وسط حالة الجدل التى فجرها الحكم فى قضية الرئيس السابق حسنى مبارك، ورموز نظامه، وانهماك الجميع فى حوارات ونقاشات حادة، لم تملك حنان النحراوى، الفنانة التشكيلية الصماء، إلا طريقة واحدة للتعبير عن رؤيتها للمحاكمة، وهى استخدام فنها فى التعبير عما يدور بداخلها.
بدأت حنان النحراوى، لوحتها، مع المشاهد الأولى لمحاكمة مبارك، فى أغسطس الماضى ولم تنته من وضع اللمسات النهائية عليها إلا بعد جلسة النطق بالحكم لتعبر بها عن رؤيتها للمحاكمة، بداية من وجود علاء وجمال اللذين ظلا طوال المحاكمة فى محاولة لإخفاء والدهما عن العيون وهما يمسكان المصاحف فى أيديهما، وجسدت اتفاق الشعب على محاكمة مبارك بالأيادى التى تشبكت مع بعضها البعض لتصنع قفص الاتهام.
«حنان» قالت لـ«المصرى اليوم» باستخدام لغة الإشارة، «مينفعش مبارك يتعدم لأنه عجوز ومريض، وكمان منظرنا حيبقى سيئ أمام الدول العربية، مبارك كان رئيس كويس لمدة 20 سنة لكن آخر 10 سنوات من حكمه كانت الأسوأ، وأولاده هم السبب وهم اللى يستحقوا الإعدام»، فى المقابل، أكدت حنان أن حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، يستحق الإعدام، لذلك خصصت جزءا كبيرا من اللوحة لتبرز جرائمه سواء من خلال إظهار حالات التعذيب التى لم تفرق بين مسلم ومسيحى أو بجعل الشهداء فى قبضة يديه للتأكيد على أنه المسؤول الأول عن قتل المئات من الشهداء.
واعتمدت «حنان» على إبراز بعض التفاصيل الدقيقة فى اللوحة مثل منصة القضاء التى تضم ثلاثة قضاة صبغت آذانهم باللون الأحمر من كثرة الكلام والانتقادات الموجهة لهم من الشعب.
ونشرت فى الخلفية أعلام الحرية التى أرادت من خلالها أن تؤكد أنه مادام هناك محاكمة فإن الحرية آتية بالتأكيد وإن حذرت من أن الحكم بخروج نجلى الرئيس السابق من القضية ينذر بخروجهما واستكمالهما المسيرة التى بدآها.