كشفت دراسة بريطانية جديدة أن نسب التفوق الدراسي لدي الفتيات في المرحلة الثانوية بمدارس البنات تكون أعلي من النسب في المدارس المختلطة.
: نتائج هذه الدراسة فتحت باب الجدل من جديد حول السؤال الذي يطل علينا من حين إلي آخر باحثا عن إجابة وهو هل الاختلاط بين الجنسين في المدارس أفضل أم العكس؟
الآراء التي استطلعناها اختلفت ما بين مؤيد ومعارض ولكل أسبابه... الطالب ع. س ثانية ثانوي يري أن الاختلاط داخل المدرسة يجب أن يكون محددا وتحت رقابة المدرسة, وله ميزة للبنت لأنها تخرج من المدرسة وهي تعرف كل شيء في الحياة, وكيف تعامل الجنس الآخر, وأيضا هي ميزة للولد لأنه ستكون عنده خبرة في معاملة المرأة ومعاملة زوجته مستقبلا. وتشاركه الرأي الطالبة س. م ثانوية عامة فتقول: إن الاختلاط بين الجنسين في المدارس مهم جدا لأنه سوف يعرفني علي الجنس الآخر ويجعلني لا أخاف من الرجل في المستقبل, وأعرف كيف أعامله في الجامعة واستطيع التعامل بسهولة مع زوجي في المستقبل, واعتقد أنه ليس له ضرر علينا كبنات, ولكن كل شيء بحدود وفي إطار مبادئنا وقيمنا الشرقية.
وقالت ولية أمر طالبة بمدرسة مختلطة أنا لا أحب أن تكون ابنتي في مدرسة موحدة, وأحبها أن تكون اجتماعية لها اصدقاء من الجنسين حتي لا تخاف من الجنس الآخر, وتعرف كيف تحمي نفسها وكل ذلك لابد أن يكون في حدود التعامل المحترم.
أما ع. م مدرس في إحدي المدارس المختلطة فقال الاختلاط يجعل الطالب يعرف كيفية التعامل مع الجنس الآخر, ولكن لابد أن تكون العلاقة لها حدود ومقننة مع الالتزام بالقيم, وتكون المدرسة فيها رقابة تربوية غير مباشرة علي الاولاد بحيث تتدخل في الوقت المناسب ويكون هناك اتصال بين المدرسة وأولياء الامور.
ومن جهته يؤكد د. عبد المسيح سمعان رئيس قسم العلوم التربوية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ان الاختلاط في المدراس لابد ان تصاحبه ثقافة في الاختلاط, ولابد من توعية الناس بهذه الثقافة حتي يكون شيئا طبيعيا, فمثلا لابد أن تكون هناك رسالة من المجتمع والمدرسة ان هذه الزميلة هي أختك ويكون هذا منذ الصغر أي في المرحلة الابتدائية حتي يكون الأمر طبيعيا. وهذه المرحلة ليست خطرا, لأنه ليس هناك نضج جسماني ونضج في الغدد ولم يطرأ علي الجسم أي تغيير, غير ان هناك ثقافة في بعض المجتمعات تتطلب عدم الاختلاط الكلي ويتم الفصل بين الاولاد والبنات في الفصل والفسحة, وهذا هو الاختلاط الصناعي وهذا يحدث في المجتمعات المغلقة ولكن في المجتمعات الأخري ينتشر عندهم الاختلاط الطبيعي.
ولكن من الضروري أن تكون هناك ضوابط للاختلاط, فإذا كان الاختلاط طبيعيا فلابد ان تصحبه رقابة من المدرسة والمجتمع, ولو لم تكن هناك توعية وثقافة ورقابة فسينشغل كل منهما بالآخر سواء في المدرسة أو الجامعة ويؤثر سلبا علي المستوي الدراسي, ومع ذلك قد يكون الاختلاط حافزا للتفوق.
ومن جهة أخري يقول د.عادل المدني رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر ان الاختلاط بالمدارس يقلل من حوادث التحرش, ويوضح أنه لو وجد الاختلاط بين الجنسين منذ الصغر في المدارس فليس هناك مشكلة, بل بالعكس يكون أفضل, وهذا نوع من أنواع تعلم سلوكيات معينة أي كيف تتصرف البنت أمام الولد بالشكل المهذب وتكون النتيجة ايجابية, ولكن إذا وجد الاختلاط في المدارس فلابد أن تكون له شروط بأن يكون تحت رعاية الاساتذة وتكون هناك أنشطة عليها مشرفون, ويفضل أن تكون هناك أنشطة للبنات فقط وأخري للاولاد. وأنا أري أن الاختلاط من الناحية النفسية أفضل لأنه يعلم الولد والبنت سلوكيات التعامل مع الجنس الآخر.
ساحة النقاش