“هآرتس” تفضح وزير خارجية البحرين و قصة ورشة المنامة!
<!--<!--
السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٠:٤٩ بتوقيت غرينتش
نشر “جاك خوري” كاتب الشؤون السياسية في صحيفة “هآرتس” مقالا خطيرا حول دور “هدى عزرا نونو” السفيرة اليهودية البحرينية السابقة في واشنطن ودورها في تقريب العلاقات بين المنامة وتل أبيب.
ويقول الكاتب أنّه في يونيو الماضي استضافت البحرين ورشة المنامة حول صفقة القرن وملف السلام الإسرائيلي العربي، أعجبتني الأجواء الودية المسيطرة على المؤتمر كما رحبت السلطات البحرينية أجمل ترحيب بزملائي الذين حضروا الورشة. وتابع “جاك” أنّه بعد انتهاء أعمال هذه الورشة أثار فضولي سؤال سيطر على بالي: لماذا تم اختيار المنامة لإقامة هذه الورشة بينما كانت من الممكن إقامتها في بلد آخر كالإمارات أو سلطنة عمان أو الأردن أو مصر؟ من هذا المنطلق أجريت بحثا واسعا حول السجل الماضي للعلاقات البحرينية – الإسرائيلية حتى استقر بي المطاف عند شخصية يهودية بطلة وخاملة الذكر وهي "هدى عزرا نونو”.
من هي هدى عزرا نونو؟
هي أول سفيرة يهودية بحرينية شغلت منصب السفارة في واشنطن، عائلتها اليهودية هاجرت من العراق إلى البحرين وعملت هناك في مجال الصرافة والتجارة حيث أن شركة بسمة التي تملكها عائلة نونو تعتبر من أكثر الشركات البحرينية نجاحا. هدى عزرا عملت كسفيرة للبحرين منذ عام 2008 إلى عام 2013 كما كانت عضو في مجلس البحرين من عام 2004 حتى عام 2008. ويروي “جاك خوري” بينما كنت أجري البحث، لوح أحد مصادري بأنه كانت علاقة غير معتادة سادت الأجواء بين كل من عزرا نونو وخالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية الحالي للبحرين.
<!--<!--
أول لقاء بين الشاب خالد والمراهقة اليهودية:
حملة الرئيس جيمي كارتر كانت أول محطة التقى فيها الشاب خالد – والذي كان يدرس التاريخ والعلوم السياسية – بـ هدى عزرا وهي في الـ16 من عمرها حيث خاضا معا في حملة كارتر التي خسره الرئيس الأمريكي لصالح منافسه العتيد رونالد ريغان، وبعد انتهاء التنافس الانتخابي عادت هدى إلى أسرتها في إنجلترا إلا أن علاقاتها القريبة مع خالد كانت تترسخ يوما بعد يوم.
<!--<!--
معارضة عائلة آل خليفة مع زواج خالد من هدى:
انطلق خالد عدة مرات نحو المملكة المتحدة للقاء هدى، وهذه اللقاءات المكررة والعلاقة الودية الغرامية أثارت قلق عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين حيث أكدوا لخالد أنه لا يستطيع أن يجمع بين مستقبله السياسي والزواج مع شابة يهودية فبالتالي اضطر خالد أخيرا من الزواج من الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة.
استمرار العلاقة بين خالد وهدى
رغم زواج هدى من سلمان إدفار رجل أعمال يهودي وزواج خالد بن أحمد من الشيخة وصال إلا أن العلاقة بينهما لم تنقطع قط، حيث استمرت الزيارات المتبادلة بينهما في كل من البحرين وإنجلترا، ولا سيما الولايات المتحدة حيث كان خالد يعمل في السفارة البحرينية في واشنطن.
ومن اللافت أن الأنشطة التجارية لهدى وأسرتها شهدت نموا متصاعدا أيام حضور خالد في السفارة البحرينية في واشنطن والتفاعل التجاري بين خالد وهدى تعود جذورها إلى هذه الحقبة، وفي نفس الفترة ارتبط خالد بن احمد بواسطة هدى بمجموعات داعمة لإسرائيل منها إيباك كما أن هدى قامت بتنسيق لازم لاجتماعه مع كل من روبرت مردوخ وشيلدون أديلسون من أشهر أصدقاء إسرائيل. في هذه الفترة عملت هدى عزرا على تقريب خالد بن أحمد من المجموعات اليهودية وفكرة الاعتراف بإسرائيل، كما ازدهرت العلاقات المالية بين خالد والمجموعات والشركات التجارية التابعة لعائلة نونو مما أدى إلى المزيد من توطين العلاقة بينهما.
<!--<!--
تعيين خالد وزيرا للخارجية وهدى عزرا أول سفيرة يهودية للبحرين
بعد تعيين خالد بن أحمد وزيرا للخارجية (2005 م) إنّه قام برد الجميل فجاء في هذا الإطار تنصيب هدى عزرا كأول سفيرة يهودية للبحرين (2008) ما أثار غضب المتشددين والمحافظين الذين رأوا في تعيينها دق جرس للمزيد من التقارب العربي الإسرائيلي. لم تغفل هدى عزرا عن واجبها تجاه الوطن اليهودي فنسقت مختلف اللقاءات بين خالد بن أحمد وسائر مسئولي الحكومة البحرينية مع النشطاء والمجموعات اليهودية والإسرائيلية مما نرى ثماره اليوم في اعتراف البحرين شبه الرسمي بدولة إسرائيل.
نزاع نسوي ينهي الحياة السياسية لهدى عزرا
زيارات مكررة لخالد إلى واشنطن أيام سفارة هدى عزرا، أثارت ريبة وغضب الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة حيث وجدت أن العلاقة بين زوجها والسفيرة تتوطد يوما بعد يوم ولا تلمح بالانقطاع. هذا الغضب العارم أدى إلى أزمة في قصر الحكم حيث أن الشيخة وصال أرسلت مكتوبا إلى الملك حمد بن عيسى شكت إليه سلوك زوجها، محذرة أنها لا تستطيع المزيد من الخنوع أمام هذا الذل والضيم، وأخيرا بعد التشاور مع البلاط أمر الملك حمد تفاديا للفضيحة – ورغم نجاح هدى في تلميع وجه الحكومة البحرينية لدى الأوساط السياسية في واشنطن – بعدم تمديد فترة سفارتها والاستغناء عن جميع خدماتها بشكل رسمي في وزارة الخارجية. ويختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله:”هدى عزرا عادت إلى المملكة المتحدة لتواصل أعمالها التجارية هناك وفي البحرين، إلاّ أنّ التاريخ لن ينسى خدماتها الجليلة لإسرائيل، ومن الآن فصاعدا يستطيع الإسرائيليون أن يفخروا بسفيرتهم الجديدة والتي تمكنت بدهائها أن توجد لنا حلفاء أقوياء داخل البلاط الملكي في دولة عربية من الطراز الأول.”
ساحة النقاش