الحب هو الكلمة المتداولة الآن بكثرة بين الشباب وسببه فطرى وهو أنها مرحلة نمو واكتمال الشخصية والرغبة الى وجود شريك ومن هنا نجد الرغبة فى الكلام مع الجنس الآخر لاستكشاف هذا الكائن الجديد وكأن المراهق أو الشاب يريد أن يقول للآخرين الآن أنا كبرت بما فيه الكفاية لأحب وأنا جدير بأن أجد الفتاة التى تبادلنى هذا الحب .
هذه هى الظاهرة الطبيعية لهذا السن ولكن هناك الكثير من الآثار السلبية للحب سأحاول عرضها حتى لا يقع فيها كل محب ويكون هذا الحب فعلا حبا حقيقيا .
الآثار السلبية للحب
* العمى التام
قديما قالوا ( حبك الشىء يعمى ويصم ) ويقولون الآن( مرآة الحب عمياء ) وهذه حقيقة فالحب يعمى الحبيب عن رؤية مساوىء المحبوب وعيوبه ويجعله لا يصغى الى أى رأى آخر فلا يرى ولا يسمع ولا يحس الا كل ما هو جميل عن محبوبه فالرغبة تعمى العين عن العيوب . لكن بعد أن يحصل الحبيب على محبوبه رآه على حقيقته وظهرت أمام عينيه كل عيوبه .
* الاختيار المضلل
هل تعرف معنى هذا التعبير fall in love ( السقوط فى الحب ) الذى تدور عليه كل الافلام والمسلسلات الغربية وبالتالى العربية أيضا وهذا التعبير له معانى ليس لها اى أساس من الصحة ومنها
المعانى الخاصة بالسقوط فى الحب
1- الحب يتم دون ارادتك تماما كمن يسقط فى حفرة دون أن يقصد.
2- الحب لا يخضع لأى منطق أو عقل أو سلوك فهو سلوك لا إرادى.
3- الحب لا يمكن صرفه أو طرده فلا تتعب نفسك بالهروب أو التخلص منه لكن follow your hear ( اتبع قلبك ).
يترتب على هذين العاملين نتيجة مهمة جدا وهى فشل الزواج ان حصل بين الطرفين اللذين وقعا فى فخ هذه السلبيات ولهذا الفشل سببان وهما .
أسباب فشل الزواج المترتب على الحب
الاول : أن كلا القلبين تدنسا بالعلاقات الآثمة والكلمات المختلسة واللقاءات الخفية وبهذا قد أشبع كل منهم رغبته وشهوته فلا يبقى منها شىء.
الثانى : عدم اكتشاف الغير بمعنى أن المحب يظهر أجمل ما فيه ويخفى كل عيوبه فعند الزواج يكتشف أن كل حسناته قد نفدت ولم يبقى سوى العيوب وحدها تظهر تباعا ليكتشفا أن كل منهما قد تزوج بانسان آخر.
وهناك الكثير من الدراسات التى تبرهن هذا الكلام ومنها الدراسة التى أجراها الدكتور( سول جوردن ) استاذ علم الاجتماع فى فرنسا والتى اكد فيها أن 80% من زيجات الحب والغرام تنتهى بالطلاق أو المشكلات التى تقلب حياة الزوجين الى جحيم وقال إن الاندفاع العاطفى يعمى عن رؤية العيوب ومواجهتها ويوهم الشاب والفتاة أن الحب يصنع المعجزات ، بينما يعمل الطرفان فى الزواج التقليدى على انجاح ارتباطهما ويعرفان ان الزواج مسؤولية وأعباء وتسامح وتنازل ، فى الوقت الذى يعتقد العاشقان أن الزواج رحلة حب لا نهائية تخلو من المشاكل .
هذا ان كان الشاب محترما شريف المقصد غير عابث أما ان كان شابا غير ذلك شعر أن تلك الفتاة رخيصة وغير جديرة بأن تكون زوجته وتسقط من نظره اذا ضعفت أمامه ويفقد ثقته بها اذا أعطته قليلا من المتعة فيبدأ فى التهرب منها ويتحجج بأسباب واهية للرحيل وهنا تقع المصيبة ، ولان البنات أرق مشاعر وأقوى عاطفة وأرهب أحاسيس تجد البنت نفسها فى مشكلة نفسية عنيفه بعد أن أحبت بصدق فكيف تعيش دون حبيبها أضف الى ذلك انها تشعر انها طعنت فى كرامتها وكبريائها لتبدأبعدها الدخول فى حالة اكتئاب شديدة ..مسكينة !! لذة أيام أعقبها دمار أعوام .
ما هو الحل ؟ حتى لا نقع فى سلبيات الحب
لماذا لا نجرب أن ندخر عواطفنا حتى موعد الزواج؟!! فتظل عاطفتنا متأججة ووافرة للزوج والزوجة حتى يصير الحب حبا دائما لا ينضب بدلا من استنزاف المشاعر المستمر فى علاقات ترهق القلب وتستهلك المشاعر فتجعل علاقة الزوجين بعد ذلك فاترة والعاطفة باردة
لماذا لا نتجنب الوقوع فى عذابات الحب الذى ينتهى بالفراق وكثيرا ما يكون؟!!
لماذا لا نحمى أنفسنا من الوقوع فى الحرام والخطأ ؟!!!
أنا لا أمنع الحب أو أحرمه لأنه من أجمل الاحاسيس لكن يجب أن يكون حبا حقيقيا ، فالحب يبدأ بعاصفة لكن الحب الحقيقى هو ما يتبقى بعد انتهاء العاصفة
ساحة النقاش