عالم السياسة والثقافة الإخباري .. م. خليل المشاقبه
التحول الى اقتصاد المعرفة ,,,,, العرب أنموذجا !!
يبدو أن هناك ثورة حقيقية تتشكل الآن في الأسس التقليدية طبيعة ونوع الإنتاج والتجارة في مجال السلع والخدمات على مستوى العالم، يتمثل ذلك في أن الاقتصاد العالمي يميل الى التحول الى ما يسمى باقتصاد المعرفة، حيث تستبدل تدريجيا السلع المادية والخدمات بإنتاج المعرفة وبيعها - إن جاز التعبير - وهي إحدى مراحل دورة حياة سلسلة التجارة العالمية شئنا أم أبينا , حيث تتخلى الدولة صاحبة الريادة في الصناعة عن إنتاجها الصناعي بعد انتشار سر الصنعة ( Know how ) وتقوم بتحويل هذه السلع التي أصبحت ( تقليدية ) الى دول صناعية اقل تقدما لإنتاجه بعد أن اتخمت السوق بالسلعة وأخذت زبدة الأموال ,,,, مستندا على هذا المبدأ فقد تحولت الولايات المتحدة الأمريكية من منتج للسلع المادية الى إنتاج المعرفة ممثلا بالاختراعات والأفكار والنظريات في العلوم المختلفة وراحت تهيمن عليها بالتزامن مع التخلي التدريجي عن هذا الإنتاج ( التقليدي ) ,,, وللحفاظ على حقوقها في هذه السلعة الجديدة قامت الحكومة الأمريكية بتشريع قوانين لحماية ما يسمى الملكية الفكرية ليطبق داخل أمريكا ، وتم فرضه أيضا كشرط من شروط التجارة من خلال أداتها منظمة التجارة العالمية لفرضه على دول العالم بشكل طلب في تعديل قوانينها المحلية للتوافق مع المعايير الدولية في هذا المجال, حيث أنها تسيطر على حصة الأسد في مثل هذه المجالات المتقدمة من إنتاج العلم والمعرفة والتي تملك الميزة النسبية في ميدانها من خلال ديمومة سيطرة جامعاتها على الصفوف الأولى لأفضل جامعات العالم في البحث العلمي وإنتاج سلعة المعرفة ,,,,, فيما يغاير ذلك تمارس في العالم العربي سرقات كبرى تتمثل في السرقات العلمية للأبحاث والمقالات والكتب أو أجزاء منها ونشرها بأسماء أناس ليس لهم علاقة فيها , في فضيحة أخلاقية مزمنة تركت مجتمعاتنا في ذيل دول العالم في مجالات البحث العلمي والقدرة على امتلاك المعرفة مما يؤشر بأننا سنبقى سوق استهلاكي كبير وغير كفؤ لاستهلاك ما ينتجه الغرب والشرق على السواء حيث الصراع على امتلاك المعرفة على أشده فيما أبو عرب يغّط في سبات ليس له قوام في المدى المنظور ,,,,,
م. خليل المشاقبه