<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
إن علم النفسي الطبي يختلف عن الطب النفساني، لذا يجب بداية التمييز بين الفرعين:
* الطب النفسي: يهتم بعلاج الأمراض النفسية مثل الإكئاب، مع مراعاة العوامل الجسمانية والإجتماعية.
* علم النفس الطبي: هو علاج جميع الأمراض الجسمانية مع مراعاة العوامل الجسمانية والنفسية والإجتماعية في العلاج.
* العلاج التقليدي (الخاطيء): معالجة الأمراض الجسمانية دون مراعاة العوامل النفسية والإجتماعية. والعلاج الخاظئ للمرضى يشكل نسبة مرتفعة جدا من العلاج، حتى في أكثر بلدان العالم تقدما. ففي النمسا مثلا، التي تحتل مكان الصدارة في تطور الرعاية الطبية والعلاج بين الدول الغربية والصناعية، اظهرت إحدي الدراسات، التي أجريب مؤخؤرا، إن نسبة العلاج الخاطئ للمرصى، التاتجة عن إهمال العوامل الإجتماعية والنفسية للمرضي، تبلغ 80%، وأن كثيرا من الأمراض العارضة السهلة العلاج في البداية تتحول بسبب سؤ العلاج مع مرور الوقت إلى أمراض مزمنة وخطيرة، يعاني منها المرضي وذويهم لسنوات طويلة. عدا ذلك، فإن هذه الظاهرة تبدد جزءا كبيرا من نشاط مؤسسات الرعاية الصحية والإجتماعية وتكلف المجتمع ثروات باهظة.
المنطلق الرئيسي الذي يقوم عليه موضوعنا وهو فرع علم النفس الطبي هو أن حالة الإنسان الصحية (والمرضية)تتأثر بثلاث عوامل:
أ العوامل الوراثية الجسمانية: المورثات، البنية الجسمانية
ب العوامل الإجتماعية والثقافية: الأسرة، الوعي الصحي، العمل، الوضع المادي، الخدمات الصحية المتوفرة.
ج العوامل النفسية: الشخصية، الرعاية التربوية في مرحلة الرضاعة والطفولة.
قديما كانت الصحة تعرف بطريقة سلبية على أنها "خلو الجسم من المرض". ولم يتم تصويب هذا المفهوم الخاطيئ إلا بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1946 م، عندما قررت منظمة الصحة العالمية آنذاك "إن الصحة هي شعور الإنسان التام بالراحة الجسمانية والنفسية والإجتماعية".
عدا هذا فإنه لا يجوز اليوم النظر إلى الصحة والمرض، على أنهما حالتان ساكنتان متناقضتان ومنفصلتان تماما، إحداهما عن الأخرى، بل على العكس، هما في أفضل الأحوال في توازن مع بعض. هذا يعني، أن الصحة الجيدة تتطلب قدرا قليلا من المواجهة المستمرة مع تحدي المرض والجراثيم المسببة له، وهذه المواجهة هي التي تصقل مقاومة الجسم للأمراض، وتشكل ما نسميه بالمناعة المكتسبة. هذه المناعة المكتسبة يحصل عليها الإنسان والحيوان إما بالمرض الطبيعي (وهو ينطوي أحيانا على مغامرات صحية خطيرة)، الذي يحدث غالبا في عمر الطفولة، أو عن طريق أخذ التطعيم، وهو عبارة عن جرعة محدودة من جراثيم ميتة/ مضعفة أو سموم الجراثيم المسببة لبعض الأمراض، مثل الجدري والسل والسعال الديكي وشلل الأطفال أو جسم مضاد مثل التطعيم المؤقت ضد الملاريا. الغرض من التطعيم هو تحصين الجسم أو استنهاضه وتحريض مقاومته ضد بعض الأمراض الجرثومية المعدية. وهذا الأمر، الذي كان حصيلة الخبرة العلمية الطبية خلال النصف الثاني من القرن العشرين يعطي التعريف الأحدث والأدق للصحة، الذي تضمنته وثيقة أوتوا لمنظمة الصحة العالمية، الصادرة في عام 1986 م.