http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

تل أبيب: السعوديّة تقود التطبيع بين إسرائيل والعالم العربيّ ووقفه لم يَعُد مُمكنًا طالما نجح الكيان بالحفاظ على قوّته… والفلسطينيون فقدوا أوراق المُساومة وروافع الضغط

<!--<!--

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

قال المُستشرِق الإسرائيليّ، البروفيسور إيال زيسر من جامعة تل أبيب، قال أنّ الهجوم الذي تعرّض له المدوِّن السعوديّ، محمد سعود من قبل الفلسطينيين، الذي استقبلوه بوابلٍ من الأحذية، عندما وصل إلى الأقصى للصلاة، هو بمثابة نوبة غضب، نابعة من أنّه بعد 71 عامًا من إقامة إسرائيل نجدها قوة عظمى إقليمية ذات قوة عسكرية واقتصادية، بل ولاعبًا إقليميًا شرعيًا، وشريكًا وحليفًا لكثير من الدول العربيّة، على حدّ تعبيره.

وتابع زيسر في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، تابع أنّ هذه المسيرة من التقارب بين إسرائيل والعالم العربيّ لا تتوقّف، بل تواصل التقدم بوتيرة سريعة، تحطم الأسوار وتحديدًا مسلمات الماضي، فقد أدّت مثلاً إلى انهيار الفرضية التي تقول أنّ هناك سقفًا زجاجيًا يمتد فوق عملية التقارب بين إسرائيل وجيرانها العرب على شكل نزاع إسرائيليّ-فلسطينيّ، وأنّه طالما لم يحل هذا النزاع بما يرضي الفلسطينيين، ستبقى علاقات إسرائيل والدول العربيّة في جمودها، وفق ما أكّده المُستشرِق زيسر.

عُلاوةً على ذلك، رأى البروفيسور زيسر أنّ الواقع الجديد يُفقِد الفلسطينيين عقلهم بالطبع، فأوراق المساومة وروافع الضغط على إسرائيل تفلت من أيديهم الواحدة تلو الأخرى، والدليل هو أنّه في الأشهر الأخيرة تمارس الدول العربية ضغطًا على الفلسطينيين للتعاون مع الإدارة الأمريكيّة لغرض دفع الاتفاق مع إسرائيل إلى الأمام، حتى لو كان معنى الأمر التخلي عن المطالب الفلسطينية التي كانت في الماضي مثابة “لن تمر حتى ولا على جثتي” بالنسبة لهم، برأي المُستشرِق زيسر.

وتابع البروفيسور الإسرائيليّ قائلاً أنّه لما كان الفلسطينيون يحتاجون إلى الدول العربية ولا يتجرؤون على الوقوف ضدّها علانية، لا يتبقى لهم غير التنفيس عن إحباطهم على أولئك الأفراد في العالم العربيّ ممّن يتجرؤون على السير خطوة إضافية، ظاهرًا لازمة وواجبة، في محاولة لتطبيع علاقات إسرائيل والعالم العربي أوْ على الأقل إلى التعارف بين الشعوب، كما قال.

وأشار زيسر إلى أنّ “الشارع” في بعض الدول العربية “يتدفق” مع الفلسطينيين، إذْ أنّ العداء لإسرائيل يبقى القاسم المشترك الأدنى والقناة لتنفيس الإحباطات في ضوء الوضع العالم العربي البشع في الداخل والخارج، ومن الجدير بالذكر، أضاف زيسر، أنّ رفض التطبيع وكلّ جهد للتعرف على الجار أوْ الخصم، بدعوى أنّ هذا اعتراف أوْ إعطاء شرعية، يقبع في أساس ضعف العالم العربي الذي يصعب عليه اللحاق بالتقدّم العلميّ والتكنولوجيّ في العالم، كما قال.

بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أنّه مهما يكن من أمر، فليس لهذا الإحساس أيّ معنى عمليّ على القرارات التي يتخذها الحكام العرب اليوم، فما من أحد يقترح بجدية الانسحاب من طريق السلام إلى الحرب، وعمليًا، سارع النظام السعودي لمنح الشرعية للمدون الذي تعرض للاعتداء، بل وتكبد عناء نفي المنشورات بأن أحدًا ما في المملكة فكر بسحب جنسيته السعودية منه، كما قال.

وأردف: يخيل، بالمناسبة، أنّ الغضب الفلسطينيّ كان هذه المرّة أكبر من أي وقت مضى، إذ أنّ الحديث يدور عن السعودية التي أصبحت هي التي تعطي النبرة في العالم العربيّ في كلّ ما يتعلق بالتقرب مع إسرائيل، كما تسعى السعودية لأنْ تُسيطِر على الأقصى وتُضيفه إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة التابعة لرعاية الملك السعوديّ، وهذا ما يعارضه بالطبع الأردن، الذي يعيش هو الآخر صراعًا مع الفلسطينيين على السيطرة في الحرم، وكلّ هذا تراقبه تركيا أيضًا، التي تحاول أنْ تدفع إلى الأمام بتواجدها في المدينة وفي الأقصى منذ زمن ما، على حدّ قوله.

وخلُص المُستشرِق الإسرائيليّ إلى القول في تحليله أنّ ثمن التوتّر والصراع هذا، وكذلك الإحباط الفلسطينيّ، دفعه المدون السعودي، ولكن الاعتداء عليه لم يردعه، وعلى أيّ حالٍ، فإنّه لن يردع أولئك الذين سيأتون بعده، فالتقارب بين إسرائيل والعالم العربيّ لم يعُد ممكنًا وقفه، طالما نجحت إسرائيل على الأقل في الحفاظ على قوتها ومكانتها في المنطقة، على حدّ قول المُستشرِق زيسر.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2019 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,545