مقدمة

البيئة هى كل ما هو خارج عن كيان الإنسان , و كل ما يحيط به من موجودات . فالهواء الذى يتنفسه الإنسان , و الماء الذى يشربه و الأرض التى يسكن عليها و يزرعها , و ما يحيط به من كائنات حية أو من جماد , هى عناصر البيئة التى يعيش فيها , و هى الإطار الذى يمارس فيه حياته و نشاطاته المختلفة و قد أحرز الإنسان كثيراً من التقدم فى اغلب المجالات و قد صحب هذا التقدم الذى أحرزه الإنسان ظهور أصناف جديدة من المواد الكيميائية لم تكن تعرفها البيئة من قبل فتصاعد بعض الغازات الضارة من مداخن مئات المصانع , و لوثت الهواء ,و أسرف الناس فى استخدام المبيدات الحشرية و أدى كل ذلك إلى تلوث البيئة بكل صورها فتلوث الهواء فى بيئتنا المحلية بمحافظة الشرقية ينتج من حرق قش الأرز و مصنع الزيوت و الصابون و مصانع الطوب الأحمر و عوادم السيارات و حرق القمامة و بصفة عامة يجب أن يكون هناك نوعا من التوازن بين توفير الاحتياجات الضرورية و الحضارية لكل الأفراد , و بين الثمن الذى يجب أن ندفعه فى هذا السبيل على هيئة تلوث الهواء و الماء و استنزاف التربة الذى يصاحب التقدم الصناعى و الحضارى للإنسان و قد أدت المدنية الحديثة إلى حدوث تغيرات كبيرة فى البيئة المحيطة بالإنسان , و تميز كثير من هذه التغيرات بعد قابليته للانعكاس , و بذلك خرج عن مسار التوازن البيئى المطلوب . و قد صدق من قال : الإنسان بدأ حياته على الأرض و هو يحاول أن يحمى نفسه من غوائل الطبيعة , و انتهى به الأمر بعد آلاف السنين و هو يحاول أن يحمى الطبيعة من نفسه

تلوث الهواء

• تحليل المشكلة

يتكون الغلاف الجوى للكرة الأرضية من خليط من عدة غازات أهمها غاز الأكسجين , و غاز النتروجين , و هما يكونان نحو 21 % , 78 % من وزن الهواء على الترتيب , بالإضافة إلى بعض الغازات الأخرى التى توجد بنسبة أقل , مثل غاز ثاني أكسيد الكربون الذى يوجد فى الهواء بنسبة 0.03 % , و بعض الغازات الخاملة الأخرى مثل : الهليوم , و النبون , و الأرجوان , و الكريبتون التى توجد فى الغلاف للأرض بنسب ضئلية جدا , و خليط الهواء بتركيبة السابق حيوى جدا بالنسبة لجميع الكائنات الحية فتحتاج النباتات إلى كل من غازي ثانى أكسيد الكربون و النتروجين فى صنع غذائها و استكمال نموها بينما تحتاج كل الكائنات الحية بجميع أنواعها إلى غاز الأكسوجين للأداء وظائفها الحيوية و يحتاج الإنسان العادى إلى قدر كبير من الهواء كل يوم فهو يتنفس حوالى 22000 مرة فى اليوم الواحد فى حالة السكون و تزيد مرات التنفس على ذلك كثيرا عند الحركة و بزل المجهود أو عند ممارسة الألعاب الرياضية و يحتاج الإنسان عادة إلى قدر من الهواء يصل إلى نحو 15000 لتر كل يوم و يبلغ وزن هذا الهواء نحو ستة عشر كيلو جرام و هى كمية تفوق كل ما يستهلكه الإنسان من الماء و الغذاء فى اليوم الواحد و يعتبر الهواء ملوثا إذا حدث تغير كبير فى تركيبة لسبب من الأسباب أو إذا اختلط به بعض الشوائب أو الغازات الأخرى بقدر يضر بحياة الكائنات التى تستنشق هذا الهواء و تعيش علية و تتعدد أشكال المواد المسببة لتلوث الهواء و هى قد تدخل جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسى فتصل إلي الدم مباشرتا أو قد تدخل إلى الجسم عن طريق مسام الجلد أو عن طريق الجهاز الهضمى مع الأغذية و المشروبات الملوثة و اغلب العوامل المسببة لتلوث الهواء عوامل مستحدثة من صنع الإنسان و لم تنشاء هذه العوامل فى يوم و ليلة و لكنها بدأت فى الظهور منذ أن ابتكر الإنسان الآلة واستخدمها فى كل مناحى الحياة و قد ظلت هذه العوامل تتزايد يوما بعد يوم مع زيادة التقدم العلمى للإنسان و نتيجة أخذه بالأساليب الصناعية والتكنولوجيا الحديثة و ظل اثر هذه العوامل يتراكم على مر السنين و أن يلحظه أحد حتى ظهر أثرها واضحا أخير فى النصف الثانى من القرن العشرين حين شعر الإنسان بخطرها على حياته و فطن إلى أثرها المدمر فى البيئة المحيطة به و تتعدد أنواع الغازات و الشوائب التى تتصاعد الى الهواء نتيجة احراق الوقود فى المصانع ( مثل منه الزيوت و الصابون بالزقازيق و مصانع حرق الطوب الاحمر ) وفى محركات السيارت و لكن اهم هذه الغازات هى غازات ثانى اكسيد الكربون و ثانى اكسيد الكبريت و بعض اكاسيد النتروجين بالاضافة الى بعض الشوائب المحملة بابخرت بعض الفلزات الثقيلة مثل الرصاص

