قراءة إستراتيجية لرسائل فيديو الناقلة الذي بثته إيران
<!--<!--
الاثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٩ - ١٠:٢٧ بتوقيت غرينتش
بيروت (العالم) 29/07/2019 – أكد الكاتب والباحث السياسي د. نسيب حطيط أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران ربحت الحرب الإعلامية والنفسية مع بريطانيا وأميركا، وأنّ إيران فرضت معادلة جديدة في المنطقة بأن زمن البلطجة الدولية البريطانية الأميركية الفرنسية قد ولى.
وقال حطيط في حوار خاص مع قناة العالم أنّ ما نشره حرس الثورة الإسلامية اليوم كان يهدف إلى توجيه عدة رسائل منها وبشكل مباشر إلى الرأي العام البريطاني والحكومة البريطانية، لتكشف الكذب البريطاني الذي يحاول التملص والنجاة من خيبة الأمل من قواته، حيث لم تعتد "إمبراطورية بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس" استعماريا أن تتحداها دولة منذ أكثر من قرن من الزمن، وبالتالي تحاول خداع الرأي العام أنها لا زالت تمتلك القوة، بالمقابل إيران تعلن أنّها كانت تمتلك القوة واستطاعت ردع السفينة الحربية من التدخل لإنقاذ ناقلة النفط.
وأضاف: الرسالة الثانية تقول أنّه إذا حاولت بريطانيا وأميركا وما يمكن أن يقال الآن من تجميع تحالف دولي لحماية الناقلات في الخليج الفارسي، فإيران تستبق الأمور بعنوان حرب إعلامية نفسية بأن من استطاع ردع البارجة البريطانية من التدخل ولم يخطفها يستطيع أن يردع الآخرين، وإذا اضطر لقصف هذه البوارج فإنه لا مانع لديه طالما أنّ أمن مضيق هرمز هو من مسؤولية الدول المحيط به.
وتابع حطيط: وبالتالي فإن أي تدخل لن يكون كما كان موضوع ناقلة النفط الإيرانية التي احتجزت وصودرت بالقرصنة البريطانية، قد تم الرد عليها بالسيطرة على ناقلة النفط، معنى ذلك الفعل بالفعل والرد بالرد وبالتالي أنّ الزمن الذي كانت بريطانيا والدول الاستعمارية الغربية وأميركا تصفع من تشاء أو تقصف من تشاء وتفرض ما تشاء قد انتهى على الأقل ضمن منظومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة الخليج الفارسي والتي سيكون لها صداها في أكثر من جغرافيا سياسية في العالم سواء على مستوى حركات المقاومة أو حتى على الدول من فنزويلا إلى روسيا إلى غيرها لان لإيران الآن السبق في تأمين منظومة جديدة على مستوى السياسة الدولية والميدان الدولي.
وأردف قائلا: إن زمن البلطجة الدولية البريطانية الأميركية الفرنسية قد ولى وأنّ زمنا جديدا لا تخافه إيران ولا تخاف من ردات الفعل فيه وأنها ماضية في هذا الأمر، والدليل أنها كانت تستطيع أن تسكت عن التصريحات البريطانية لكنها نشرت ما تمتلكه من معلومات كما فعلت في إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية التي حاول ترامب التملص وإنكار أنها سقطت ثم عاد الإعلام الإيراني ليثبت إسقاط الطائرة من قبل حرس الثورة، حتى الآن نستطيع القول أن إيران ربحت الحرب الإعلامية والنفسية ضد بريطانيا وأميركا وإن شاء الله ستربح الحرب الميدانية أو ما يسمى الردع المتوازن.
وقال حطيط: اعتقد أنّ الجمهورية الإسلامية عندما أخذت قرارها بالتصدي الميداني العسكري الناري والنفسي الإعلامي، وكما صرح قائد الثورة الإسلامية أنّه لا حرب ولا تفاوض، فبريطانيا لا تستطيع أن تتحمل سابقة على مستوى تاريخها العسكري أو الميداني أو المعنوي، لقد سقطت الهيبة البريطانية، وإذا اعترفت بريطانيا بسقوط هيبتها المعنوية باحتجاز ناقلة النفط أو تحييد وردع البارجة الحربية فبماذا ستهدد؟ هل ستبعث بوارج جديدة؟ اعتقد أنّ البريطانيين والأميركيين لو وجدوا في العقود الماضية خارج الجغرافية الإيرانية وحركات المقاومة من يتصدى لهم فإنهم لن يقدموا على أي عمل عسكري سواء في أفغانستان أو العراق. وأضاف: في هذه اللحظة اعتقد أنّ التهويل والتخبط الأميركي ساعة بالمفاوضات وساعة بالقصف والتراجع بذبذبة سياسية وعسكرية، ستنتقل هذه العدوى إلى بريطانيا وستبحث عن حلول وراء الكواليس تحفظ ماء وجهها المعنوي، ومثلما قالت لا نريد الناقلة بالناقلة لكن إيران ستثبت أنّه كما تم مصادرة الناقلة مقابل الناقلة الإيرانية لن تفرج عن الناقلة البريطانية إلا بالإفراج عن الناقلة الإيرانية، وبالتالي إيران تقول الفعل يكون له ردة فعل، ولذلك لا يمكن القبول بعد اليوم بأي فعل دون الثمن للمعتدي والمقرصن.
وعن احتمال قيام أميركا وبريطانيا بالحرب، قال الباحث السياسي نسيب حطيط إنّه لا يعتقد أنّ الظروف الموضوعية لأميركا أو الناتو أو بريطانيا من الناحية البشرية أو غيرها تسمح لهم بذلك، وأضاف أنهم كانوا يربحون المعارك بالتهويل وبالإعلام وبالحرب النفسية، والآن لا يملكون الحرب النفسية ولا يملكون القدرات العسكرية.
وشدد حطيط على أنّه لا يمكن الركون إلى العقلية الأميركية البريطانية خاصة على المستوى الأميركي والانتخابات الرئاسية فيها، قائلا أنّ ترامب يريد أن يربح جائزة تنقذه من الداخل الأميركي، لكن السؤال هل ستسمح المؤسسة الأمنية والعسكرية الأميركية الداخلية البنتاغون والسي آي آي في هذه المغامرة.
وتابع: لقد خسرت أميركا منذ العام 2011 في الشرق الأوسط وما تبقى لها لا اعتقد أنّها ستغامر في خسرانه، والمشكلة الأساس عندهم أنّ المعركة مع الجمهورية الإسلامية في إيران ليست محصورة في الجغرافية الإيرانية وإنما في جغرافيا الإقليم من باب المندب والبحر الأحمر إلى حدود فلسطين إلى العراق.
ساحة النقاش