مُستشرِقٌ مُقرّبٌ من خارجيّة إسرائيل: “الخليج الجديد” تناسى قضيّة فلسطين ويسعى لإقامة علاقاتٍ مع الكيان باعتباره البوابة الوحيدة لواشنطن الضامِنة لعروشهم
April 24, 2019
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
تطرّق المُستشرِق، د. أيدي كوهين، المُقرّب جدًا من وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة إلى العلاقات بين كيان الاحتلال وبين الدول الخليجيّة، وقال في هذا السياق إنّ وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجية أنور قرقاش دعا في نهاية شهر آذار (مارس) الماضي إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربيّة وإسرائيل، معتبرًا أنّ ذلك من شأنه أنْ يساعد على التوصل إلى حلٍّ للصراع العربيّ الإسرائيليّ.
ولفت إلى أنّه في تصريحات نشرتها صحيفة (ذا ناشيونال) التي تصدر في أبو ظبي، والتي تمّ وصفها بالصريحة على غير العادة، اعتبر قرقاش أنّ قرار الكثير من الدول العربيّة عدم التحاور مع إسرائيل عقّد مساعي التوصل لحلٍّ على مدى عقودٍ، طبقًا لأقوال الوزير الإماراتي، الذي ينحدِر، بحسب المُستشرق الإسرائيليّ من عائلةٍ إيرانيّةٍ هاجرت إلى الإمارات.
وقال قرقاش في هذا السياق: منذ سنواتٍ عدّة، اتخُذ قرارٌ عربيٌّ بعدم التواصل مع إسرائيل، لكن بنظرةٍ إلى الوراء كان هذا قرارا خاطئًا للغاية، وأضاف لأنّه قطعًا ينبغي التمييز بين أنْ يكون لديك قضية سياسيّة وأنْ تبقي خطوط الاتصالات مفتوحة، بحسب تعبيره.
وبالنسبة إلى الوزير الإماراتيّ، فإنّ هناك ضرورة لما أسماه بالتحوّل الإستراتيجيّ في العلاقة بين العالم العربيّ وإسرائيل، معتبرًا أن هذا التحوّل يتطلّب تحقيق تقدّمٍ على صعيد السلام، مُضيفًا في الوقت نفسه أنّ الحوار مع إسرائيل على الهامش في الوقت الراهن لكن ذلك سيتغيّر، وتوقع زيادة التواصل بين الدول العربيّة وإسرائيل من خلال اتفاقاتٍ ثنائيةٍ صغيرةٍ وزياراتٍ يقوم بها ساسة ووفود رياضية.
ووفق قرقاش، فإنّ عدم قطع خطوات أكثر جرأة باتجاه التطبيع مع إسرائيل سيجعل تحقيق المطالب الفلسطينيّة في إقامة دولة مستقلة أكثر صعوبة.
وقال في هذا الإطار: إذا استمرّ بنا الحال على النهج الحالي، فأعتقد أنّ الحوار خلال 15 عامًا سيكون عن المساواة في الحقوق في دولةٍ واحدةٍ، في إشارةٍ إلى احتمال اندماج إسرائيليّ فلسطينيّ بدلاً من قيام دولةٍ فلسطينيّةٍ إلى جانب إسرائيل. كما قال الوزير الإماراتي إنّ حل الدولتين لن يكون مجديًا لأنّ وجود دولة (فلسطينية) مضمحلة لن يكون عمليًا، وفق أقواله.
وبحسب المُستشرِق الإسرائيليّ تأتي تصريحات قرقاش وسط مؤشراتٍ على اتصالاتٍ دبلوماسيّةٍ وتطبيعٍ رياضيٍّ بين بعض الدول العربية، بما فيها الإمارات، وبين إسرائيل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو تحدّث مرارًا عن تطوّرٍ غيرُ مسبوقٍ في العلاقة مع العديد من الدول العربيّة، على حدّ قول نتنياهو.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، رأى المُستشرِق، د. كوهين، أنّ تصريح الوزير قرقاش يؤكّد على وجود عملية “خروج من الصندوق” بالنسبة لدول الخليج من وَهْم مُقاومة إسرائيل عسكريًا، وبالمُقابل تُعبِّر عن الإيجابيات الكامنة في تطوير العلاقات بين دول الخليج والدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ كوهن على أنّ هذا التصريح لما كان يخرج إلى الملأ بدون تشجيعٍ أو إملاءٍ من قبل وليّ العهد الإماراتيّ، الشيخ محمد بن زايد، ذلك أنّه في الدول العربيّة ليس مُتبّعًا أنْ تُطلَق تصريحاتٍ مؤيّدةٍ لإسرائيل دون أنْ يكون الحاكم على علمٍ بذلك.
وتابع المُستشرِق الإسرائيليّ قائلاً إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها مسئولون كبار بإطلاق تصريحاتٍ يُعبّرون فيها عن تأييدهم لإسرائيل، مُستذكرًا أنّ وزير الخارجيّة البحرينيّ أطلق أخيرًا عدّة تصريحاتٍ مؤيّدةٍ للدولة العبريّة، مُشيرًا إلى زيارة نتنياهو إلى سلطنة عُمان، واستقباله استقبال الملوك، ومُشاركة الرياضيين الإسرائيليين في مُسابقاتٍ عديدةٍ بدول الخليج، وعزف النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ في كلٍّ من أبو ظبي وقطر، إضافة إلى قيام ثلاثة وزراء إسرائيليين بزياراتٍ إلى الخليج الفارسيّ، وفق توصيف المُستشرِق الإسرائيليّ.
وتابع د. كوهين قائلاً إنّ دول الخليج تمُرّ في عمليّةٍ لإنتاج “خليجٍ جديدٍ”، لأنّهم فهموا أنّ دعمهم للفلسطينيين سبب لهم أضرارًا بالغةً، بما في ذلك الاقتصاديّة، مُشيرًا إلى أنّ دول الخليج تُريد أنْ تكون جزءًا من العالم الغربيّ، وأنّ الانتقال للعالم الغربيّ يمُرّ عبر بوابة إسرائيل فقط، وأنّه ليس صُدفةً أنّ جميع دول الخليج وافقت على سياسة ترامب ضدّ إيران، وفيما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة.
واختتم قائلاً إنّ نسج العلاقات مع إسرائيل بالنسبة لدول الخليج هدفها تحقيق هدفين: الأوّل ردع إيران، والثاني لكي تفتح لهم تل أبيب الباب على مصراعيه في واشنطن، كما أنّ السلام مع الفلسطينيين لم يعُد يُهمّهم، ويكفيهم اتفاقًا للمُحافظة على مصالحهم، وضمان استقرار أنظمة حكمهم، وتأمين المُساعدات الأمريكيّة.
واختتم د. كوهين مقاله، الذي نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) بالقول إنّ تصريح قرقاش، ربمّا، يُمثِّل بداية عهدٍ جديدٍ في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، عهدٍ تكون فيه العلاقات بين الطرفين علنيّةً ومفتوحةً أمام الجمهور، وفق تعبيره.
1 تعليق
خبير الدوري المحليToday at 7:36 am (3 hours ago)
يا سيدي والشعب الفلسطيني نسي هذه الأشكال من زمااااااااان بل ويتمنى أن لا يذكروا اسم فلسطين على ألسنتهم، ليس الفلسطينيين فقط من غسلوا أيديهم من هالأشكال بل العالم المتحضر أيضا ما عاد ينظر لهم بالاحترام.
ساحة النقاش