تلوث الهواء بعادم السيارات و بالرصاص

• الضباب الدخانى

كان من المعتقد أن الغازات المتصاعدة من مداخن المصانع المحيطة بالمدن مثل مصانع الطوب الاحمر و مصنع الزيوت و الصابون بمحافظة الشرقية و خاصا بمدينه الزقازيق و ما علق بها من دخان و رماد هى السبب الحقيقي فى تلوث هواء هذه المدينة و أن اختلاط هذا الدخان ببخار الماء الموجود فى الهواء هو السبب فى تكوين هذا الخليط الغريب المسمى الضباب الدخانى الذى يسبب الاختناق فى كثير من الاحيان

• تلوث الهواء بالشوائب

تحتوى الغازات المتدفقة من مداخن المصانع مثل مصانع الطوب الاحمر المحيطة بمدينة الزقازيق و حرق قش الارز فى موسم جمع محصول الارز على كثير من الشوائب و الابخرة و المواد المعلقة و تحتوى هذه الغازات على ابخرت مركبات شديدة التسمم مثل مركبات الزرنيخ , و الفوسفور , و الكبريت كما قد تحمل معها بعض مركبات الفلزات الثقيلة مثل مركبات الزئبق و الرصاص و تبقى هذه الشوائب معلقة فى الهواء على هيئت ضباب خفيف و قد يتفاوت تاثير الهواء الملوث من شخص الى اخر و لكن المقطوع به الان أن تلوث الهواء شديد الضرر على صحة الانسان و يلعب ضورا ما فى اصابة الانسان بمرض السرطان و خصوصا بعد ان لوحظ أن سكان المدن اكثر تعرضا بهذا المرض من سكان الريف

• تلوث الهواء بمركبات الكلورو فلورو كربون

و ينتج تلوث الهواء بهذه المركبات نتيجة للاحراق النفايات المنزلية احراقا غير كامل كما يحدث فى بعض اطراف مدينة الزقازيق و يادى ذلك الى انتشار التلوث من مركبات الكلورو فلورو كربون

اثر تلوث الهواء فى طبقة الاوزون

يتكون الاوزون عادة فى طبقة الستراتوسفير التى تقع على ارتفاع يتراوح ما بين 10 ، 40 كيلومتر فوق سطح الارض و يتكون الاوزون عندما يتعرض اكسوجين الهواء الجوى لتاثير الاشعة فوق البنفسيجية الصادرة عن الشمس فينحل بعض جزيئاته بتاثير هذه الاشعة الى زرات نشيطة , ثم يتحد بعض هذه الزرات مرة اخرى مع جزيئات الاكسوجين مكونة الاوزون و تمثل طبقة الاوزون التى تتكون فى طبقات الجو العاليا من الجو , درعا واقيا يحمى الكائنات الحية التى تعيش على سطح الارض من اضرار هذه الاشعة المدمرة و يادى نقص تركيز الاوزون فى طبقات الجو العاليا الى كثير من المضار, فهو يسمح بزيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية التى تصل الى سطح الأرض مما قد يؤدى الى الإصابة بسرطان الجلد كما قد يؤدى الى أحداث تغير فى العوامل الوراثية لبعض الكائنات الدقيقة و تشترك مركبات الكلورو فلورو كربون مع اكاسيد النتروجين فى تدمير طبقة الأوزون وقد وضحنا فى هذا المقال أسباب مشكلة تلوث الهواء فى بيئتنا المحلية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية و كان من أهم هذه الأسباب

• وجود مصانع الطوب الأحمر حول مدينة الزقازيق
• وجود مصنع الزيوت و الصابون بالقرب من كليات جامعة الزقازيق
• حرق قش الأرز فى موسم جمع الأرز و حرق القمامة
• عوادم السيارات و قد تم توضيح هذه الأسباب من خلال هذا المقال و الأضرار الناتجة عن هذه الأسباب و تأثيرها على صحة أبناء المحافظة عامة و مدينة الزقازيق خاصة و ستعرض بعض الحلول و المجهودات التى يمكن من خلالها حماية البيئة المحلية من تلوث الهواء فى مدينة الزقازيق

الحلول المقترحة لتلوث الهواء بالزقازيق خاصة و فى محافظة الشرقية عامة

• معالجة الأبخرة و الغازات المتصاعدة من مصانع الطوب و مصنع الزيوت و الصابون و تركيب مرشحات على مداخن هذه المصانع . أو نقلها من مناطق التركز السكاني .
• الإكثار من المساحات الخضراء الممثلة فى الحدائق و زراعة الأشجار لامتصاص اكبر قدر من ثانى أكسيد الكربون التى تتزايد نسبته فى الهواء
• التخلص من نفايات الإنسان بطرقة سليمة و الاستفادة من القمامة بدلا من حرقها و فرض غرامات مالية كبيرة على من يقوم بحرق قش الأرز
• تقليل نسبة الكبريت و الرصاص فى وقود السيارات و أجراء الكشف الدوري على السيارات ووسائل النقل
• زيادة برامج الإذاعة والتلفزيون و التوعية من اجل الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث و عمل ندوات فى مختلف المدارس و الجامعات لحث الطلبة والطالبات على الحفاظ على البيئة من أخطار تلوث الهواء
• اتباع تعليمات جهاز شئون البيئة و النشرات و المجلات التى تصدر من هذا الجهاز الحيوى الهام و الإكثار من الدورات التعليمية للمحافظة على البيئة من تلوث الهواء الموجود فى البيئة المحلية فى محافظة الشرقية

المراجع المستخدمة

• البيئة و المجتمع : د/ محمد السيد غلاب , القاهرة , 1975
• البيئة و الإنسان : د/ زين الدين عبد المقصود , الإسكندرية , 1982
• الإنسان و البيئة : د/ محمد عبد الرحمن الشرنوبى , القاهرة , 1989
• التلوث مشكلة العصر : د/ أحمد مدحت إسلام , الكويت ,1990