"الأمن لا يستورد"..حقيقة لا يحجبها غربال
<!--<!--
السبت ١٢ أكتوبر ٢٠١٩ - ١١:٣٦ بتوقيت غرينتش
الخبر:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في بيان لها أنّ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر وافق على نشر ثلاثة آلاف جندي أمريكي إضافي في السعودية إلى جانب معدات عسكرية دفاعية.
الإعراب:
- لم يعد بمقدور أي مراقب للسياسة الأمريكية أن يرصد التقلبات الكارثية التي تتسم بها هذه السياسة خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، إزاء القضايا الدولية الخطيرة، والتي تتراوح بين صفر و180 درجة، في يوم واحد في بعض الأحيان.
- بعد إعلان ترامب أن أمريكا ستترك الشرق الأوسط ولا تتورط في مشاكله، منتقدا الإدارات التي سبقته والتي ورطت أمريكا في حروب لا ناقة لها فيها ولا جملا، فإذا بالقرار الأمريكي المفاجئ بنشر 3000 جندي مع عتاد حربي "دفاعي"، الأمر الذي يعكس مدى تخبط هذه الإدارة وعدم امتلاكها استراتيجية محددة وكذلك تضارب الرؤى بين مسئوليها.
- في الوقت الذي يعتقد عدد من المحللين السياسيين المقربين من السعودية أنّ الإجراء الأمريكي، جاء من أجل تعزيز موقف السعودية التفاوضي مع إيران في ظل ما يشاع عن وجود مساع باكستانية لتخفيف حدة التوتر بين البلدين، لتوفير الأرضية لإجراء مباحثات تشمل جميع القضايا الخلافية.
- في ذات الوقت ينحى بعض المراقبين السياسيين منحا متناقضا مع المنحى الأول، حيث يعتقد هؤلاء أن هذا الموقف الأمريكي، جاء لضرب كل محاولة للحد من التوتر بين إيران والسعودية، خدمة للمصلحة الأمريكية المتمثلة في عملية الحلب الممنهج لثروات السعودية، وأيدوا ما ذهبوا إليه بتصريح لترامب نفسه الذي أعلن أنّ السعودية وافقت على أن تدفع مقابل كل ما سنرسله من قوات لمساعدتها.
- مهما اختلف المراقبون في تفسير الإجراء الأمريكي، إلاّ أنّ الحقيقة ستبقى واحدة، وهي أنّ الأمن لا يستورد، وأنّ الأمن هو من اختصاص دول المنطقة، وأنّ كل عامل خارجي هو حكما عامل عدم استقرار، وان تجربة العقود الماضية أكبر دليل على هذه الحقيقة، ومن الحكمة ألاّ تدور دول المنطقة في دائرة مفرغة من صنع الأمريكيين والطامعين بثروات شعوب المنطقة، وهي دائرة تدور على الفتنة والفوضى والصراعات.
ساحة النقاش