هل فعلا أبو بكر البغدادي قتل حقّا
<!--<!--
“رأي اليوم” السفير منجد صالح
تناقلت وسائل الإعلام العالمية، وخاصة الأمريكية منها، صاحبة السبق والماكينة الضخمة، نبأ مقتل المدعو أبو بكر البغدادي. بناء على معلومات استخبارية “اكتشفتها” وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، صاحبة الباع والذراع الطويل في المجال. وربما، زيادة في التشويق والإثارة، بمساعدة أحد المراسلين الذي كان قد عمل “مراسلا” عند البغدادي. وانشق عنه أو كرهه أو “زهقه” أو طمع في حفنة من الدولارات، كي يشي به، “بمعلّمه”، ويُعلم الأمريكان عن مخبئه “الخفي الحصين”، البعيد عن العين، وعن قدرة رادارات جيوش العم سام السمين.
على أثر ذلك قامت وحدة من قوات الكوماندوز الأمريكية “تتمترس” على متن طائرات الأباتشي بالإغارة على البغدادي ومستشاريه ومرافقيه وزوجاته وأولاده، وأعملت فيهم السكين والخنجر والسيف والرمح والرصاص والقذائف ذبحا وقتلا وتقتيلا وتقطيعا.
لكن الغريب العجيب أن أبا بكر البغدادي لم يمت من وقع رصاص جنودهم على جسده كما دائما يحبون ويرغبون ويظهرون قدرتهم، قدرة رامبو، على الوصول “لأعدائهم” كما كان الحال مع أسامة بن لادن، الذي باغتوه في مخدعه وأفرغوا مخزنا من الرصاص في رأسه.
وبعدها تباهى الجندي الأمريكي مُطلق الرصاص على رأس بن لادن بفعلته وقدرته وقوّته وقدرة جيشه ومخابراته.
لكن الأمر، يا سادة يا كرام، سار مع “مقتل” أبو بكر البغدادي بصورة مختلفة ومُغايرة تماما عن مقتل “زميله”، في العداء لأمريكا، إن جاز التعبير والمُقارنة والمُقاربة.
أبو بكر البغدادي، حيث أنه من طراز فريد وحيد، كان مستعدّا لهذه اللحظة، فهو القط بسبعة أرواح. قتل الأمريكان القط، قبل ذلك، ربما ثمان مرّات أو أكثر وما زالت روحه تتزاوج وتتكاثر وتنتج في كل مرّة أبو بكر البغدادي، يظهر، بقدرة قادر، في موقع آخر وفي مكان آخر، وربما في بلد آخر، أو زمن آخر، ودائما بالقرب من أو في كنف جنود العم سام.
المهم، فبحسب “الرواية الأمريكية” فإن الثعلب البغدادي كان مستعدا لغارتهم، فقبل أن يصلوه جنودهم إلى مسافة صفر وينشبوا في جسده رصاصهم، الغادر القاتل، قام هو، بنفسه، بذاته، “مشكورا”، بتفجير نفسه، من خلال “سترة مفخخة”، كان يلبسها، استعدادا لأي طارئ أو مفاجئة أو مُداهنة أم عملية تورية أو “لعبة إستغمّاية” أو لعبة ثلاث ورقات، والله وحده يعلم، المخفي والمستور، علّام الغيوب جلّ في علاه.
لو وضعنا الموضوع على نار هادئة، كي نمحّصه ونفحصه ونُحمّصه فسنجد أن هناك يدا خفيّة، قوّة خفيّة، لعبة خفيّة، قدرة خفيّة، حبكت “القصة” بخيوط من فولاذ، بإحكام والتباس وإلباس ولبيّس ولبوس ولبس ثوب مغاير جدا وتماما لما حدث أو كان يمكن أن يحدث أو ما أُريد وخُطط له أن يحدث!!!
