عالم السياسة والثقافة الإخباري .. باسم سعيد خورما
الإستنتاج و أهميته
الإستنتاج هو عملية تفكير آلية يقوم بها الدماغ، نتيجة لمعرفة سابقة و تجربة و خبرة ، و إذا ما كان المدخل علمياً فإن الإستنتاج لا يقتصر على الأمور العلمية ، وحدها. و نستطيع أن نستخدمه في كل مناحي الحياة، و منها الملكية الفكرية، و يستطيع القراء أن يستنتجوا لمن النص من خلال قراءة ما سبق للكاتب أن كتبه من حيث الإسلوب واللغة و الموضوع أو المواضيع.
ليس من المعقول أن يظهر شاعر بشكل مفاجئ لينافس و يفوز في المسابقات دون أن يكون له ما سبق وقدمه من الشعر في الأمسيات والندوات، وبالتأكيد هناك لجان مختصة لتقوم بفحص المادة المقدمة للمسابقة أو حتى للمجلة كي تنشر، و من الطبيعي أن تطلب المجلة من الشاعر أن يقدم نفسه عبر أبيات سبق له أن كتبها ونشرها على صفحات الفيس بوك على الأقل أو على المواقع الإلكترونية ، وطبعا هناك الجرائد المطبوعة إن كان قد أستخدمها. و على الأغلب سيكون الحال ذاته أو أكثر من ذلك عند الدخول في المسابقات.
يؤلمني أكثر مما يؤسفني أن أقرأ موضوعاً يتحدث عن الملكية الفكرية، و كأنها سلعة يبيعها صاحبها لمن يدفع الثمن ، و أشعر بالحزن الشديد على المشتري الذي اشترى قطعةً ظنها الثراء بعينه والشهرة الدائمة، ولم يعلم أن ما حصل عليه هو المدخل فقط للمزيد من المشتريات التي يتوجب عليه دفع ثمنها عاجلاً أم آجلا ، لكي يحافظ على المكانة التي وضع نفسه بها بين الناس، و إن لم يشتري فإنه سيكشف أمره للناس بأنه مدعي . و هو في هذه الحالة كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ليس سهلاً على أي مجلة أدبية أو جريدة إلكترونية، أن تنشر مقالاً أو قصيدة دون التثبت من صحة الملكية الفكرية لمن أرسل النص إليها فما بالنا بالجرائد المطبوعة و المسابقات الشعرية ، ولا أرى أن حدوث أمر كهذا سهلاً كما صور لي ، بل هو أمر كان نادر الحدوث قبل ظهور "الفيس بوك و المدونات الإلكترونية و البريد الإلكتروني و في كل مما سبق حفظ للملكية الفكرية " فماذا لو أن أحدهم تجرأ على إنتحال نص لغيره كان قد نشر أو أرسل عبر البريد الإلكتروني؟؟ ولدينا قانون للملكية الفكرية في الأردن ، والمقاضاة لمثل هذه القضية قد يتم في أي بلد من بلدان العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.
باسم سعيد خورما