اضطراب المشى اثناء النوم ما بين (الاضطرابات النفسية والمشكلات العضوية)

تعد الراحة النفسية بمثابة بؤرة التوافق للفرد فى شتى المجالات وعندما يتعكر الصفاء النفسى تتعكر مجريات الحياة ، ويحدث أضطراب المشي أثناء النوم ولكن أثناء الاستيقاظ الجزئي من النوم العميق كنتيجة أساسية لتعكر هذا الصفاء النفسى .

 

وبعض السائرين أثناء نومهم يقومون بمهام معقدة في حين يكتفي آخرون بالسير بخطى منتظمة أو الجلوس على حافة الفراش وتحريك سيقانهم حركة تكرارية.

ونوبات المشي أثناء النوم ليست ضارة وعادة ما تكون قصيرة.

وقد اعتقد العلماء يومآ أن السائرين أثناء نومهم يمثلون احلامهم، لكن الخبراء يعلمون الان أن المشي اثناء النوم لايحدث خلال مرحلة احلام النوم.

ويشيع المشي أثناء النوم لدى الاطفال ولعله يحدث لأن المخ لم يهيمن بعد على عملية تنظيم النوم واليقظة.

وينبغي توجيه الطفل الذي يسير اثناء نومه بلطف نحو العودة إلى فراشه.

وبرغم أن الناس يميلون إلى المشي اثناء النوم أثناء فترة القلق أو الارهاق، إلا أن هناك إرتباطآ طفيفآ بين المشي اثناء النوم وبين المشكلات النفسية.

فإذا إستمرت الحالة إلى ما بعد البلوغ، فإنه ينبغي على السائر أثناء النوم أن يخضع لتقييم الطبيب لتحديد ما إذا كان المشي اثناء النوم يحدث نتيجة لصرع اثناء الليل أو نتيجة لتفاعل مع احد الادوية أو الضغوط الزائدة.

 

 

 

ويعتبر المشي أثناء النوم Sleep Walking أحد الاضطرابات الشائعة المرتبطة بالنوم. وهو ينتشر عند الأطفال خصوصاً. ونسبة (10-30%) منهم حدثت لهم نوبة واحدة على الأقل ونسبة (1-5%) لديهم نوبات متكررة ذات آثار سلبية. وهذا الاضطراب من الاضطرابات الحميدة عادة وهو يختفي في سن المراهقة ولا سيما حوالي سن (15) سنة.

ويمكن له أن يبدأ في أي عمر بعد سن المشي .. ولا سيما في عمر (4-8) سنوات .. وأكثر الحالات في سن (12) سنة. ويتوزع انتشاره بشكل متشابه بين الذكور والإناث. وكما ذكرنا فانه اضطراب محدد وحميد ولا يترافق مع اضطرابات نفسية أخرى عادة وهو يتحسن مع العمر ويختفي. إلا أن نسبة من هذه الحالات تستمر إلى مرحلة الرشد والشباب ، أو أنها تختفي ثم تعود في مرحلة الشباب ، وتستمر عدة سنوات بين اشتداد وهجوع. ونسبة حدوث نوبة واحدة على الأقل من المشي أثناء النوم عند الكبار هي (1-7%) ، وعندها يمكن أن تترافق مع اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية.

