دورية مشتركة روسية تركية شمال شرق سورية.. والجيش يتصدّى لهجوم عنيف للإرهابيين على محاور في ريف اللاذقيّة الشمالي
زاخاروفا: واشنطن تهرّب النفط السوري لتغطّي أنشطتها الإجراميّة..و«الخوذ البيضاء» تنسّق مع الإرهابيين لتنفيذ استفزازات كيميائية
البناء = نوفمبر 2، 2019
أعرب الكرملين عن أمله أن تستمرّ اللجنة الدستورية السورية في عملها، وألا تمارس دول ثالثة ضغوطاً عليها. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، أمس، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثمّن، خلال ترؤسه مجلس الأمن القومي، الاجتماع الأول للجنة الدستورية.
وعقدت اللجنة أول اجتماع لها الأربعاء الماضي، في جنيف، ويتمثل هدفها الرئيس في إعداد الإصلاح الدستوري في سورية تحضيراً لإجراء الانتخابات العامة ولوضع بداية لعملية التسوية السياسية للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وتتكوّن اللجنة من 3 أجزاء متساوية، ويضمّ كل منها 50 ممثلاً من كل من المعارضة والحكومة والمجتمع المدني.
ومن المتوقع أن يقوم الـ150 المشاركون في اللجنة بتقرير مصير المشاريع الدستورية التي ستصوغها اللجنة المصغّرة التي تضم 45 شخصاً.
وفي سياق متصل، أثنى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن والسعودية،أمس،على إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف الأربعاء الماضي.وقال وزراء خارجية الدول الست في بيان مشترك: «نحيي عمل أمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لسورية، غير بيدرسن، على إطلاقهم لهذه المبادرة». وأضاف البيان: «هذه مرحلة إيجابية منتظرة منذ فترة طويلة وهي تتطلّب أفعالاً وتعهدات قوية لكي تنجح.. نحن ندعم الجهود لخلق مناخ آمن وحيادي يسمح لسورية بتنظيم انتخابات حرة ومنتظمة تحت رعاية الأمم المتحدة»، بحسب تعبيرها. واعتبر الوزراء أن هذه المبادرة تأتي لتكملة تطبيق باقي الشقوق المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 2254، خاصة في ما يتعلق بإشراك جميع السوريين، ومنهم النساء، في العملية السياسية. وشدد الوزراء على ضرورة تطبيق الوقف الفوري والحقيقي لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية، مشددين على عدم وجود حل عسكري في سورية «لأن الحل الوحيد هو حل سياسي».
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن واشنطن تهرّب النفط بشكل غير قانوني بأكثر من 30 مليون دولار شهرياً من حقول النفط في شمال شرق سورية.
وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحافي عقدته، أمس، أن «الولايات المتحدة تفرض العقوبات وتقوم بتجاوزها بتهريب النفط بقيمة تزيد على 30 مليون دولار شهرياً من شمال شرق سورية، ويبدو أنها غير عازمة على تركها حقول النفط شمال شرق سورية في المستقبل المنظور»، ونوّهت بأن تصرفات الجيش الأميركي غير قانونية. ولفتت المتحدثة إلى أن «تصرفات الدولة المتحضرة التي تعلن التزامها بقيم الديمقراطية واشنطن تثير التساؤلات عندما تضخ النفط من الحقول شمال شرق البلاد وتغطي أنشطتها الإجرامية، بذريعة قتال عناصر تنظيم داعش»، لافتة إلى أن «داعش» تم القضاء عليه في مارس، بحسب الإعلان الأميركي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أنها أبلغت واشنطن، خلال اتصال هاتفي، رفضها للإجراءات الأميركية للسيطرة على حقول النفط شرق الفرات. وحذرت زاخاروفا من أن جماعة ما تسمّى «الخوذ البيضاء» التي تدعي أنها منظمة إنسانية تحضر مع الإرهابيين لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية في سورية. وقالت زاخاروفا «أنّ المعلومات حول أنشطة الخوذ البيضاء تتأكد لنا كل الوقت.. ووفقاً للتقارير التي ترسلها الحكومة السورية بانتظام إلى الأمم المتحدة فإن أصحاب الخوذ البيضاء والإرهابيين يُعدّون لاستفزازات كيميائية جديدة في سورية»، مشيرة إلى أن هدفهم واضح ألا وهو تقويض التسوية السياسية للأزمة في سورية. وأضافت أنه في الوقت الراهن تعمل «الخوذ البيضاء» بالقرب من إدلب وهي تتعاون مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي. ولفتت إلى أن قرار الولايات المتحدة تخصيص 4,5 ملايين دولار من أجل دعم هذه الجماعة هو مثال على إصرارها على إتباع نهج ازدواجية المعايير في الحرب ضد الإرهاب، مشددة على أن «موسكو تشعر بخيبة الأمل من قرار واشنطن هذا ومن دعوتها الدول الأخرى لدعم هؤلاء العاملين الزائفين في المجال الإنساني». وبيّنت أن روسيا كشفت علناً عن أدلة على ارتباط «الخوذ البيضاء» بالإرهابيين. وقالت: «نودّ التأكيد مجدداً على أن الخطوات التي تصل إلى حد التواطؤ مع الإرهاب أمر غير مقبول مطلقاً».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استكمال ناجح لأول دورية مشتركة لروسيا وتركيا في شمال شرق سورية، في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين الطرفين يوم 22 أكتوبر.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته أمس، إن الدورية، التي قامت بها الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود التركية، «نفذت مهماتها بنجاح».
وأوضح البيان أن «الدورية قطعت مساراً على طول 110 كيلومترات في الاتجاه الغربي من معبر الدرباسية الجمركي على عمق 6 كيلومترات من الحدود السورية التركية لتعود إلى مكان انطلاقها عبر المسار نفسه».
وفي السياق الميداني، شنّ تنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي بمساندة من مسلحي تنظيم «جيش العزة» الفارين من ريف حماة الشمالي هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مستغلين سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن انسحاب وحدات الجيش إلى مواقع دفاعية.
وقال مصدر ميداني: إن المجموعات الإرهابية المسلحة شنت هجوماً على مواقع الجيش السوري في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وأضاف المصدر أن أعداداً من المسلحين الأجانب التابعين للحزب الإسلامي التركستاني يساندهم عدد من مسلحي «جيش العزة» الفارين من ريف حماة الشمالي استغلوا سوء الأحوال الجوية وهاجموا نقاطاً تابعة للجيش السوري على محاور تل رشو وتل البلوط، حيث أخلت وحدات من الجيش السوري مواقعها وتحصنت بمواقع أكثر دفاعية. وأكد المصدر أن المواقع التي تقدّم إليها المسلحون مكشوفة لنيران الجيش السوري، ولذلك فإن المجموعات الإرهابية المسلحة غير قادرة على تثبيت نقاط لها في هذه المواقع والتي كانت تحوي كمائن متقدمة لوحدات الجيش السوري.
واعتبر المصدر أن هجوم المجموعات الإرهابية يأتي للتغطية على خسائرها الأخيرة بريفي اللاذقية وإدلب وخاصة بعد تدمير غرفة عمليات تابعة للحزب الإسلامي التركستاني في بلدة دركوش غرب إدلب، وخسارة المسلحين عدداً من مقارهم وآلياتهم خلال الأسبوع الماضي على محاور عدة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
ساحة النقاش