لماذا تصرخون حضروا للقادم الأسوأ من صفقة ترامب
<!--<!--
“رأي اليوم” د. طلال الشريف* كاتب فلسطيني
أنا لست تفاجئا من موقف الولايات المتحدة باعتبار المستوطنات الإسرائيلية لا تتنافى مع القانون الدولي؛ لكن الذي فاجأني غباء الفلسطينيين والعرب واستغرابهم ومحاولاتهم الصراخ والإدانة لتصريحات بومبيو وزير الخارجية الأمريكي بأن المستوطنات في لأراضي المحتلة للعام 1967 لا تتعارض مع القانون. وكأنهم متفاجئون، فإن كنتم متفاجئون فتلك جريمة وإن تفاجأتم للبقية فالجريمة أكبر، فكل ما يعدونه ويصرحون به وما تفعله أمريكا وإسرائيل هو أمامكم وعلى الهواء مباشرة، ألا تسمعون ؟؟ ألا تفهمون؟؟
هم لا يخفون شيئا فلماذا تتفاجأووووون!!!!!؟؟
ترامب وكوشنير وجرينبلات وفريدمان وهم فريق صفقة ترامب الأول، جميعهم كانوا منذ البدء يتحدثون عن خطتهم التي أطلق عليها الإعلام الصفقة وبأن الحال في الأراضي المحتلة سيبقى على ما وصل إليه البناء الإسرائيلي، أي أن المستوطنات في نيتهم باقية إلى الأبد، وكل ما حدث بالأمس هو الإعلان عن ذلك بطريقة رسمية إستخدامية الآن لمساعدة نتنياهو في مأزقه الحالي كما ساعدوه سابقا في الجولة الثانية من الانتخابات الإسرائيلية عندما دعموه بإعلان موافقتهم على ضم الجولان العربي السوري، والقصة لم يمر عليه أشهر لكن على ما يبدو أن الذاكرة العربية والفلسطينية أصبحت ضعيفة. والآن تبكون بدل أن كنتم تعدون لذلك كعرب ومسلمين وكذلك نحن الفلسطينيين الذين مازلنا منقسمين. .. والجميع تثاقلوا ولم ينفروا.
صفقة ترامب عملت إسرائيل المطلوب لتثبيتها بشكل وجهد حثيث بتسريع تشريع قانون القومية وتسريع الاستيطان وكذلك السيطرة على القدس في حدودها الجديدة، وأشياء أخرى لا نعرفها، والعرب والفلسطينيون مازالوا يتنابذون الألقاب سكارى في جهلهم وتخلفهم ومناصبهم وأموالهم وكراسيهم وانقسامهم ومحاربة بعضهم البعض.
كتبنا قبل ذلك عن صفقة القرن والموضوع لا يحتاج لذكاء كبير بل فقط يحتاج لدراية ومتابعة للأحداث، ولا أحد تنبه لما قاله الرباعي في حينها ترامب وكوشنير وجيسون جرينبلات والسفير فريدمان. ففي 10/6/2019
يقول ديفيد فريدمان في تصريحاته المثيرة أن “من حق إسرائيل أن تضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية إليها، لكن ليس كافة الأراضي”، ملقيا اللوم، بالنسبة للجمود الحاصل في عملية السلام مع إسرائيل، على السلطة الفلسطينية. وهي تصريحات يمكن اعتبارها مقتبسة من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية الأخيرة، حين ذكر أن حكومته تعتزم ضم الأراضي التي بنيت عليها المستوطنات في الضفة الغربية. وهي بالمناسبة الأراضي التي تحتاجها الدولة الفلسطينية المرتقبة، إذا أريد لها أن ترى النور.
بالضبط كما قلنا سابقا في حينه، الصفقة هي ورقة كلينتون وطابا، والذي يتغير فيها نسبة تبادل الأراضي، بدل 5% أو 6% ستصل ل 20% وهي مساحة المستوطنات التي أعلن بومبيو عنها، وإلاّ بتنسوا … وما حدا صدق، وقلنا منطوق كلام فريق ترامب ونتنياهو هو أن الحدود في صفقة القرن هي إلى ما وصلت إليه المستوطنات.
والصفقة كان كلام الإعلان عن مصادرة القدس واضحا، وتصريحات كوشنير، أنه يبقي الحال على ما هو للتفاوض علي باقي الأراضي وليس المستوطنات، ترسيخ الاستيطان بمعنى اللي واصلين له هي حدودهم.
كتبنا وكتب الكثيرون عن ذلك ولكن !!! ولكن ماذا نفعل ككتاب وكعامة الشعب، أنّ الفعل من واجب الرئيس والحكومة والفصائل، فماذا فعلوا؟؟
ها نحن ننوه الآن لموضوع أخطر مما حدث، وهو التخلص من فلسطينيي الـ48. أو ربطهم إداريا مع دولة فلسطين المقلصة إذا قامت، وإلاّ لماذا أسرع الإسرائيليين في إقرار وتشريع قانون القومية؟؟ أليس لطرد فلسطينيو الـ48، فماذا نحن فاعلون لهذا التهديد الجديد ؟؟ وها أنتم تعلمون
راجعوا كلام جيؤرا أيلاند أيضا بأن إسرائيل باتت ترفض بشكل واضح فكرة اقتسام «تلك» المساحة الضيقة من الأراضي مع الفلسطينيين لإقامة دولتين لشعبين، فهذا الحل يضرب نظرية الأمن الإسرائيلي في مقتل من ناحية، ويتجاهل الواقع في الضفة الغربية، من الناحية الأخرى، الذي يحول دون إخلاء 290 ألف مستوطن من «بيوتهم» لما يترتب على ذلك من تكلفة اقتصادية باهظة، ويحرم إسرائيل من عمقها الاستراتيجي، وينتهك الخصوصية الدينية والروحية التي تمثلها الضفة بالنسبة للشعب الإسرائيلي. وهذا تهديد كبير آخر، فقد يكون الضم للضفة الغربية أيضا.
المسرح مفتوح لكل الخيارات ونحن والعرب تحت ضغط شديد من التصرف العدواني الإستئصالي والإحتلالي في محاور وأراضي وأمن استراتيجي وحيوي لمستقبلنا دون إعداد حقيقي لمنعه، فماذا نحن فاعلون حقيقة ؟؟
نقلا عن دنيا الوطن بتاريخ 17/10/2019
قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: إن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، سيزور إسرائيل نهاية الشهر الجاري، موضحةً أن كوشنر والفريق المشرف على خطة الإدارة الأمريكية للتسوية في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ “صفقة القرن”، والذي يضم مستشار الإدارة الأمريكية أفي بيركوفيتز، بالإضافة إلى المبعوث الخاص لشؤون إيران، برايان هوك، سيقوم بزيارة قصيرة لإسرائيل، يلتقي خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس.
وتشير الصحيفة إلى أن لقاء كوشنر مع غانتس سيعقد لأول مرة،لافتةً إلى أن الفريق الأمريكي يسعى لفهم الآفاق السياسية لقبول حكومة إسرائيلية جديدة لـ “صفقة القرن”، علما بأن الإدارة الأمريكية لا تزال تستعد لنشر الشق السياسي من الصفقة بعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل. والسؤال
هل عرفنا تفاصيل ما فعلوا واتفقوا عليه؟؟ أم ستتفاجأون، فالمتفاجئ دوما وباستمرار فإما غبي أو يدعي المفاجأة وهو يعرف ويشارك ولا أستثني أحدا.
ساحة النقاش