ويتحدد هذا الاضطراب بأنه يحدث خلال الثلث الأول من الليل في مرحلة النوم العميق حيث يصحو المريض جزئياً ويقوم ببعض التصرفات والحركة والمشي .. ومنهم من يذهب إلى الحمام للتبول أو ينزل على السلم أو يذهب إلى المطبخ ويأكل ، أو يفتح خزانة الملابس ويمكن له أن يخرج خارج المنزل. وفي حالات نادرة يمكن أن يقوم بأعمال معقدة مثل استعمال أحد الأجهزة أو فتح القفل بالمفتاح .. وفي حالات أخرى يمكن أن يتصرف بشكل مؤذٍ وعنيف إذا كان خائفاً أو هارباً. كما يمكن أن يتعرض للأذى والسقوط والكدمات والجروح .. وليس صحيحاً أبداً أن المريض يمكن أن يمشي في أماكن خطرة دون إصابة ( كما يتكرر ذلك في أفلام الكرتون مع امرأة الباباي ). والمريض عندما يمشي أثناء نومه يتميز وجهه بفراغه من التعبير ، وهو لا يستجيب لكلام من حوله ولا يتحدث إلا نادراً ويكون حديثه خافتاً ومحدوداً وليس مسترسلاً .. كما أن انتباهه يكون ناقصاً .. وقد يستجيب لكلام من حوله بأن يعود إلى سريره ويتابع نومه ، وعندها تنتهي النوبة التي قد تستغرق عادة عدة دقائق إلى نصف ساعة . ويصعب عادة إيقاظ المريض من نوبة المشي أثناء النوم. وقد تنتهي النوبة بالاستيقاظ بعد عدة دقائق من اختلاط الوعي واضطراب التوجه في الزمان والمكان ثم يصحو المريض تماماً ، وهو لا يتذكر عادة ما جرى وقد يتذكر بعض الأمور العامة ولكن لا يمكنه أن يتذكر التفاصيل.

وفي دراسة هذا الاضطراب تبين أن هناك عاملاً وراثياً وراء عدد من الحالات.. حيث ينتشر الاضطراب في نفس العائلة. وعندما يصاب أحد أفراد الأسرة فإن نسبة (10-20%) من أقرباء الدرجة الأولى يظهر لديهم هذا الاضطراب. ولا يزال العامل الوراثي غير محدد. كما أن هناك عدد من المثيرات لنوبات المشي أثناء النوم ومنها القلق والتوتر والخوف وامتلاء المثانة والضجيج والحرمان من النوم وارتفاع الحرارة وأيضاً نوبات الصداع النصفي واستعمال الكحول وبعض الأدوية النفسية.

ولا بد من تفريق اضطراب المشي أثناء النوم عن نوبات الخوف أو الرعب الليلي، حيث يقوم الطفل من فراشه بحالة ذعر وخوف شديدين وتتزايد ضربات القلب ويحدث التعرق وغير ذلك .. وهذا لا يحدث في اضطراب المشي أثناء النوم . كما يجب تفريقه عن الكابوس أو الحلم المزعج المخيف ، وفيه يتذكر الطفل أو البالغ تفاصيل عن الحلم الذي أزعجه كما أنه يحدث في آخر الليل عادة. ويمكن لحالات إعاقة التنفس والشعور بالاختناق أن تتشابه مع اضطراب المشي أثناء النوم حيث يقوم المريض من فراشه .. ولكن ذلك يتميز بالشخير وانقطاع النفس والنوم المتكرر في النهار.

  

 

 

 وبعض حالات الصرع الدماغي تتشابه مع هذا الاضطراب وفيها يكون تخطيط الدماغ ضرورياً حيث يظهر اضطراب في كهربائية الدماغ. بينما يظهر التخطيط في المشي أثناء النوم موجات بطيئة هي موجات النوم بالإضافة إلى الموجات الأخرى .. كما يفرق هذا الاضطراب عن اضطراب ( الشرود التفككي Fugue States ) والذي يحدث بنوبات تبدأ أثناء النهار وتستمر أياماً أو أسابيعاً يكون فيها المريض بحالة اعتيادية من الصحو والكلام.

 

وأخيراً يجب تفريق هذا الاضطراب عن ( التمارض أو ادعاء المرض ) من خلال الأعراض الوصفية له والتي يصعب تمثيلها أو اصطناعها.

