزة من أجل السماح بالتركيز على الجبهة الشماليّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ، بعد إعلان الجنرال كوخافي أنّ التغيير في سياسة إيران في منطقة الشرق الأوسط قد يقود لحربٍ بينها وبين إسرائيل، مُحذّرًا في الوقت عينه من تعرّض الجبهة الداخليّة في كيان الاحتلال لهجومٍ صاروخيٍّ مكثّفٍ وغيرُ مسبوقٍ، على حدّ تعبيره .
وأشارت الصحيفة، إلى أن جيش الاحتلال يعتقد أنّ “اغتيال بهاء أبو العطا، في السادس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو القياديّ في حركة الجهاد الإسلامي مهد الطريق للهدوء، وأنّه رغم قناعة الجيش بإمكانية التقدم باتفاق التهدئة، إلّا أنّ إطلاق الصواريخ مجددًا بشكلٍ مُتقطعٍ، وآخرها كان أمس الأوّل على عسقلان خلال وجود نتنياهو في اجتماعٍ انتخابيٍّ، يعتبر بمثابة إكرام من الجهاد الإسلامي لنتنياهو الذي يبدو أنّ التنظيم الفلسطيني يراقب الانترنت لمعرفة أماكن تواجده، أيْ نتنياهو، كما أكّدت المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب لموقع الصحيفة العبريّة.
وتساءلت “هآرتس” فيما إذا كان جيش الاحتلال يقرأ خريطة الواقع بتفاؤل كبير، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ بات على قناعةٍ بأنّ هذه هي صورة المخابرات الحقيقيّة، وبناءً على ذلك فإنّ الجنرال كوخافي يواصل الضغط على نتنياهو ونفتالي بينيت وزير الأمن من أجل تسريع خطوات نطاق الإجراءات الاقتصاديّة، ومنها إدخال آلاف العمال من غزة إلى إسرائيل، من اجل التقدم بمفاوضات التهدئة مع حماس، على حدّ تعبير المصادر.
على صلةٍ بما سلف، قال مُحلِّل الشؤون العربيّة في هيئة البثّ العامّة الإسرائيليّة (كان)، شبه الرسميّة، قال نقلاً عن مصادر فلسطينيّةٍ رفيعةٍ في قطاع غزّة، قال إنّ الرئيس السابق للدائرة السياسيّة في حركة (حماس)، خالد مشعل، الذي يُقيم في إمارة قطر، بدأ حملته الانتخابيّة للعودة إلى منصبه السابِق، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ مشعل اقترح على الرئيس الحاليّ للدائرة السياسيّة، إسماعيل هنيّة، أنْ يكون نائبه. وتابع التلفزيون العبريّ قائلاً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إنّ قرار مشعل بالعودة إلى الحلبة السياسيّة هو نتاج المفاوضات بين مشعل وقطر وتركيّا، إذْ أنّهما تُريدان أنْ يتبوأ مشعل المنصب مرّةً أخرى، على حدّ تعبير المصادر في قطاع غزّة.
في سياقٍ مُتصِّلٍ أكّد مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، يوسي يهوشع، أكّد أنّه في قولٍ واضحٍ حول الوضع مع حماس، قال كوخافي في خطابه إننّا نوجد في لحظةٍ خاصّةٍ ينبغي استغلالها كي نتقدم في التسوية بين الطرفين، ولا سيما بعد تصفية كبير الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا الشهر الماضي. وكان أبو العطا والجهاد يعارضان التسوية وحاولا التخريب عليها من خلال إطلاق النار على إسرائيل، على حدّ تعبير المُحلِّل العسكريّ، الذي اعتمد بطبيعة الحال على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب.
وبحسب يهوشع، فإنّ مَنْ أطلق الصاروخ في غزة أمس الأول، خلال الاجتماع الانتخابيّ في مدينة عسقلان، فضلاً عن رغبته في إحراج نتنياهو بعمليةٍ مُشابهةٍ لإطلاق النار السابق نحو اجتماع رئيس الوزراء في أسدود في أيلول (سبتمبر) الماضي، كان يعرف عن التقدّم في المفاوضات في التسوية، وكان قلقًا منها، ورغم ذلك، تابع المُحلِّل العسكريّ، فإنّه بعد الرد المتوقع من الجيش الإسرائيليّ، فإنّ الاتصالات بين الطرفين ستتواصل لأنّ هذه هي إرادة الطرفين في هذه اللحظة، على حدّ قوله.
وشدّدّ يهوشع في خلاصة تحليله على أنّ القرار الذي اتخذه الجنرال كوخافي هو إعداد الجمهور للمخاطر، ولكن دون إفزاعه، نعم الحديث جرى عن التهديد، ولكن بحذر، ويعرف رئيس الأركان بأنّ الحرب القادمة في لبنان لن تكون قصيرةً مثلما قدّروا قبله، وكذا أيضًا التوقع بالنسبة للمصابين، كما قال نقلاً عن مصادره.
ساحة النقاش