في رسالة تحد للإدارة الأمريكية تنطلق اليوم ولأول مرة أضخم مناورات بحرية بين الصين وروسيا وإيران تشمل بحر عمان والمحيط الهندي.. طهران تعلن أنها لتعزيز الأمن في المنطقة والصين تعتبرها تعميقا للتعاون العسكري بين الدول الثلاث.. هل بدأ ينشأ حلف عسكري ثلاثي لمواجهة الهيمنة الأمريكية؟
<!--<!--
بيروت ـ “رأي اليوم” ـ كمال خلف:
تبدأ اليوم الجمعة أضخم مناورات بحرية عسكرية في مياه المنطقة تجمع إيران مع روسيا والصين في سابقة تعتبر الأولى للتعاون العسكري بين البلدان الثلاثة، وتبعث برسالة تحد واضحة للإدارة الأمريكية، وتعتبر مؤشرا لافتا على نشوء تحالف عسكري جدي بين طهران وبكين وموسكو في مواجهة إجراءات الإدارة الأمريكية وسياساتها في المنطقة والعالم.
وأعلن قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الأدميرال حسين خانزادي أن المناورات ستنطلق من منطقة جابهار جنوب شرق إيران لتصل إلى شمال المحيط الهندي وستجري بين الدول الثلاث.
أشار الجنرال الإيراني إلى أن “المناورات الكبرى التي ستجري خلال الأيام القليلة القادمة في المناطق البحرية في جنوب البلاد ستكون بين أهم قوات بحرية في المنطقة والعالم، وهي إيران وروسيا والصين، والهدف من المناورات هو تعزيز الأمن في المنطقة وستقوم هذه القوات باستخدام تكتيكات حربية متنوعة وتعتمد على التنسيق والتعاون المشترك”.
من جانبه، أشار الناطق باسم الجيش الإيراني العميد أبو الفضل شكارجي إلى أن المناورات تأتي بهدف تعزيز الأمن للتجارة الدولية في المحيط الهندي وبحر عمان. وقال: “أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت أنها وراء أمن واستقرار الممرات المائية الدولية وخاصة هذه المنطقة الحيوية، وأنّ هذه المناورة تجري بهدف تعزيز وتنمية التجارة الدولية وكذلك من أجل تبادل الخبرات بين القوات المسلحة الإيرانية والصينية والروسية لمواجهة الإرهاب والقرصنة البحرية.
وأعلنت الصين عن إجراء هذه المناورات المشتركة مشيرة وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع وو تشيان، أنّها سترسل المدمرة شينينغ المزودة بصواريخ موجهة إلى المناورات التي ستنطلق الجمعة وتستمر حتى يوم الاثنين.
تشيان أكد أن المناورات تهدف إلى تعميق التعاون بين القوات البحرية للدول الثلاث، مشيراً إلى أنها تمثل تبادل عسكريا طبيعيا بين القوات المسلحة للدول الثلاث وتتفق مع القانون والممارسات الدولية وأنها ليست مرتبطة بالضرورة بالوضع في المنطقة.
وتأتي هذه المناورات بعد اجتماعات عسكرية متتالية وزيارات متبادلة منذ أيلول الماضي
من ناحيتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المناورات الثلاثية التي تجري لأول مرة ستحاكي تحرير سفينة محتجزة من قبل قراصنة، لافتة إلى أن ثلاث سفن تابعة لأسطول بحر البلطيق الروسي ستشارك في المناورات الثلاثية.
وبحسب وسائل إعلام روسية فان موسكو “سوف تشارك بتشكيلة من سفن أسطول بحر البلطيق الحربي الروسي بقوام سفينة الحراسة “ياروسلاف مودري” وناقلة الوقود “يلنيا” وسفينة الأقطار والإنقاذ “فيكتور كونيتسكي” في مناورات بحرية روسية إيرانية صينية مشتركة في شمال المحيط الهندي”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه “خلال المناورات سينفذ البحارة الروس والإيرانيون والصينيون عناصر من تقنيات المناورة المشتركة وتنظيم الاتصالات وتقديم المساعدة لسفينة منكوبة، وكذلك سيتدربون على تفتيش سفينة استولى عليها “القراصنة”، وتحريرها من قبضتهم.
ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية فإن الاتفاق بشأن هذه التمارين البحرية تم التوصل إليه في تموز / يوليو من هذا العام خلال الاستعراض البحري الرئيسي في سانت بطرسبرغ بمناسبة يوم الأسطول الروسي الذي حضره قادة أساطيل البلدان الثلاثة.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن صحيفة كلوبال تايمز الحكومية في الصين الخميس في مقال لها وصفت فيها المناورات المشتركة بين إيران وروسيا والصين في مياه المنطقة بأنها رسالة إلى أميركا.
وأضافت هذه الصحيفة الحكومية أن هذه المناورات التي تستغرق أربعة أيام انطلاقا من اليوم الجمعة وتجري في بحر عمان ترفع من قدرات الصين للرد على التحديات الأمنية في المحيطات البعيدة وتدعم الاستقرار في مياه الخليج في ظل تصاعد التوتر فيه.
وحسب ما أفادت وسائل إعلام صينية نقلا عن مسئولين عسكريين فإن الصين سترسل المدمرة شينينغ المزودة بصواريخ موجهة إلى المناورات.
وتواجه الدول الثلاث عقوبات أمريكية على خلفية الصراع في ملفات متعددة، وإجراءات أمريكية متصاعدة استدعت التنسيق الثلاثي، الذي وصل إلى الشق العسكري من خلال مناورات تستعرض فيها هذه القوى قدراتها وإمكاناتها العسكرية في منطقة حيوية وحساسة.
ساحة النقاش