وأما العلاج فلا بد من التأكيد أولاً على أن كثيراً من الحالات تعتبر عادية ولا تتسبب في مشكلات إضافية. وأما الحالات الأخرى حيث يتجنب المريض النوم خارج المنزل ويتجنب الرحلات والمخيمات الصيفية والزيارات التي تحتاج إلى نوم خارج المنزل فعندها يتطلب الأمر العلاج .. ويتدرج العلاج من الابتعاد عن المثيرات كالحرمان من النوم والتخفيف من القلق والضغوط الاجتماعية قدر الإمكان .. ويفيد إعطاء دواء مهدئ في توقيف النوبات ، كما يجب الانتباه إلى حماية الطفل وترتيب مكان نومه بشكل لا يتسبب في الكدمات والأذى. وأما في حالات الكبار فلا بد من دراسة الحالة بالتفصيل وتفريقها عن سوء استعمالها بعض الأدوية أو استعمال الكحول وغيره كما لا بد من وضع خطة تفصيلية علاجية من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية  ، ويمثل مسلسل الحالات التى يعانى أصحابها من مشاكل المشى أثناء النوم قُدماً، من خلال ما يتم نشره فى الصحف المحلية والعالمية عن قصص ووقائع تكون أحياناً مضحكة، كما فى القصص التى تروى عن أطفال يغسلون ملابسهم فى منتصف الليل وآخرين يتحاورون بصورة طبيعية فى حين أنهم ما يزالون نائمين، وتكون أحياناً أخرى محزنة ومبكية عندما يقع مصاب بداء المشى أثناء النوم من الدرج مثلاً فيصاب بجروح وكسور، أو يقفز شاب من نافذة غرفته فيلقى حتفه كحالة الشاب (18 عاماً) التى تناقلتها الصحف فى أول أيام عام 2009 الذى فتح نافذة غرفته التى يسكنها بالطابق السابع بمدينة بجنوب ألمانيا فسقط منها فتوفى على الفور، وكان معروفا عنه أنه يمشى أثناء النوم.
وعلى الرغم من اختلاف علماء النفس فى تحديد ما إذا كان الكلام والمشى أثناء النوم شيئاً مرضياً أم لا؟ فإن هناك حقيقة تقول: إن كثيراً منا يتكلم أثناء نومه وأحياناً يمشى وأن 4% من الأطفال يمشون أثناء النوم.
ويذكر العلماء النفسيون أن الكلام أثناء النوم يعتبر حالة من التنفيس الانفعالى يعكس مشكلات مكبوتة لدى الشخص، ويكون وسيلة للهروب من مواجهة الواقع، والأطفال أكثر تعرضاً لذلك لأنهم لا يستطيعون التعبير عن انفعالاتهم أثناء اليقظة، والأكثر من ذلك أن هذه الظاهرة ترتبط بالإناث أكثر من الذكور.
إن المشى والكلام أثناء النوم يتعرض له الناس الأكثر تحفظاً على المستوى الشعورى، وعلى الرغم من ذلك فإن الكلام أثناء النوم لا يعتبر مرضاً أو اضطرابا، ولكن المشى أثناء النوم فى حالات معينة يعد عرضاً لاضطراب نفسى داخل الإنسان.
اضطراب حركى/U/
ما هو نوع الاضطراب الذى يؤدى إلى هذه الظاهرة؟ وكيف يتم التفريق بين ظاهرة المشى أثناء النوم وبين حالات واضطرابات أخرى مشابهة مثل حالات الكابوس أو الحلم المزعج المخيف، أو نوبات الخوف أو الرعب الليلى التى ينهض فيها الشخص من فراشه فى حالة ذعر وخوف شديدين، أو نوبات الصرع الدماغى أو حالات التمارض أو إداء المرض؟.
