أنا تزوجت ابن عمي قبل 8 سنوات وحتى الآن لم أقدر أن أحبه مند تزوجته لم أكن أحبه، تزوجته بسبب أنني فشلت في حالة حب كنت أمر بها وبعدها تقدم لي ابن عمي، وبعد سنتين من الزواج عرفت أشياء لو لم أعرفها عنه لكان أفضل، وكرهته أكثر وأنا الآن عندي 3 أولاد، بنتان وولد، ونفسيتي مدمرة تماما وأريد الحل.
الإجابة
إن البيوت لا تُبنى على الحب وحده، ولكن على الإيمان ورعاية الحقوق وتربية البنين، وإقامة الروابط وتقوية الأواصر، وما كل البيوت تعمر بالحب والوئام لكن شكر القليل يجلب الكثير.
ولا يخفى عليك أن بعض الزوجات ترسم صورة وردية خيالية للرجل قبل الزواج، وتنخدع بالكلام المعسول من الذئاب الذين خدعوها، والغواني يغرهن الثناء، وإذا توسّع الإنسان في الحرام حُرم لذة الحلال، ولكن المؤمن يُراجع نفسه ويستغفر لذنبه، ويتعوذ بالله من الشيطان الذي يجتهد في صد الإنسان عن الخير وإرجاعه إلى حياة الغفلة والحرام.
وأرجو أن تعرفي أن الإنصاف يكون في النظر إلى المحاسن والمساوئ، فما من إنسانٍ إلا وفيه جوانب إيجابية إذا تذكرها الإنسان تلاشت أمامها السلبيات، ولن تجدي رجلاً بلا عيوب، ولن يفوز الرجل بامرأةٍ لا عيب فيها، ولذلك كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وكذلك الحال بالنسبة للرجل.
فمن الذي ما ساء قط *** ومن الذي له الحسنى فقط
ونحن دائماً ننصح بعدم فتح الملفات القديمة، وبعدم تتبع الأخطاء والزلات؛ فإن ذلك لا يفيد ولكنه يضر كثيراً، ويجلب النفرة والكراهية، وأرجو عدم مقارنة الزوج بالآخرين؛ لأنك لا تعرفين إلا ما ظهر من أحوالهم، كما أن بعض النساء تبالغ في حديثها عن زوجها وتذكره بما ليس فيه، وتخفي السلبيات، فتتأثر به من تسمعها وتتحسر، فتعوذي بالله من الشيطان، وتذكري الرابطة الممتدة، وصلة الرحم العظيمة، واهتمي بمصلحة ومستقبل أطفالك، واشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، واعلمي أن المسلمة إذا لم تشغل نفسها بالخير شغلتها نفسها بالباطل والوساوس.
وتذكري أن ابن عمك اختارك من دون النساء، وأنقذك من موقفٍ عصيب حفظ لك فيه ماء الوجه ونجاك من أهل الشر والفساد الذين تنصلوا عنك بعد أن خدعوك، وهل مثل هذا الرجل يجازى بالكراهية والتنكر؟!
أما إذا كانت تلك الكراهية لأسباب ظاهره، فاحرصي على نصحه ومساعدته على التخلص من تلك الأشياء، وأرجو أن تعمروا منزلكم بالطاعات؛ فإنها تجلب التوفيق والوئام.
ساحة النقاش