سياسات أردوغان في سوريا تُعدّ مؤشِراً على إفلاس السياسة الخارجية بالكامل
المصدر: الميادين نت
كليجدار أوغلو: سياسات أردوغان في سوريا والمنطقة تُعدّ مؤشِراً على إفلاس السياسة الخارجية بالكامل
وعن خلفيات وأسباب اتهامه للرئيس أردوغان في هذا الموضوع، عاد كليجدار أوغلو ليوضِح من جديد: "أردوغان هو مَن أرسل الأسلحة والمعدَّات القتالية إلى المجموعات الإرهابية في سوريا بالتعاون مع بعض الدول الخليجية والغربية، وهو مَن حرَّض المسلمين ليقتلوا بعضهم البعض، وسمح للآلاف من الإرهابيين الأجانب بدخول سوريا عبر الحدود المشتركة ونقل جرحاهم إلى المستشفيات التركية للعلاج، ثم عاد وأرسلهم من جديد إلى سوريا وأعلن أنه سيُصلّي في الجامع الأموي، فانتهج لهذه الغاية سياسات طائفية إخوانية وقومية عنصرية، وتصرَّف كأنه سلطان يُقرِّر كل شيء".
وحمَّل كليجدار أوغلو أردوغان مسؤولية العزلة التي تعاني منها تركيا بسبب سياساته الاستفزازية والعدائية، بحسب تعبيره. وقال "بفضل هذه السياسات لم يعد لنا أيّ صديق في المنطقة، لا بل في العالم، بما في ذلك تلك الدول التي كانت حليفة لأنقرة في بدايات الحرب السورية".
وأبدى كليجدار أوغلو استغرابه من حديث أردوغان المُتكرِّر عن التزامه بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وقال "إن أردوغان نفسه يستمر في مغامراته داخل سوريا ويرسل قواته إلى الداخل السوري ويدعم ويُسلّح ويُموّل عشرات الآلاف من المسلحين ضمن إطار ما يُسمّى "الجيش الوطني السوري" الذي تعتبره دمشق إرهابياً كما نعتبر نحن المليشيات الكردية في سوريا إرهابية".
وناشد كليجدار أوغلو الرئيس أردوغان بالكفّ عن مُخطّطاته ومشاريعه العسكرية والتفكير بالانسحاب التدريجي من سوريا وإقامة علاقات دبلوماسية وصداقة وحُسن جوار مع الدولة والشعب السوريين، ليساهم ذلك في توطيد علاقات إقليمية أوسع مع دول الجوار لاسيما مع العراق وإيران، "حان الأوان لأن تتعاون هذه الدول وتتّفق في ما بينها لمُعالجة أزماتها معاً بعيداً من أيّ تدخلٍ خارجي مهما كان شكله، وهذا سيكون لصالح تركيا في جميع المجالات"، يؤكّد كليجدار أوغلو.
ويُشدِّد المُعارِض التركي على ضرورة خلق الظروف المُلائمة من أجل إيجاد الحل النهائي للأزمة السورية في إطار قرارات الأمم المتحدة وتوصيات منصّات أستانة وسوتشي وجنيف، ويدعو إلى مساعدة الشعب السوري بكل فئاته العِرقية والدينية والطائفية والاجتماعية والقبلية من أجل تقرير مصيره بشكلٍ حرٍ وديمقراطي من دون أية تدخّلات خارجية، كما يُشدّد على ضرورة حماية نظامه التعدّدي العلماني الحضاري في إطار الدستور الجديد من دون أيّ تدخل أو ضغوط خارجية، وهو الدستور الذي سيتّفق عليه أعضاء اللجنة الدستورية التي بدأت أعمالها في جنيف".
ويقول كليجدار أوغلو "على أردوغان أن يوضح لنا لماذا تحوَّل فجأة إلى عدوٍ لدودٍ للرئيس الأسد وللشعب السوري، ولماذا استعدى الدولة السورية التي لم تفعل أي شيء ضد تركيا، على الرغم من كل ما فعله أردوغان ضدّها ورغم أنه ما زال يدعم الإرهابيين ويحميهم في إدلب، وعلى الرغم من تعهّداته في سوتشي".
كليجدار أوغلو اعتبر أن شعار أتاتورك "السلام في الوطن والسلام في العالم" هام جداً ويصلح كقاعدةٍ تقوم عليها علاقات تركيا مع دول الجوار. يقول "لقد كان أتاتورك حريصاً أيضاً على عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى، وأوصى بعدم التدخّل في الخلافات العربية- العربية".
وعبَّر كليجدار أوغلو عن انزعاجه من أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالته لأردوغان، كذلك من تغريداته التي هدَّد فيها أردوغان وتوعَّد تركيا. وأوضح: "في العلاقات الدبلوماسية هناك ما يُعرَف بالمعاملة بالمثل، فإذا أهان ترامب أردوغان، على أردوغان أن يردّ عليه بالمثل، ليس ناطقاً باسمه فقط، بل باسم الدولة والأمّة التركيتين".
وأضاف "يبدو أن أردوغان يخشى مُلاحقة القضاء الأميركي له بسبب ثروته الشخصية وثروة أولاده وعائلته. وأسلوب معاملة ترامب للرئيس أردوغان مادة تستحق أن تُدرَّس في كليات السياسة والعلاقات الدولية، بعد أن أثبت ولسببٍ ما أنه يخاف من ترامب، وما عليه إلا أن يُلغي زيارته المُقرَّرة إلى واشنطن في 13 الشهر الجاري".
واعتبر كليجدار أوغلو أن سياسات أردوغان في سوريا والمنطقة تُعدّ مؤشِراً على إفلاس السياسة الخارجية بالكامل، الأمر الذي يدفعه إلى إلهاء الشعب التركي بأمورٍ خارجيةٍ حتى لا يُفكّر بمشاكله اليومية، أي الأزمة المالية وانعكاساتها على الغلاء وارتفاع الأسعار والضرائب وتدهور قيمة الليرة التركية، وهي مسائل شكًّلت مُجتمِعة، وفق كليجدار أوغلو، سبباً لهزيمة أردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث فاز مرشّحو حزب الشعب الجمهوري بالتحالف مع القوى الديمقراطية في عددٍ من المدن الهامة وفي مُقدّمها إسطنبول وأنقرة، "وهو ما سيكون بداية النهاية لحُكم العدالة والتنمية الذي دمَّر كل شيء".
في نهاية اللقاء شكرت كليجدار أوغلو لاهتمامه الشخصي خلال فترة اعتقالي ومُحاكماتي المستمرة، فيما بدا أنه، أكثر من أيّ وقت مضى، مُتفائِلاً من وصول حزبه إلى السلطة في الانتخابات المقبلة، بعد أن أثبتت جميع الاستطلاعات استمرار تراجُع شعبية أردوغان بسبب أخطائه الفادِحة، والأهم مساعيه للسيطرة على جميع مؤسّسات ومرافِق الدولة لا سيما القضاء، الذي ينتظر منه أردوغان أن يساعده للتخلّص من جميع مُعارضيه ووضعهم في السجون، طالما هم يعترضون على سياساته في الداخل والخارج لاسيما في سوريا.
ساحة النقاش