تعتبر مشكلة تراكم المخلفات من المشاكل الكبيرة فى وقتنا الحالى خصوصاً مع تزايد الإهتمام والوعى البيئ، كما أن مشكلة توفير الغذاء الجيد من أهم المشاكل التى تواجه العالم خصوصاً الدول النامية لهذا فإن هناك إهتمام كبير وإتجاه واسع نحو الإستفادة من تلك المخلفات الزراعية، قش الأرز - الأتبان - الأحطاب - مصاصة القصب،،، وجميع مخلفات الحقل السليلوزية، إلٍى جانب مخلفات التصنيع الغذائى والمتزايدة باستمرار فى تنمية وإنتاج عيش الغراب.
حيث يعتبر عيش الغراب من الأغذية اللذيذة الطعم والمرتفعة فى القيمة الغذائىة بما تحتويه من كمية جيدة من البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف -كما يحتوى عيش الغراب على مواد فعالة ذات قيمة طبية مهمة للغاية لصحة الإنسان حيث أثبتت الأبحاث أن هذه المواد تعمل على تنشيط الجهاز المناعى للجسم وتعمل كمضادات للأورام السرطانية ومضادات للإلتهاب وخفض الكوليسترول وأمراض القلب والشرايين وضغط الدم وقد تم إستخلاص وفصل هذه المركبات وتجهيزها فى صورة أقراص وكبسولات وشراب ودهانات وأمبولات للحقن فى دول عديدة أهمها الصين واليابان، هذا وتعتبر تنمية عيش الغراب من المشاريع البيئية المتكاملة حيث يتم الإستفادة من المخلفات السابقة الذكر والتى تقدر بأكثر من 37 مليون طن سنوياً فى مصر فى إنتاج غذاء جيد للإنسان ذو قيمة غذائية مرتفعة إلى جانب إستخدام المخلف بعد التنمية كأعلاف للحيوانات أو كأسمدة عضوية ممتازة للتربة مما يسهم بشكل كبير فى حل مشكلة نقص الأعلاف والأسمدة العضوية خصوصاً فى المناطق الزراعية والريفية حيث تتوافر جميع أدوات ومستلزمات العملية الإنتاجية وحاجة تلك المجتمعات إلى تنمية إجتماعية وبيئية.
وجدير بالذكر أن العديد من دول العالم تستخدم مشروع إنتاج عيش الغراب كأحد المشاريع المهمة فى تنمية المجتمعات الريفية ومكافحة الفقر وتوفير فرص عمل للشباب وربات البيوت، وقد تم تبسيط طرق إنتاج عيش الغراب بشكل كبير مما يسمح لغير المتخصصين وكل أفراد المجتمع فى ممارسة هذا النشاط خصوصاً تنمية الصنف المحارى والذى يمكن إنتاجه بتكلفة بسيطة .
التعريف بعيش الغراب
ينتمى عيش الغراب إلى المملكة النباتية إلا أنه يتميز بعدم إحتوائه على الكلوروفيل وبالتالى فهو لا يقوم بعملية التمثيل الضوئى ولا يكون غذاءه بنفسه ولكن يعتمد فى غذاءه على تحليل المخلفات العضوية الموجودة بالطبيعة، مترمماً، أو قد يهاجم بعض النباتات كالأشجار الحية، متطفلاً، ليستخلص منها غذاؤه،، وقد تم حديثاً وضع الفطريات فى مملكة خاصة بها تسمى مملكة الفطريات، ورغم أن عيش الغراب يتبع الكائنات الحية الدقيقة والتى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة فإن عيش الغراب يرى بأشكاله الجميلة يالعين المجردة ويرجع ذلك إلى التركيب الخاص المميز لعيش الغراب وهو عبارة عن خيوط دقيقة متفرعة تسمى الهيفات والتى تنمو على المادة العضوية وتفرز إنزيمات خاصة لتحللها وتقوم بامتصاصها بما يشبه وظيفة الجذور فى النباتات الراقية ثم تتجمع تلك الهيفات مع بعضها مكونة تركيباً معقداً كبير الحجم يشبه القبعة محمولة على ساق مركزياً أو جانبياً والتى تعتبر الجسم الثمرى لعيش الغراب.
وصف عيش الغراب
يتركب الجسم الثمرى لعيش الغراب من ساق تحمل فوقها قبعة ويتواجد على السطح السفلى للقبعة صفائح رقيقة تشبه الخياشيم والتى يتواجد بداخلها جراثيم صغيرة جداً تنتشر بالهواء مؤدية لإنتشار الفطر فى الطبيعة كما يحدث مع النبات.
شكل توضيحى يبين تركيب ثمرة فطر عيش الغراب
وتتباين ألوان الأجسام الثمرية لعيش الغراب فمنها ناصع البياض وكل درجات اللون الأبيض والأصفر والأحمر والبنى مما يعطيه ألوان جميلة جذابة، كما يختلف قوام الأجسام الثمرية بشكل كبير فمنها الإسفنجى والغضروفى والخشبى والجلدى وذو الأسطح الناعمة والخشنة.
كما يتباين شكل الجسم الثمرى بشكل واسع فمنها ذات السيقان الطويلة والقبعات الصغيرة، مشروم الفلاميو لينا، ومنها ما لا تظهر سيقانه بوضوح مثل مشروم الاريكيولاريا ومنها ما تكون فيه الساق مركزية مثل الاجاريكس والشيتاكى أو قد تكون الساق جانبية مثل المحارى والجانودرما وقد يكون شكل الجسم الثمرى كروى أو مخروطى، ويتميز عيش الغراب بقصر دورة الحياة.
وقد لوحظ أن الكثير من الحيوانات والطيور والحشرات تلتهم الأجسام الثمرية لعيش الغراب النامية فى الحقول والغابات ومنها الغربان التى تنجذب إلى اللون المميز لقبعات عيش الغراب والتى تشبه أرغفة العيش مما جعل الفلاحين والعامة يطلقون عليه فى مصر الإسم الخاص به، عيش الغراب، ويسمى باللغة الإنجليزية Mushrooms وهوإسم يشمل كل الأنواع.
ساحة النقاش