جريدة صمت الكلمات للشاعر اسامة احمد الطهطاوى رئيس مجلس الادارة الشاعرة سماء غالى

شعر \ نثر \ خاطرة \ قصة \خربشات \مقال

مشـكــلــة التـــعلـيـم فــي مــصــر
الــمــقـــال الـــثــانـــى
بــقلــم د/ طـــارق رضـــــــــــوان

مشكلة التعليم في مصر
إن التعليم في مصر يواجه مشكلات عدة أهـمها ارتفاع كثافة التلاميذ بالفصول مع قلة أعداد المدارس وتعدد الفترات الدراسية والاعتماد علي طرق التدريس التقليدية، وغياب التنمية المهنية وانعدام الربط بين البرامج التدريبية والاحتياجات التنموية وارتفاع نسبة العاملين بالجهاز الإداري، مقارنة بالمدرسين وضعف قدرة الإدارة المدرسية علي إحداث الإصلاح المدرسي في جودة العملية التعليمية، بالإضافة إلي الارتفاع الكبير في نسب النجاح والمجاميع المرتفعة التي لا تعكس المستوي الحقيقي للطلاب وهو أيضا ما لا يتناسب مع سوق العمل.
بالإضافة إلي قصور التمويل الحكومي للوفاء باحتياجات عملية الإصلاح التعليمي، كما أن ميزانية التعليم تتوجه معظمها للأجور وما يخصص منها للأبنية التعليمية لا يذكر. فالأوضاع التعليمية المتردية في مصر ترجع للعديد من الأسباب أهـمها: غياب السياسات التعليمية الواضحة التي يتم الاتفاق عليها من قبل المجتمع بكافة مؤسساته و الاعتماد على اجتهاد الوزراء المسئولين حيث يترك الوزير "بصمته" على سياسات الوزارة ثم يأتي بعده وزير آخر يهدم سياسة سابقه، ويقيم نظام جديد، كما أن استبعاد مؤسسات المجتمع المدني من المشاركة في وضع السياسات التعليمية ومتابعة تنفيذها وتقييمها له الأثر الكبير في تعثر السياسة التعليمية في مصر. وسنتعرض بالتفصيل لأهـم مظاهر المشكلة التعليمية فيما يلي:

مشكلة كثافة الفصول
تعتبر من أهـم المشكلات التي تعاني منها المدارس المصرية في أنحاء الجمهورية بكافة محافظاتها، وخاصة في مراحل التعليم الأساسي، بحيث ترجع مشكلة كثافة الفصول إلي نقص الأبنية التعليمية، وكذلك إلغاء الفترة المسائية وارتفاع مصروفات المدارس الخاصة والتي لا يستطيع الرجل العادي أو حتى المتوسط أن يدركها بدخله المحدود مما زاد من الضغط على المدارس الحكومية، هذا بالإضافة إلي وجود المدارس ذات الأبنية القديمة ذات الطابق الواحد أو الطابقين شبه المتهدمة، وهو ما لا يعد ملائما في ظل التزايد المستمر للكثافة العددية لدى الطلاب، وخاصة الأطفال في المرحلة الابتدائية، وتؤثر كثافة التلاميذ في الفصول علي فرص التلاميذ في استيعاب المواد التعليمية المقدمة، مما يؤدي إلي انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية والتسرب من التعليم، وانتشار العنف داخل الصفوف الدراسية وكذلك انتشار الأمراض وهو ما حذر منه الجميع في ظل أزمة وباء أنفلونزا الخنازير.
وفق لدراسة أعدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بعنوان "التعليم الأساسي في مصر"أوضحت أن إجمالي أعداد فصول مرحلة التعليم الأساسي بلغ 282.3 ألف فصل منها 207.2 ألف فصل بنسبــة 73.4 % للمرحلة الابتدائية وبلغ متوسط كثافة الفصل 42.9 تلميذ / فصل بالتعليم الابتدائي وذلك في عام 2006 / 2007. ذكرت الدراسة أيضا أنه من المتوقع أن تزداد أعـداد الفصـول إلى 252.9 ألف فصل وبمتوسـط كثافة للفصـل 42 تلميذ في الفصل الواحد. كما بلغ إجمالي أعداد فصول المرحلة الإعدادية 75.0 ألف فصلاً بنسبة 26.6 % للمرحلة الإعدادية, وبلغ متوسط كثافة الفصل 38.4 تلميذ / فصل وذلك في عام 2006 / 2007, وإنه من المتوقع أيضا أن تزداد أعداد الفصول إلى 92 ألف فصلاً, وبمتوسط كثافة للفصل 38 تلميذ / فصل في عـــام 2016 / 2017.
حتى العدد المتوقع الذي تنبأت به دراسة الجهاز المركزي ليس بالقليل ولكنه يعكس استمرار عجز وزارة التربية والتعليم في حل مشكلة تكدس الفصول والتي باتت من أكثر المشكلات التي تؤرق أولياء الأمور والمعلمين .