والمشى أثناء النوم يعد أحد اضطرابات الحركة التى تحدث خلال مرحلة النوم العميق (المرحلة الثالثة والرابعة من النوم غير الحالم) أثناء الثلث الأول من فترة النوم فى أغلب الأحيان، وهو ضمن مجموعة اضطرابات سلوكية وأحداث غير مرغوب فيها تسمى علمياً «الباراسومفيا».
وللتفريق بين هذا الاضطراب (المشى أثناء النوم) وبين الحالات الأخرى التى تتشابه معه أحياناً مثل نوبات الخوف أو الرعب الليلى التى يقوم فيها الطفل من فراشه فى حالة ذعر وخوف شديدين وتتزايد عنده ضربات القلب ويحدث عرق شديد وغير ذلك. وهذا لا يحدث فى اضطراب المشى أثناء النوم، كما يجب تفريقه عن الكابوس أو الحلم المزعج المخيف الذى يتذكر فيه الطفل أو البالغ تفاصيل الحلم الذى أزعجه كما أن الحلم يحدث عادة فى آخر الليل، ويمكن لحالات ضيق التنفس والشعور بالاختناق أن تتشابه مع اضطراب المشى أثناء النوم، حيث يقوم المريض من فراشه ولكن الأول يتميز بالشخير وانقطاع التنفس والنوم المتكرر فى النهار، وكل هذا لا يحدث فى حالة المشى أثناء النوم.
كما تتشابه بعض حالات الصرع الدماغى مع اضطراب المشى أثناء النوم ففى حالات الصرع يظهر الاضطراب فى رسم المخ الكهربائى واضحاً بينما يظهر رسم المخ فى مرض المشى أثناء النوم موجات بطيئة هى موجات النوم، بالإضافة إلى الموجات الأخرى.
وأخيراً.. يجب تفريق هذا الاضطراب (المشى أثناء النوم) عن التمارض أو ادعاء المرض من خلال الأعراض الوصفية له التى يصعب تمثيلها أو اصطناعها.
ويتميز اضطراب المشى أثناء النوم بالحركات المتوافقة والمعقدة، التى تظهر بداية على هيئة استيقاظ مفاجئ من مرحلة النوم العميق، كما يتميز بضبابية الوعى وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
وتتراوح بعد ذلك الحركات من بسيطة مثل النهوض من الفراش والمشى فى أنحاء الغرفة إلى حركات أكثر أكثر تعقيداً كالتجول فى أرجاء البيت وحتى الخروج وقيادة السيارة لمسافات طويلة، وقد يصحبها غير ذلك من الأحداث كالكلام أو تناول الطعام أثناء النوم أو إعادة ترتيب أثاث المنزل.
ولا يتذكر المصاب تفاصيل ما مر به من أحداث، حيث يمكن للنوبة أن تنتهى بعودة المريض من تلقاء نفسه إلى سريره وإكمال نومه، إلا أن إيقاظه من نوبة المشى أثناء النوم يمكن أن يؤدى إلى ارتباك شديد أو رد فعل عنيف قد يصل إلى حد الضرب والصياح، ولذا ينصح أن يتم توجيه المريض للعودة إلى السرير بهدوء بدلاً من محاولة إيقاظه المفاجئ.
سن الإصابة/U/
