عالم السياسة الإخباري والثقافي .. عادل الزبن
القداسة واللحوم المسمومة ..
مشكلتنا نحن العرب أننا نقدِّس كل شئ سيما وإن كان هذا الشئ قديما متوارثا فتجدنا ( نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) دون أن نُعمِل العقل فيه ، ونُلبس هذا المتوارث من الحلي و الحُلل المزركشة ما لا يستحق ، فتبهرنا الزركشات عن المضمون.
نقنع أنفسنا بأن الكمال في الماضي ! فيما يقنع الغرب أنفسهم بأن الكمال في المستقبل.
كان سبب تقدمهم أنهم خلعوا القداسة عن كل ما كان يعتبر مقدسا فحاكموه إلى العقل.
أما نحن العرب فبرغم ما لدينا من إرث حضاري عريق وتراث غزير ، بقينا عاجزين عن أن نضيف شيئا للحضارة الإنسانية ، وبقينا خارج دائرة الفعل .
كل شئ لدينا ممنوع من اللمس حتى العقل عليك أن لا تلمسه ولا تستخدمه.
إن أردنا أن نتغير فعلينا فتح عقولنا المغلقة ، ونسف ما توارثناه علَّنا نستعيد عافية عقولنا ومكانتنا .
علينا أن ننظر في كل ما جاء في التراث ونُقَلِّبَهُ على وجوهه ، ولنعلم أن فيه الكثير من الدَسِّ الذي أخذه أعداءنا علينا وحاربونا فيه .
وأنقل هنا لابن الهيثم قولا مشهورا يستحق أن يكون منهجا في النظر بالتراث :
( الواجب على الناظر في كتب العلوم إذا كان غرضه معرفة الحقائق ، أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه ، ويُجيل فكره في متنه وفي جميع حواشيه ، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه ، ويتهم نفسه أيضا عند خصامه .. ) .
إن استطعنا ذلك بدأنا الخطوة الأولى على طريق النهضة .
فلا قداسة ولا لحوم مسمومة ..
عادل الزبن