التسرب من التعليم
هناك عدة أسباب للتسرب من التعليم بعضها يتعلق بالأسرة نفسها، والبعض الآخر بالمدرسة فالأسرة المصرية قد لا تستطيع توفير نفقات التعليم لأطفالها وبالتالي فهـم يرفضون استكمال أبناءهـم لدراستهـم بالمراحل الابتدائية أو الإعدادية أما المدرسة فيقع عليها عبء كبير ومسؤولية أكبر حول تسرب الطلاب إما بسبب المناهج التعليمية المعقدة أو لسوء تعامل المدرسين داخل الفصول، ويرجع هذا التسرب إلي أسباب وعوامل عدة تدفع بالتلاميذ للهروب من المدرسة أو تدفع بأولياء الأمور لعدم إرسال أبنائهـم للمدرسة وفي مقدمة تلك العوامل والأسباب :

الظروف الاجتماعية : فلا تزال العديد من الأسر حتى الآن تحجم عن إرسال البنات للمدرسة أو عدم استكمالهن للتعليم، خاصة في الريف المصري وبعض المناطق والمحافظات لعدم الرغبة في التعليم المختلط أو لاعتبارهـم أن تعليم البنات بلا فائدة، وبعض الأسر تحجم عن إرسال أبنائها للمدارس لأسباب أخرى كالإعاقات النفسية والجسمية للطالب أو الخطوبة والزواج المبكران أو عدم الرغبة في الدراسة في مكان بعيد عن السكن.

الأسباب التربوية: وتتلخص هذه الأسباب في تدني القدرة على الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم الأكاديمي عند الطلبة.

الظروف الاقتصادية:في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية العامة في المجتمع المصري، والتي أدت بدورها إلى إحداث ضغوط على كثير من الأهالي من فئات الشعب المصري إلى إجبار أولادهـم على ترك المدرسة بحثا عن أعمال بأجور منخفضة رغبة منهـم في إعالة آبائهـم وأمهاتهـم ومساعدتهـم.

هناك مشكلات خاصة بالمدرسة نفسها، فالمدرسة تعد مؤسسة اجتماعية تتعامل وتتفاعل مع الواقع الاجتماعي المحيط بالطلبة والطالبات. ولذلك لها تأثير مهـم في بناء شخصية الطفل، ولكن سوء معاملة بعض المعلمين للتلاميذ وإتباع أسلوب العقاب البدني لهـما تأثير سلبي فيهـم مما يثير الخوف لديهـم ويبعدهـم عن المدرسة ويؤدي إلى تسربهـم وأيضاً غياب التعامل التربوي في حل المشكلات من قبل بعض المعلمين الذين يلجأون إلى استخدام الأساليب القسرية؛ والتي تترك آثارها النفسية العميقة في نفوس تلاميذهـم.

فضلا عن المشكلات التي تتعلق بالمناهج الدراسية فلا تزال علي الرغم ما يبذل فيها من التطوير إلا أنها تعاني من جمود المحتوى الدراسي كما يعاني الكثير من المعلمين من ضعف قدراتهـم المهنية والعلمية، هذا بالإضافة إلى معاناة نسبة كبيرة من المعلمين من القهر الاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم عدم الرضا عن مهنة التدريس مما ينعكس بالسلب علي أدائهـم وسلوكياتهـم في التعامل مع تلاميذهـم. وبلغت نسبة التسرب من التعليم الابتدائي 884.8 ألف متسرب ومتسربة بنسبة 4.2 % من إجمالي عدد السكان في شريحة العمرية من (6 ـ 18 سنة) طبقــاً للبيانـات الأوليــة لتعداد 2006.

123ewq

مع تحياتى الشاعر الكاتب اسامة احمد الطهطاوى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 489 مشاهدة
نشرت فى 17 أغسطس 2015 بواسطة 123ewq

شاعر الجنوب الشاعر اسامة احمد الطهطاوى

123ewq
الشاعر اسامة احمد الطهطاوى رئيس جريدة نبض قلم رئيس جريدة صوت الشعراء رئبس جريدة الشروق رئيس جريدة صمت الكلمات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,714