يمكن للمشى أثناء النوم أن يبدأ فى أى عمر بعد سن المشى ولا سيما فى عمر 4 - 8 سنوات.. وأكثر الحالات تحدث فى سن 12 سنة ويتوزع انتشار مرض المشى أثناء النوم بشكل متشابه بين الذكور والإناث.. وكما ذكرنا فإنه اضطراب حميد ولا يترافق عادة مع اضطرابات نفسية أخرى وهو يتحسن مع العمر ويختفى، إلا أن نسبة من هذه الحالات تستمر إلى مرحلة الرشد والشباب، أو أنها تختفى ثم تعود فى مرحلة الشباب وتستمر عدة سنوات بين اشتداد وهدوء، ونسبة حدوث نوبة واحدة على الأقل من المشى أثناء النوم عند الكبار هى 1 - 7% وعندها يمكن أن تترافق مع اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية.
ظاهرة وراثية/U/
إن ظاهرة المشى أثناء النوم هى أحد الاضطرابات الشائعة نسبياً، فقد أثبتت التقارير الطبية أن 18% من الناس يعانون من المشى أثناء النوم، كما أنه منتشر عند الأطفال أكثر من الكبار.. وعند الأولاد أكثر من البنات، ويبدو أن العامل الوراثى له دور فى المشى أثناء النوم، فاحتمال مشى الأطفال أثناء النوم يتزايد إذا كان الوالدان أو إحداهما قد أصيبا بهذا الداء وإذا بدأ الطفل المشى أثناء النوم فى سن التاسعة من عمره أو بعد ذلك، فغالباً ما يستمر ذلك حتى الكبر.
إن المشى أثناء النوم هو سلسلة معقدة من التصرفات تبدأ خلال مراحل النوم العميق وينتج عنها المشى أثناء النوم، وعادة ما يحدث ذلك فى الثلث الأول من الليل كما ذكرنا حيث يكون الدماغ (المخ) أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع.
ويمكن خلال الظاهرة أن يقوم المصاب ببعض المهام السهلة مثل تجنب بعض العوائق التى قد تصادفه وهو يمشى، إلا أنه لا يمكنه التفاعل الكامل مع العوامل الخارجية أو القيام بالعمليات المعقدة، فمثلاً قد يقع المصاب على السلم أو أنه يخلط ما بين النافذة والباب مما ينتج عنه بعض الإصابات.
وأدلى الباحثون أن ربع البالغين الذين يعانون من المشى أثناء النوم لديهم تاريخ عائلى لهذا السلوك، موضحين أن هذه الحالة ترتبط وراثياً لوجود مادة فى جهاز المناعة تكون هى المسئولة عن حدوث هذا الاضطراب السلوكى.
ويعتبر المشى أثناء النوم عرضاً من أعراض مرض الهيستيريا والتى تتضمن كثيرا من الأعراض الأخرى منها فقدان الذاكرة والتوهان والتجوال وتعدد الشخصية والشلل والصمم والعرج الهيستيرى ونوبات البكاء والصراخ والخرس، ومعظمها أعراض وظيفية بمعنى أن العضو المسئول عن السلوك يكون سليماً بينما تحدث الإصابة فى وظيفته ففى العمى والشلل الهيستيرى تكون أعضاء الجسم والمخ والجهاز العصبى سليمة.
وتعتبر ظاهرة المشى أثناء النوم من أنماط السلوك الإنسانى الغريبة التى تحتاج إلى تفسير علمى، فقد يصاحب هذه الظاهرة قيام المريض ببعض الأنشطة المعقدة وهو نائم وعندما يستيقظ لا يذكر شيئاً عن هذه الأنشطة التى قام بها وهو نائم ولكنه يشعر بالخجل، ولكن فى بعض الحالات المزمنة للمرض فقد يتذكر المريض ما قام به من أنشطة.
