عالم السياسة والثقافة الإخباري .. نوال الفاعوري
الصمت في زمن التغير اقبح ذنب وافضح عورة
موضوع بيع حصة الضمان في بنك الإسكان تعود إلى أكثر من ثلاثة أعوام حينما كان فارس شرف يتولى إدارة الصندوق ، وبدأ الحديث عن بيع حصة الضمان في بنكي الإسكان والعربي لمستثمرين قطريين والتي تقدر بحوالي 15.5 % من أسهم البنك بقيمة تتراوح بين 500 – 600 مليون دينار حيث بدأت محاولات شراء هذه الحصة من قبل مؤسسة مالية قطرية إبان حكومة سمير الرفاعي ، العرض لشراء الإسكان تكرر ثلاث مرات من قبل الشخص نفسه الذي عمل لفترة في قطر وقدم في حينه العرض الأول لينتقل بعد ذلك للعمل في الكويت ويعيد الكرة من خلال شركة كويت كابيتال وتم تقديم العرض الأخير قبل رحلة رئيس الوزراء فايز الطراونة الأخيرة الى الكويت من قبل ذات الجهة .
التنافس للاستحواذ على أسهم الضمان في الإسكان كبير إذ سعت أكثر من دولة عربية لشرائها كاستثمار مربح لكن الصفقة ظلت تتعطل لأسباب مختلفة .
رد الضمان كان في جميع المرات الرفض لان أسهم بنك الإسكان "وقف" وهي ليست للبيع أو المبادلة او المساومة وبناء على ذلك غادر العدوان الصندوق وأسهم الإسكان ما تزال ملكا للضمان .
بدايه اللعبه كانت !!
1- اقاله ياسر العدوان الذي تم تعيينه رئيسا للصندوق واستمرت إدارته حوالي عام وثمانية أشهر حقق الصندوق خلالها نتائج مالية تعتبر جيدة نظرا للأوضاع المحلية الإقليمية والعالمية ، العدوان "كما وصفه مقربون منه " محافظ وحريص ونزيه رغم خبرته الاستثمارية المحدودة التي كان يستعيض عنها بإجراء مشاورات مع أصحاب الخبرة في هذا الشأن مما أدى إلى الحفاظ على سلامة أموال الضمان خلال فترة إدارته حيث خلت هذه الفترة من أية اختلالات وكانت النتائج المالية للوحدة مقبولة لدرجة كبيرة في ظل الأوضاع المحيطة واستبداله ب السيد هنري عزام و هو لبناني تم تجنيسه من قبل فايز الطراونة الذي يشغل رئيس الديوان الملكي و كانت النيه حينها آن ذاك المدير وصديقه فايز الطراونة تتجه لبيع حصة الضمان في بنك الإسكان لقطر لقاء وعد بأن يرأس الطراونة مجلس إدارة بنك الإسكان في حين يتزعم صاحبة إدارة البنك .
2- كانت اقاله الرئيس حجة كافية لإعادة تشكيل مجلس إدارة الصندوق بما يخدم التوجهات الجديدة والذي يضم في عضويته ممثلين عن غرفة الصناعة واتحاد العمال ومؤسسات المجتمع المدني ، من الخبراء والمختصين في الشأن الاستثماري والتي خضعت لمده عامين لضغوط كبيرة تدفع باتجاه البيع ، إلا أن الموقف الصلب للإدارة أفشل تلك الخطط وأضعف من تأثير تلك الضغوط واشترطت حكومة الطراونة موافقتها على اعضاء اللجنة الجديدة واعطت لنفسها الحق بالتنسيب .
3- إخضاع الصندوق لنظام الخدمة المدنية الأمر الذي دفع كثيرا من المدراء في الصندوق للاستقالة ومنهم مدير قسم تكنولوجيا المعلومات مدير الموارد البشرية وغيرهم ما تسبب بفقدان الصندوق للكثير من الكفاءات التي لم يعد مجديا لها العمل وفق أجور نظام الخدمة .
4- قرار حكومي اتخذ كان بموجبه إخضاع قرارات استثمار محفظة الضمان للحكومة وجعل بيع الأسهم مقرونا بموافقتها .
سيبقى هؤلاء بلا عقاب ولا سؤال ولا جواب لأنهم أقوى منا ، وأقوى من الوطن ، وأقوى من الدولة ، إنهم يتسلحون بالدستور و يلعبون به كما يشاءون ، ويتسلحون بالولاء الكاذب والإنتماء المزيف ليقودوا الأردن إلى مهاوي الردى و قد فعلوا ...
نرفع أيدينا وأرجلنا مستسلمين أمام مؤسسة الفساد ، فقد تبين أن أصحاب شركات الشحن ووكالات السيارات والمتنفذين من ذواقي الواين الإيطالي ، والشمبانيا الفرنسي ، هم الأكثر قوة ، والأكثر قدرة على الفعل ، وهم الذين يبيعوننا و يشتروننا كل يوم ألف مرة لمن يريدون لسلطان بروناي ، أو لسلطان ساحل العاج ، أو لقطر ، يصدرون الآثار إلى تورينو في ايطاليا ، ويستوردون الأموال للغسيل من بروكسل ، والعراق وجنيف ، ويرفعون موازنة هذه الجهة ، ويخفضون تلك ، ثم يقولون لنا ارقصوا غنوا فالوطن بحاجة إلى حناجركم ، والوطن بحاجة إلى أهازيجكم ، واسكتوا واحمدوا الله على نعمة الأمن والأمان وإلا فسنحرمكم إياها ، وتكونوا ليس فقراء فحسب بل فقراء و مشردين .
مؤسسة طوني والأستاذ المبجل صاحب المحفل الأعظم استحوذوا على الأردن ، ولسنا أكثر من طرش في زريبة ، والذي سيحتج على هذا التوصيف فليهدأ ولينظر في المرآة وليخبرني ماذا يرى ؟؟ نحن طرش في زريبة ليس إلا ، والفاسدون لايهمهم إن " عنفصنا شوية " فهم ما داموا مستمرون في السرقة فلا يهمهم من يشتمهم ومن لا يشتمهم ، المهم أن تبقى حنفية أموال الوطن مستمرة في جيوبهم حتى يحافظوا على سيجارهم ، ومشروبهم ، ونساوينهم عند مدام مريوشا عرابة المتعة لل VIP في اوروبا وغيرها من المريوشات الأخريات .
عزيزي الصامت .. الصمت في زمن التغير اقبح ذنب وافضح عورة .
نوال الفاعوري