تل أبيب: إيران سترُدّ على العدوان الأخير بسوريّة حتى نهاية الأسبوع الحاليّ لأنّها غيّرت إستراتيجيتها وباتت “هجومٌ مقابِل هجوم” وانتهاء التدريب العسكريّ المفاجئ في شمال الكيان
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
ما زالت مفاعيل العدوان الذي شنّه كيان الاحتلال الإسرائيليّ على أهداف إيرانيّةٍ وسوريّةٍ فجر أمس يُلقي بظلاله على الأجندة في الدولة العبريّة، حيثُ بدأ واضحًا أنّ تل أبيب لجأت إلى الحرب النفسيّة أيضًا، إذْ دأبت مصادر رفيعة جدًا في المؤسسة الأمنيّة، كما أفادت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، دأبت على تسريب أنباء عن العدوان، وهو الذي بحسب الرواية الإسرائيليّة، جاء كردٍّ على الردّ الإيرانيّ.
وطبقًا لهذه الرواية، فقد قامت إيران بإطلاق أربعة صواريخ نحو جبل الشيخ، والذي دفع إيران لاتخاذ هذا القرار، أضافت المصادر الإسرائيليّة عينها، جاء نتيجة اعتقاد إيران بأنّ إسرائيل ضربت أهدافًا لها في سوريّة، بحسب تعبير مراسل القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، أور هيلر. ومساء أمس، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيليّة تتداول خبرًا مفاده أنّ جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) قام في الفترة الأخيرة بتصفية شخصيةٍ إيرانيّةٍ رفيعة داخل سوريّة، الأمر الذي دفع قوى محور المقاومة على الردّ، كما أكّدت الرواية الإسرائيليّة شبه الرسميّة.
في السياق عينه، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مسئول أمنيٍّ رفيع المُستوى في تل أبيب قوله إنّ الهجوم الذي شنّه الجيشّ الإسرائيليّ فجر أمس الأربعاء، كان ردًا على إطلاق الصواريخ باتجاه الجولان، مُشدّدًا على أنّه لم يكُن استثنائيًا في نطاقه مقارنة ببعض الهجمات السابقة، وفي الوقت عينه لفتت وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن المصادر الرفيعة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، لفت إلى أنّ التقديرات عند الاحتلال تُشير إلى أنّ إيران ستردّ قبل نهاية الأسبوع الجاري، على حدّ تعبيرها.
من ناحيته، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، قال إنّ ما وصفته شعبة الاستخبارات في الجيش بشأن وجود معادلة ردع جديدة تجلى في أحداث صباح يوم الثلاثاء على الحدود السوريّة، حيثُ اتخذت إيران قرارًا بالردّ بسرعةٍ على الهجوم المنسوب إلى إسرائيل ضدّها وضدّ التنظيمات التي لها علاقة بها في الشرق الأوسط، مُضيفًا أنّه قرابة الساعة الخامسة فجرًا أطلق أعضاء في الميليشيات الشيعيّ أربعة صواريخ من الأراضي السوريّة في اتجاه الأراضي الإسرائيليّة، واعترضت منظومة (القبة الحديدية) بنجاحٍ الصواريخ الأربعة، ولم يُوقِع القصف أضرارًا أوْ إصابات، بحسب المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وتابع المُحلِّل، نقلاً عن المصادر ذاتها، تابع قائلاً إنّه في السنوات الأخيرة نُسِبت هجمات كثيرة إلى إسرائيل ودرج الإيرانيون على الردّ فقط في حالات معدودة، مُضيفًا أنّ هذه المرّة المقصود سياسة جارفة لطهران، الردّ على كلّ عمليةٍ، مشيرًا إلى أنّ حتى اللحظة لم تنكشِف الصورة الحقيقيّة عمّا جرى بشكلٍ كاملٍ، زاعِمًا إنّ إسرائيل وإيران تلتزمان الصمت المُطبق، كما قال.
في سياق ذي صلةٍ، ذكر موقع “Israel Defense”، المُختّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، ذكر نقلاً عن مصادر عليمةٍ في كيان الاحتلال الإسرائيلي، قولها إنّ قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أنهت ما أسمته بالاختبار الأركانيّ، وهو عبارة عن مناورة أركانية جرت بشكلٍ مفاجئٍ لفحص جاهزية القيادة، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه شاركت فيها قوات من فرقة “غاعش” وفرقة “الجليل”، والى جانبهم قوات من سلاحيْ الجوّ والبرّ، بالإضافة إلى شِعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، شعبة معالجة البيانات وشعبة التكنولوجية واللوجيستيكة.
وطبقًا لما ورد في الموقع، فقد صرح الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ قائلاً إنّ آلاف جنود الاحتياط من لواء “عتسيوني” ووحدات احتياط إضافية شاركوا في هذا الاختبار، وهم الذين يُتوقّع أنْ يشاركوا بشكلٍ مهمٍ في مهمات القيادة عند حالة الطوارئ، مُضيفةً في الوقت ذاته أنّ القوات التي شاركت في التدريب تدربت على الانتقال السريع من الروتين والدفاع إلى الهجوم، وعمليات تجميع القوات والوسائل، سحب معدات وتحريك قوات في المنطقة، وبحسب الموقع، يتعلّق الأمر باختبار ثانٍ في سلسلة “الاختبارات الأركانية” التي تجري في الجيش.
وأكّد المسئولون في الجيش الإسرائيليّ، كما نقل الموقع المذكور عن المصادر واسعة الاطلاع في المؤسسة الأمنيّة، أكّدوا على أنّ المناورة حُددت كجزءٍ من مجموعة التدريبات السنوية للجيش الإسرائيليّ للعام 2019 وهي تهدف إلى تحسين جاهزية القوات للقتال بتصورات الحلبة الشمالية، مُختتمةً أنّ شعبة العمليات، سوية مع المركز القوميّ للتدريبات البريّة، أشرفا وقادا إدارة المناورة وتدريب القوات، على حدّ قولها.
ساحة النقاش