وعلى أية حال فإن عرض المشى أثناء النوم يتوقف بعد مرحلة المراهقة، ومع أن هذه الحالة تتولاها أيدى الكتاب والروائيين إلا أنها لم تزد عن كونها اضرابا فى الشخصية، وهنا نتساءل عن نوعية الشخصية التى يحتمل أن تصاب بالمشى أثناء النوم، فقد تبين أن هذه الشخصيات يغلب عليها عدم النضج الانفعالى النفسى مع وجود نزعة قوية للتأثر بالإيحاء، وهذه سمة عامة تميز مرضى الهيستيريا وفى نفس الوقت تساعد على علاجهم من أعراضهم، وهم يتميزون بنظرة متمركزة حول الذات فى حياتهم بمعنى أن اهتماماتهم تكون منعكسة على ذواتهم أكثر من اتجاهها نحو العالم الخارجى.. عالم الأشياء والأحداث والناس.. والشخص المتمركز حول ذاته يكون فى أغلب الحالات منطوياً وأنانياً.
ويصاب المراهق أو المراهقة بمرض المشى أثناء النوم، ولكن إذا استطاع أن يحل صراعاته أو إحباط مشاعره كالحرمان من الحب والعاطفة أو الحرمان من الإشباع المادى.. فإنه يشفى، أما الذين لا يتمكنون من حل صراعاتهم فإنهم يستمرون فى المعاناة من حالات الهيستيريا وأعراضها التى من بينها المشى أثناء النوم.
المريض أثناء النوبة/U/
يستيقظ المريض أثناء النوم وتكون عيناه نصف مفتوحة، ثم يبدأ فى المشى أو التجول، أما عن نوعية النشاطات التى يقوم بها فإنها ذات طبيعة رمزية بمعنى أنها ترمز إلى صراعاته وعقده النفسية، وبالنسبة لمن هم فى مرحلة المراهقة فإن هذه الأمور تدور حول الجنس ولوم الذات.
أما حالة المشى أثناء النوم فتدور حولها القصص الدرامية السينمائية والمسرحية، ولكن الواقع العلمى أن المريض لا يؤذى نفسه إذا تم إيقاظه، ولكن قد يتعرض للخطر حيث يستيقظ المريض ثم يأخذ فى الخروج من غرفته ويصعد فوق العمارة ويمشى فوق سورها وهى ذات ارتفاع كبير.. ويعبر عرض المشى أثناء النوم عن تفكك الشخصية أو انحلالها وقد يصاب بهذا العرض مرضى الصرع وإن كان الصرع مرضا عضويا.
ولا يكون مريض المشى أثناء النوم فى حالة نوم تام، إنما يكون فى حالة نعاس أو نوم خفيف أو فى حالة تشبه النوم كما لو كان خاضعا لحالة من التنويم المغنطيسى.
والغريب فى مريض المشى أثناء النوم أنه بالرغم من أنه نائم فإنه يتجنب العوائق والحواجز فلا يصطدم بها، وهو فى نفس الوقت يستمع إذا كلمه أحد أو ألقى عليه أمراً ما، ولذلك إذا طلبنا منه أن يعود إلى فراشه وينام فإنه يفعل ذلك. وإذا هزه أحد فإنه يستيقظ ولكنه ينسى ما كان يفعله قبل أن يستيقظ ولا يستطيع استرجاعها بعد الاستيقاظ ويشعر بالخجل والدهشة إذا علم بذلك، وقد يقوم بحركات أو طقوس أثناء النوبة، ويبدو أن هناك أهدافاً يسعى لتحقيقها بالطبع على مستوى اللاشعور.
عقدة أوديب/U/


