<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
كما أن الله أخرجك من بطن أمك ثم أمرك ببرها.. أخرجك من تراب الأرض ثم أمرك بإعمارها .. "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"..شعار عُمار الأرض
هل تساءلت يوماً عزيزي القارئ ما هي المواصفات اللازمة حتى يكون الإنسان من عمار الأرض, وما هي الشروط التي يجب أن يمتلكها حتى يكون نافعاً لوطنه..هل هناك مواصفات خاصة يتمتع بها هؤلاء الأشخاص لا يملكها الآخرون.. هل تريد أن تعرف ما هو السر في تلك الشخصيات الرائعة التي دائما ما نقف أمامها تتملكنا مشاعر الإعجاب والدهشة .. سأقول لك ببساطة.. في داخل كل إنسان قدرات ومواهب كثير منّا لا يدركها..عمار الأرض هم أشخاص عرفوا الغاية من وجودهم آمنوا بقدراتهم اتخذوا قرارهم وسعوا لتحقيق أحلامهم لم تمنعهم إعاقة أو صغر سن أو ظروف معيشة صعبة هم أشخاص لم يعرفوا للمستحيل معنى حاربوا اليأس وتمسكوا بالأمل تحدوا كل العقبات في حياتهم حتى وصلوا لما تمنوه وبعضهم ما زال مستمراً.. نتعرف في هذا العدد على أخوين رغم أعمارهم الصغيرة إلا أن انجازاتهم كانت عظيمة..
بدران محمد بدران 12 سنة، طالب بالصف الثاني الإعدادي، وأخيه الأصغر محمود 10 سنوات، بالصف السادس الابتدائي، استطاعا رغم حداثة سنهما أن يبهرا العالم بحلمهما في حماية الطبيعة من تلوث البترول، وحل مشكلة الاحتباس الحراري التي تشغل بال العديد من العلماء في كل العالم.
وعن بداية مشوار الأخوين تقول والدتهما الدكتورة "داليا محمود" أنهما بدآ طريقهما منذ ثلاث سنوات تقريباً، بأبحاث صغيرة الحجم عن التلوث والطاقة الشمسية، استطاعا أن يفوزا بها في إحدى المسابقات العلمية، كانت لها أثر كبير على أفكارهما وآمالهما أيضاً.
وكان من الممكن أن يقف بهما الأمر عند هذا الحد، لولا إصرارهما في العام الذي يليه أن ينفذا مشروعهما، بشكل عملي عن طريق عمل شاحن للهاتف المحمول يعمل بالطاقة الشمسية، ومرة أخرى كان الحظ حليفهما، وفازا بمشروعهما الصغير بجائزة خاصة، من لجنة التحكيم في مسابقة "انتل للعلوم والهندسة" لمن هم تحت السن القانوني للمسابقة فلقد كان عمرهما آنذاك 8، 10 سنوات فقط.
ومن هنا بدأت تتضح ملامح شخصيتهما، فبدلاً من أن يفرحا بالجائزة كغيرهما من الفائزين، اعترضا كلاهما على الخلايا الشمسية التي تم استخدمها للمشروع، لأنها كبيرة وغالية وقليلة الكفاءة، مما سيحول دون تنفيذ مشروعهما بشكل حقيقي وبدآ يفكران في تطويرها.
وأكدت "الأم" أنه لم يمض وقت طويل حتى توصل المخترعان الصغيران، إلى طريقة جديدة يمكن من خلالها تطوير خلايا غريتسيل "المصنوعة من النبات"، بحيث تكون أصغر حجما، وأكثر كفاءة من الخلايا الموجودة، وبعد أن عرضا مشروعهما على أساتذة الجامعة، وتأكدا من صحة فكرتهما تقدما بطلب لبراءة الاختراع لحفظ حقوقهما الفكرية.
لم يكتف الأخوان الصغيران بما أنجزاه، بل راحا يبحثان عن طريقة لتنفيذ أبحاثهما على أرض الواقع.
وأشار الدكتور "محمد بدران" والد الطفلين أن أول من ساعدهما هي الدكتورة "منى بكر" فقد بدأت معهما من الصفر، وأعطتهما
دورات نظرية وتدريبية عن الخلايا الشمسية، قبل أن تسمح لهما بالبداية في تنفيذ مشروعهما.
ومن جانب آخر فقد ساعدهما كثيراً انضمامهما إلى اتحاد المخترعين المصريين، في التقديم لطلب البراءة والاشتراك فى العديد من المنافسات، الدولية وتقديم النصح والمشورة، بالإضافة للبحث العلمي الذي منحهما، جائزة المركز الأول للمخترع الصغير على مستوى الجمهورية..
وأضاف الأب أن أهم الجوائز العالمية التي حصل عليها المخترعان الصغيران، هي دبلومة عالمية من بلجراد، وشهادة تقدير من منظمة "أكشن فور ناتشر البيئية الأمريكية" تفيد بأهمية مشروعهما.
وبالإضافة إلى الميدالية الذهبية للمخترعين الصغار على مستوى العالم من أوكرانيا، وأخيراً الجائزة البرونزية على مستوى العالم، فى أفضل الأعمال البيئية من منظمة "جرين ابل" البريطانية، التي تقدم لها أكثر من 550 مشروع عالمي.
وعن مثلهما الأعلى يعترف بدران ومحمود بأن الأخوين برايت اللذين استطاعا أن يخترعا الطائرة هما مثلهما الأعلى ويتمنى الأخوان أن يحصلا على جائزة نوبل بل ويكونا أصغر من فاز بها.
وعن خطتهما للمستقبل تقول والدتهما: إنهما يحاولان الانتهاء من كتابة، بحث عن مشروعهما، ويحاولان نشره في مجلة عالمية لها مصداقية عالمية، عند العلماء، كما يحاولان تطوير مشروعهما، بحيث يكون نموذج نصف صناعي، بعد تحسين نتائج النموذج الأولى…
هكذا هم المبدعون..لا ينتظرون الفرصة بل يصنعونها..ليكون لحياتهم معنى ويتركوا بعد ذلك بصمات لا تمحى.. فمهما كان عمرك مهما كانت ظروفك مهما كانت حياتك مهما كانت إمكانياتك بيدك القرار أن تكون أحد عمار الأرض..
إعداد : دموع تائبة ؛ الاسلام يجري بدمي