أبو بكر البغدادي فجّر نفسه، قبل أن يصله الجنود الأمريكان. إذن أمريكا كلّها بقوّتها العسكرية والطبية والصحية والبرية والبحرية والجوية والتقنية والتكنولوجية والمعلوماتية، لن تستطيع، مع بالغ الأسف، أن “تُلملم” قطع لحم وعظم جُثة القتيل أبو بكر البغدادي، التي تناثرت على مساحة نصف دونم. أذن، لا توجد جثّة؟؟؟!!! وهذا هو بيت القصيد، يا سادة يا كرام. ولا يوجد لا خطاب ولا إعلان للطاووس الأشقر، ترامب، لا على التويتر ولا على شاشات التلفاز.
فأبو بكر البغدادي، اللعين هذا، “غلّبنا” في حياته وفي مماته. في حياته لم نستطع أن نقبض عليه حيّا ونسوقه إلى المحاكم الأمريكية، كما فعلوا مع الرئيس البنمي، نورويغا، في حينه، عندما غزوا بلاده، الدولة المستقلة وذات السيادة، وتناولوا الرئيس، أوثقوه “وحاكموه” وأودعوه سجنهم. “وغلّبنا” البغدادي في مماته بأن “فتفت” جسده، حتى لا نستطيع أن نُري العالم “حسن” صنيع أيادي جنود الإمبراطورية الأمريكية.
سنعيد ونزيد دائما بأن أبو بكر البغدادي وتنظيمه داعش صناعة أمريكية، صناعة صهيونية، صناعة عائلتي روتشيلد وروكفلر ومؤسساتهما السرّية، “الماسونية”، التي تُسيطر على معظم مقدّرات وثروات العالم. صُنع لخدمة وتحقيق أهداف خبيثة ومقصودة ومدروسة بدقة متناهية.
ففكرة داعش، الدولة الإسلامية في العراق والشام، هي فكرة جهنّمية ابتدعتها عقول هذه القوى الخفية، المستترة والمعلومة، من أجل تجميع الشباب العربي والمسلم “الثائر”، الممقوت من وضعه السياسي والاجتماعي، حيث ما زال الفقر والجهل يضرب قطاعات متعددة من المجتمعات العربية والإسلامية، تجميعه “وضخّه” في قطري البعث السابقين، سورية والعراق، من أجل أن “يُفرغوا” شحنة فتوّتهم وشبابهم وثورتهم في أجساد ورقاب أبناء جلدتهم من مواطني هاتين الدولتين، المستهدفتين الموضوعتين على خارطة الهدم والدمار الأمريكية الصهيونية، وبتمويل عربي خليجي. ودّقي يا مزّيكا؟؟؟!!!
فبدل أن توجّه سواعد وأيادي وسهام وسلاح هؤلاء الشباب إلى المحتلّ الغاصب، محتل فلسطين، مُحتل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، محتل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مُحتل الأرض العربية الإسلامية، التي يصبح الدفاع عنها والجهاد في سبيل تحريرها فرض عين على كل مسلم. فبدل ذلك، حرفت هذه القوى الظالمة المُستكبرة، وعلى مبدأ “اضرب الظالمين بالظالمين”، بوصلتهم عن التوجّه والاتجاه، نحو الممر والهدف الإجباري الوحيد، فلسطين وتحرير فلسطين. ووجّهتهم إلى أن يُحرروا أوطانهم وأوطان أشقائهم من شعوبها الآمنة، فنحر شباب داعش أشقاءهم من هذه البلدان وخاصة الشام والعراق، ثمّ تبخّروا في ليلة “ما فيها ضوء قمر”.
لملموهم، أصحاب اللحى المُزيّفة، من شتى أصقاع المعمورة ومن دولهم الأوروبية فعلا، وأرسلوهم كي ينحروا ويُنحروا، وما زال المسلسل قائما، كمسلسل هندي لا تنضب حلقاته، يموت أبطاله ليرثهم أبناءهم وأحفادهم ولكن بالأبطال ذاتهم، ولو برتوش ومكياج تُجدد من شبابهم وهيأتهم.
