استشارات زوجية

موقع يعرض لأهم مشكلات الأسرة ونحاول حلها من خلال المتخصصين

السلام عليكم
ماذا يمكن أن أفعل إذا كانت زوجتي منقادة لأهلها حتى أن أهلها طلبوا منها ومن ابني الحديث الولادة أن لا يزوروا أهلي ولا أجد أسبابا مقنعة ففعلت، مع العلم أني متغرب ولا أعيش بنفس البلد، ولكنني لا أقصر في أي من طلباتها وأعود إلى بلدي كل عطلة صيفية، وأكلمها وأطمأن على أحوالها دائمًا.
أردت أن أستقدمها للبلد الذي أعمل فيه، وطلبت منها أوراقًا لإكمال الإجراءات واستعجلتها في إرسالها ولكنها لم ترسلها إلا بعد فترة شهر ونصف تلبية لرغبة أهلها فغضبت وأقسمت ألا تأتي إلى الإقامة معي بسبب هذا.
بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى، حتى أني لم أستطع العودة لبلدي في العطلة النصف سنوية حتى أتجنب المشاكل، وأنا الآن صابر ولا أدري ما أفعل؟ ولا يوجد من يحاول الإصلاح بيننا، أفيدوني رجاء. 

الإجابة

إن كثيراً من الزوجات لاسيما اللاتي تزوجن حديثاً، يتأثرن كثيراً بتوجيهات أهلهن، بحيث إن أهل الزوجة يتم لهم التدخل في جميع شؤون بنتهم كبيرها وصغيرها، مضموماً إلى ذلك أن كثيراً من أمهات الزوجات أو أخواتهن مثلاً يحرضون الزوجة على زوجها أو على أهل زوجها حتى تصبح هنالك مشاكل كثيرة لا تحصى، بسبب هذا التحريض السيئ وبسبب هذا التدخل.
والظاهر من كلامك إن أهل زوجتك لهم تأثير كبير على زوجتك في معاملتها إياك وفي معاملة اهلك أيضاًَ، وهذا يفسر جميع التصرفات التي تصدر من زوجتك، سواء التي تتعلق بعدم زيارة أهلك مطلقاً، أو عدم إرسالها الأوراق إليك إلا بعد مدة طويلة، كما أشرت إلى هذا في كلامك.
والمقصود أن أفضل وسيلة إن شاء الله تعالى للخروج من هذا المشاكل، هو أن تستقدم زوجتك وابنك ليعيشوا معك في البلد التي تعمل فيها، ولا ريب أن هذه الخطوة من أفضل الخطوات والحلول لهذه المشكلة التي تعاني منها، وذلك لهذه الأسباب:
1- أن قدوم زوجتك إليك وسفرها إلى بلد آخر بعيد عن أهلها سوف يجعلها أبعد عن تأثير أهلها، وأبعد عن تلقى التوجيهات التي قد تؤدى إلى المشاكل، كما هو معلوم لديك.
2- استقرار زوجتك معك في بيت واحد في بلدٍ غريب عليكم سيجعلها إن شاء الله أقرب إليك، وأكثر تعلقاً بك، أو بعبارة أخرى: ستكون هذه فرصةً لمعرفتها قدرك وقيمتك، عندما تشعر أنك أنت الوحيد الذي لها، والذي يقوم عليها ويعتني بها، ولا ريب أن هذا يقوي من العلاقة بينكما، بحيث إنه تضعف الخلاف والمشاكل التي قد تقع بينكما.
وأيضاً فلا بد لك من شيء من الحزم وشيء من الجدية في تعاملك مع زوجتك وأهلها، فإنه ليس من المقبول أن تقاطع زوجتك أهلك بدون عذر شرعي معتبر، بحيث تحرمهم أن يروا حفيدهم وأن يروا زوجة ابنهم، فلا بد من أن يكون هنالك قرار واضح منك في هذا الشأن بحيث تفهم زوجتك، أن أهلك هم أهلها، وهم أيضاً أجداد وأعمام ولدك، وليس من المقبول شرعاً قطيعتهم عن ولدهم، ولا من المقبول عرفاً وعادة قطعية زوجة ابنهم لهم، دون عذر شرعي مقبول، وأما إن كان هنالك عذر شرعي معتبر فحينئذ لها الحق في عدم الزيارة لهم كما هو معلوم لديك.
وأيضاً فلا بد من الانتباه إلى أن معاملتك زوجتك تحتاج منك إلى شيء من المراعاة، فليس من المطلوب أن تكون ليناً معها إلى درجة الطعن وعدم القدرة على تسيير الأمور وإدارة أمور الحياة الزوجية بينكما، وفي نفس الوقت ينبغي أن لا تكون حازماً إلى درجة القسوة، بل حاول أن تجتهد في إيجاد القدر المعتدل من اللين بدون ضعف، ومن الحزم والجد بدون قسوة، ولا تتم الحياة على وجهها الصحيح إلا بهذا، وإلا أصبحت المشاكل كثيرة جداً بين الزوجين كما هو معلوم ومشاهد من أحوال الناس.
ومن الأمور التي ينبغي الانتباه إليها، أن محاولتك للتوفيق بين أهلك وبين زوجتك؛ لابد أن تراعي فيها الرفق والهدوء وعدم الميل إلى طرف دون طرف، بل حاول أن تفهم زوجتك أهمية إيجاد العلاقة السليمة المعتدلة بينها وبين أهلك، وكذلك لابد أن يكون هنالك قدر من القبول والمعاملة المقبولة من أهلك لزوجتك، فحاول أن توفق بين الأمرين دون ظلم لطرف على حساب طرف آخر.
وأما عن القسم الذي أقسمت أنك لن تأتي بزوجتك للإقامة معك، فإنه يجوز لك أن تأتي بزوجتك وتكفر عن يمينك كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير ) أخرجه مسلم في صحيحه، ولا إثم عليك ولا حرج في أن تأتى بزوجتك ولو حلفت هذا اليمين، والواجب هو كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم من الثياب، فإن لم تكن قادراً على ذلك فصيام ثلاثة أيام.
ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك وصدر زوجتك للخير والهدى والرشاد! 

المصدر: استشارات الشبكة الإسلامية
zwag

مستشارك الأسري

  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 3491 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

308,047