أردوغان: تحدثنا الليلة الماضية مع ترامب وسأتحدث مع بوتين مرة أخرى لتقييم التطورات حول سوريا.. وأمريكا لم تقم بواجبها في شرق الفرات ونرفض الموقف السياسي لـ”يويفا” تجاه منتخبنا
<!--<!--
“رأي اليوم” أنقرة ـ الأناضول ـ ا ف ب:
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رفض بلاده الموقف “العنصري والظالم والسياسي” للاتحاد الأوروبي لكرة القدم تجاه منتخبها الوطني وأنديتها. وعقب تسجيل هدف الفوز على ألبانيا وهدف التعادل مع فرنسا (خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، أدى لاعبوا المنتخب التركي التحية العسكرية تعبيرا عن إهدائهم الهدفين للجنود المشاركين في عملية “نبع السلام” الجارية ضد الإرهابيين شمال شرقي سوريا. وعلى إثر ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتح تحقيق بدعوى قيام اللاعبين بـ“استفزازات سياسية” خلال المبارتين، المندرجتين ضمن تصفيات كأس أمم أوروبا 2020. وتطرق أردوغان، إلى عملية “نبع السلام”، مؤكدا أن بلاده حطمت خلال 8 – 9 أيام “خططًا خبيثة وضعت على مدار 8 أعوام” عبر العملية.وبين أن العملية المذكورة، وفّرت فرصة مهمة “لرؤية الأصدقاء الحقيقيين” لبلاده.وتابع في ذات السياق: “لن ننسى أولئك الذين قاموا بحماية الإرهابيين وفتحوا الأحضان للقتلة المأجورين ضد تركيا”. وأعرب عن شكره للدول الصديقة التي تضامنت مع بلاده بشكل قوي منذ اللحظات الأولى لانطلاق العملية.
وأشار إلى أن النجاح الكبير الذي حققته تركيا، هو السبب الحقيقي وراء محاولات تصفية الحساب معها ومع تاريخها عبر اللجوء إلى البرلمانات أيضا. وقال: “أولئك الذين وعدونا (واشنطن) بانسحاب منظمات “ي ب ك/ب ي د”، و”بي كا كا” من هنا (شمال سوريا) خلال 120 ساعة، لم ينفذوا وعودهم”. وأشار إلى تنفيذ الإرهابيين هجمات ضد “الجيش الوطني السوري”، مبينا سقوط 11 شهيدا صباح الخميس مقابل مقتل عدد أكبر في صفوف الإرهابيين. ولفت إلى إجرائه محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية، مبينا أنه سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى لتقييم التطورات حول سوريا. وأضاف: “زيارتنا إلى الولايات المتحدة تجري في فترة تشهد فيها عملية نبع السلام. لدى أمريكا نشاط هنا (في سوريا)، وللأسف أرسلت 32 – 33 ألف شاحنة أسلحة ومعدات وذخائر”وتابع: “التباحث في هذه الأمور وجها لوجه يختلف عن الحديث عنها عبر اتصال هاتفي”.ومضى قائلا: ” اتفقنا في محادثتنا الهاتفية (مع ترامب) على أن تقييم الأمور وجها لوجه سيكون خطوة أصوب”.ولفت إلى عدم خروج الإرهابيين من مناطق شمالي سوريا، رغم انتهاء مدة الـ 150 ساعة في إطار الاتفاق الذي توصل إليه تركيا مع روسيا في 22 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي معرض رده على أسئلة حول الاتفاق مع واشنطن أجاب قائلا: ” نحن لن نتراجع عن هذا الاتفاق. وخلال زيارتي إلى الولايات المتحدة سيكون لدينا مع السيد ترامب فرصة لتقييم المسافة التي قطعناها. نأمل التوصل إلى نتيجة في أسرع وقت ممكن”.
وفي 9 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه تفاهم مماثل مع موسكو.
وكان أردوغان قد هدد بإلغاء الزيارة بسبب التوتر بشأن سوريا وتصويت مجلس النواب الأميركي على الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن. وقد أعلن هذا الأسبوع أنّه سيتخذ قراره النهائي خلال محادثات هاتفية مع ترامب.
وأكد الرئيس الأميركي الأربعاء زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض، مشيرا في تغريدة على تويتر إلى “اتصال هاتفي جيد جدا” مع نظيره التركي. وقال ترامب في تغريدته إنه بحث مع أردوغان في مسألة الحدود السورية التركية و”القضاء على الإرهاب وإنهاء العمال العدائية مع الأكراد ومسائل أخرى”. وتابع الرئيس الأميركي “أبلغني (أردوغان) بتوقيف العديد من مقاتلي (تنظيم) الدولة الإسلامية الذي أعلن عن فرارهم خلال النزاع، بما في ذلك زوجة وشقيقة للقاتل (أبو بكر) البغدادي” الذي قتل في عملية عسكرية أميركية في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
وذكرت الرئاسة التركية الأربعاء أنّ ترامب وأردوغان “تبادلا الآراء حول القضايا الثنائية والتطورات الإقليمية”. وتأتي زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة بعد شهرين من شن أنقرة هجوما على مقاتلين أكراد تدعمهم واشنطن في شمال شرق سوريا.
وقد بدأت تركيا عمليتها العسكرية بعد أن أعلن ترامب انسحاب قوة أميركية منتشرة في المنطقة، وتم تفسير الخطوة على أنها ضوء أخضر لأنقرة. لكن ترامب تشدد لاحقا وفرض عقوبات على تركيا تم رفعها بعد أن علقت أنقرة هجومها في سوريا بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين أردوغان ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس. بالإضافة إلى الخلافات المتعلقة بسوريا، أبدت أنقرة استياءها الأسبوع الماضي بعد تصويت مجلس النواب الأميركي على الاعتراف بإبادة الأرمن”. كما يحض أردوغان الولايات المتحدة مرارا على تسليم الداعية التركي فتح الله غولن الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب في عام 2016.
ساحة النقاش