ما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا وفي خليج هرمز هي حلقات متقدّمة للمسلسل الأساسي والمركزي الذي بدأ في فلسطين، منذ أكثر من سبعين عاما فعليّا – إذ كان بدأ منذ أكثر من مئة عام مع وعد بلفور- ويعود إلى فلسطين، وسينتهي في فلسطين.
فلسطين وقدسها هي درّة تاج الأمتين العربية والإسلامية. وكل ما تفعله وتصنعه دول الاستعمار القديم والجديد هو إبعاد العرب والمسلمين عن بوصلتهم، عن قلبهم النابض، عن عروبتهم، عن إسلامهم، عن قدسهم : عن فلسطين.
وهدفهم الآني والتكتيكي والإستراتيجي والسرمدي هو تفكيك الأمة العربية وتفسيخها وخلق ممرّات وفجوات فيها كي تتسرّب إليها الأصابع الصهيونية التي تعمل ليل نهار، في السر والعلن، بالحرب وبالسلم، من أجل تحقيق الحلم الصهيوني، منذ مؤتمر بازل عام 1897، بدولة “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
هل ما زالت إسرائيل بعيدة عن النيل وعن الفرات؟؟!! أم أنّها تسرح وتمرح على ضفافهما وشواطئهما؟؟!!
إن كان أبو بكر البغدادي قد قُتل حقّا، أو كان قد “قُتل” مداهنة وتسويفا وتعمية، فإن تكالب الغرب على الشرق ستزيد حدة وثيرته. وسيخلق الاستعمار ويختلق “بُغدادية” جديدة بثوب جديد لتحقيق أهداف جديدة قديمة: تفسيخ الأمة العربية والاستمرار في السيطرة على مُقدّراتها وخيراتها ونفطها وموقعها الإستراتيجي ومياه بحارها الدافئة.
وما وعد بلفور، الإنجليزي اللئيم، عام 1917 وإقامة دولة إسرائيل “الغربية” عام 1948، في خضمّ “شرق” بسيط ساذج، بالحديد والنار والتشريد، إلّا لتحقيق هذا الهدف، الذي ما زالت توابعه وانعكاساته وارتداداته ومصالحه ومصائبه وآلامه وتجلّياته مستمرة.
2 تعليقات
خواجه فلسطينYesterday at 5:43 pm
إلى السفير منجد صالح المحترم بعد التحية والتقدير على مقالك و الحمد لله أني وجدت سفير فلسطيني وابن بلدي وخصوصا في المكسيك واحمل أكثر من جواز سفر ومعي الإقامة الدائمة في المكسيك وأملك بيت واسم البيت هو دار فلسطين وعليه العلم الفلسطيني وإنشاء الله سيكون اسم الشارع شارع فلسطين ومزرعة صغيرة في أتلاكامولكو المكسيك وأعيش مع قبائل الاتامي و المساواة. و أرجو كتابة مقالات دائمة وما حصل في المكسيك الآن يحصل في المنطقة العربية وأنت تفهم قصدي وأرجوك أن لا تذكر عباس في المقالات بيزيد الضغط عندي. مع احترامي
وفلسطين من البحر إلى النهر
سفيانYesterday at 3:53 pm
الأنظمة العربية صنعت داعش، والأجهزة الغربية عملت تعديلات عليها وطبختها وبمساعدة الأجهزة الأمنية العربية طبخت أسمائها مع بيان عمل كل واحد منهما، فلا ذمة ولا ضمير في الأنظمة العربية ولا أجهزتها أضرت كثيرا بالعالم العربي من اجل الكرسي ورضا العم سام، فمن اجل البقاء على الكرسي مستعدين شيطنه شعوبهم جميعا. وكل من أنهت عمله يصفي وكل حاكم عربي قصر في خدمتهم يصفى أيضا. لهذا تجد الحاكم العربي محاطا بكل فاسد وفاسق وسارق وابن حرام يعتمد عليهم في المشورة بدليل نحن العرب أكثر صفحات الإرهابيين عددا ولا يهم الحاكم العربي الرذيل أن يدرج 400 مليون عربي في قوائم الإرهاب عندما تبدأ شعوبهم بالثورات عليهم.
ساحة النقاش