أما عن الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بهذه الظاهرة (المضى أثناء النوم) منها شعور المريض بأنه يهكل!! ولذلك يسعى إلى لفت الانتباه له، وقيل إن هذه الحالة ترجع إلى وجود أفكار لا تجد الفرصة للتعبير عن نفسها فى شكل شعورى فتسيطر على النائم أثناء النوم وتجبره على القيام بها كأن يقوم الطفل ويقتحم غرفة نوم أمه وأبيه إذا كان يشعر بالغيرة من والده وفقا لما تقوله عقدة أوديب أى تعلق الطفل الذكر عاطفيا بأمه والرغبة فى إبعاد الأب الذى ينافسه فى علاقته بها عاطفيا، وبعد أن يقتحم الغرفة يشعر بالارتياح ثم يعود ليستكمل نومه ثانية.
وهذا العرض يصيب جميع الأعمار ولكن يكثر انتشاره بين الذكور أكثر من الإناث وخاصة فى سن المراهقة، ففى هذه الحالة تعبير حركى عن المشاعر والرغبات المكبوتة والتعبير عن التوتر والصراع.
أعراض المشى/U/
*جلوسه أثناء النوم ثم قيامه بالمشى.
*الوجه يكون خاليا من التعبيرات.
*نقص الانتباه وعدم معرفة من حوله.
*لا يتحدث المصاب إلا نادراً، وعند الحديث معه يكون حديثه خافتا ومحدودا وليس مسترسلاً، وقد يجيب بكلمات غير مفهومة.
*يكون فى حالة واهنة لكنه قادر على فعل كثير من الأنشطة.
*قد يستجيب لكلام من حوله بأن يعود إلى سريره ويستكمل نومه ووقتها تكون النوبة قد انتهت.
*الارتباك وعدم التركيز وعدم تذكر الأحداث بعد الاستيقاظ.
*يعتقد البعض أن الشخص الذى يمشى أثناء النوم لا ينبغى إيقاظه لأن ذلك يشكل خطرا عليه، لكن الحقيقة أن ما يحدث هو ارتباك أو فقد السيطرة على النفس لفترة قصيرة من الزمن أثناء إيقاظه.
مخاطر المشى/U/
- الشخص الذى يمشى أثناء النوم قد تعترضه أشياء تفقده التوازن، وهذا أمر شائع بين من يقومون بالمشى أثناء النوم.
- أظهرت نتائج دراسة أجريت فى مركز النوم التابع لأحد مستشفيات سويسرا على 74 شخصاً بالغا يعانون من المشى أثناء النوم أن 32% منهم سجلوا حوادث عدوانية ظهرت خلال مشيهم أثناء النوم فى حين سجل 19% تعرضهم لإصابات وجروح وهم نائمون، ولجأ 40% إلى الصراخ العالى أثناء الليل.
- اصطدام الشخص الذى يمشى وهو نائم ببعض الأجسام الصلبة أو الحادة أو المؤذية.
- التعرض للسقوط والكدمات والجروح.
- قد يفتح الشخص النائم الباب ويخرج خارج المنزل مما يعرضه لحوادث الطريق أو الوقوع فى حفرة.
- قد يسقط الشخص الذى يمشى وهو نائم من مكان عال فيصاب أو يلقى حتفه.
- قلق شريك الحياة، أو قلق بقية أفراد العائلة.
- فى بعض الأحيان يذهب المريض إلى المطبخ وهو نام ويتناول الطعام والشراب ثم يعود إلى الفراش وكأن شيئا لم يكن مما يسبب الإصابة بالسمنة وتسوس الأسنان.
العلاج الوقائية/U/
عادة لا يوجد علاج محدد يلجأ إليه لمنع حدوث هذا الاضطراب إلا أنه تستخدم المهدئات فى (بعض الحالات) والتى لها مفعول قصير للمساعدة فى تقليل نوبات المشى أثناء النوم.
ولكن هناك بعض إجراءات الأمان الوقائية وهى ضرورية جدا لمنع التعرض لأية إصابات أو أذى وهذه بعض منها:
*يفضل أن تكون غرفة المريض فى الدور الأرضى من المنزل.
*تجنب النوم على سرير مرتفع.
*وضع شباك حديدى على النوافذ لمنع القفز منها أثناء النوم.
*إبعاد الأشياء الخطرة أو الحادة ومفاتيح السيارة عن غرفة النوم.
*تجنب المريض النوم خارج المنزل.
*إغلاق البوابات الخارجية المؤدية إلى الشارع بالأقفال.
*تغيير أماكن الأسلاك الكهربائبة أو الأثاث بطريقة لا تعترض الشخص أثناء مشيه أو سقوطه.
*الابتعاد عن المثيرات كالحرمان من النوم والانفعال قبل النوم والتخفيف من القلق والضغوط الاجتماعية.
*الحصول على قسط كاف من الراحة وأن يكون النوم فى وقت محدد ومنتظم.
*تجنب شرب الكحوليات أو مثبطات الجهاز العصبى المركزى ، ولكن علينا ان نتذكر ان التوافق النفسى يعد العمود الفقرى لتوافق ونجاح الانسان فى شتى  مجالات الحية ولا يحدث هذا التوافق بصورة شبة مطلقة الا من خلال العلاقة الجيدة بالله سبحانة وتعالى وهو القادر على كل شىء . 

 

 



 

 

المصدر: مقال للباحث وخبرات واطلاعات وتصفحات وقراءات متعددة
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 391/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
91 تصويتات / 9526 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

883,945