ويرجح علماء أن تكون فترة النشاط الشمسي المرتفع منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية قد انتهت، بعد أن بلغت عام 1985 ذروتها القصوى، ثم أخذت بالانحدار منذ عقدين، وأن النشاط الضئيل الراهن سيبلغ أقل مستوياته بحلول 2020. وتستند تنبؤات العلماء لمستويات نظائر نادرة تراكمت بالقشرة الأرضية، عندما تتيح الرياح الشمسية الضعيفة للأشعة الكونية اختراق غلاف الأرض الجوي. وقد يصل النشاط الشمسي لأدنى مستوياته الدنيا، كما حدث في الفترة ما بين 1645 و1715، واستتبعت عصرا جليديا صغيرا بغرب أوروبا، عندما تجمد نهر التايمز واختفت قرى سويسرية تحت الجليد. وبالنسبة لمن يعزون ارتفاع درجات الحرارة في القرن الماضي للنشاط الشمسي الكثيف، وهم أقلية، سيؤدي الخمول الشمسي الراهن إلى مرحلة مناخية باردة جديدة. ويرى آخرون أن برودة الشمس المترافقة مع انخفاض نشاطها قد تمنح تلطيفا مؤقتاً لظاهرة الاحترار الكوكبي. وترى أغلبية العلماء أن نشاطات البشر المسؤولة عن الاحترار الكوكبي لن تفيد معها برودة الشمس وتراجع نشاطها. ويشيرون إلى استمرار الجليد بأوروبا بعد استئناف الشمس لنشاطها في القرن الثامن عشر. زيادة تكوين السحب
ولو حدث نفس ذلك الخمول الشمسي فربما يخفض حرارة الأرض بين 0.1 و0.2 درجة مئوية، بينما تقدر لجنة الأمم المتحدة الحكومية لتغير المناخ "آي.بي.سي.سي" (IPCC) ارتفاع حرارة الأرض منذ بداية القرن الماضي بمقدار 0.7 درجة مئوية، وتتوقع ارتفاعها بنهاية هذا القرن بين 1.8 و4 درجات. ويستبعد باحثون بلوغ النشاط الشمسي أدنى مستوياته الدنيا قبل مائة عام، وأن يؤدي إعتام الشمس الراهن لعكس ارتفاع درجة حرارة الأرض الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري.
وفي المحصلة النهائية، يؤدي انخفاض البقع الشمسية إلى زيادة تكوين السحب وانخفاض مستويات دخول الأشعة فوق البنفسجية لغلاف الأرض الجوي.
والمعلوم أن الشمس كرة هائلة من الغازات المستعرة الفائقة السخونة، يبلغ قطرها 1.4 مليون كيلومتر، وحجمها يتسع لأكثر من مليون كوكب بحجم الأرض. وتبلغ درجة حرارة سطحها 5500 درجة مئوية، و15 مليون درجة بمركزها.
ومتوسط المسافة بين الأرض والشمس أكثر من 150 مليون كيلومتر، ويستغرق وصول شعاع الشمس للأرض 8.5 دقائق بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية. ويقدر عمر الشمس حاليا بأربعة ونصف مليار سنة، وهي بمنتصف العمر قبل أن تزول.
ساحة النقاش