الحمد لله رب العالمين لما يُبده لنا من عجائب هذا الكتاب العظيم. ما كان هذا ليحدث إلا بفضل الله ... كما سنرى هنا ، ولمره جديده ، تتجلى لنا عظمة الخالق سبحانه وتعالى في الجمع بين المعاني العظيمه ، اللغه المعجزه والظواهر العلميه والعدديه الباهره.
في هذا المقال سوف أركز على ظهور (ورود) كلمتي "الإنسن" و "بشر" في القرآن الكريم. لاحظ عزيزي القارئ بأن كلمة "الأنسان" تُكتب بألف محذوفه في القرآن الكريم "الإنسن". تعالوا بنا نرى كيف ترتبط هاتين الكلمتين بحقائق علميه لم يتم إكتشافها إلا في منتصف القرن الماضي (القرن العشرين).
كما تلاحظ عزيزي القارئ فأن العديد من الظواهر المعروضه على هذا الموقع ترتبط بعدد الصبيغات النوويه (الكرومسومات) للإنسان. الصبيغات النوييه هي عباره عن سلاسل كيميائيه أمينيه متواجده في نواة الخلايا في الجسم وهذه الصبيغات تحوي الماده الوراثيه المطلوبه لتطور الإنسان في رحم الأم ولعمل أعضاء الجسم على مدى الحياة. الصبيغات النوويه تحوي المواد الوراثيه التي تحدد صفات مثل: لون الجلد ، الشعر ، العيون ، القامه ، القدرات الذهنيه البشريه وغيرها ... فهذه الصبيغات النوويه هي ما يُميز الإنسان عن بقية الحيوانات.
الكائنات الحيه المختلفه لها عدد كرومسومات مختلف. فالإنسان له 46 كروموسوم بينما طائر الهدهد مثلاً فله 126 كروموسوماً. لقد تم إكتشاف عدد كروموسومات الإنسان في العام 1955 بواسطة تقنيات المجهر الحديثه بعد أن تم طرح فكرة وجود الكروومسومات في السنوات ال 50 السابقه لذلك العام.
تأتي الكروموسومات بشكل أزواج ، فنصفها أصله الأب والنصف الآخر من الأم. هكذا يكون عدد أزواج هذه الكرومسومات عند الإنسان هو 23.
هذه صوره لكروموسوم .. كروموسوم كهذا يمكنه أن يحوي 450 - 4200 جين.
بدون هذه الكرومسومات لا توجد حياة وتكاثر للإنسان ...
كروموسومات بشريه في إحدى مراحل تتطور خليه. عدد الكرومسومات الكُلي في خلايا جسم الإنسان العضويه (الكل عدا التناسليه) هو 46 كروموسوماً (في 23 زوج).
هل أشار القرآن الكريم إلى عدد الصبيغات الوراثيه (الكرموسومات) للإنسان ؟!
كما رأينا مسبقاً في المقالات السابقه فأن هنالك العشرات من الإشارات إلى هذا العدد في القرآن الكريم وبطرق متعدده ومثيره للأهتمام. تعالوا لنتمعن إلى الحقائق الجديده التي ألهمني الله سبحانه وتعالى إليها صباح الأمس.
في أغلب المقالات السابقه قمت بالتطرق إلى كلمتي "الإنسن" و "بشر" بشكل منفرد ولكن اليوم سنرى كيف تتجلى لنا ظواهر مميزه عند مراجعة ورود (ظهور) هاتين الكلمتين معاً.
» عند التمعن في القرآن الكريم نجد بأن هنالك:
23 سوره تحوي كلمة "بشر"
43 سورة تحوي كلمة "الإنسن"
وهنالك 14 سوره تحوي كلمتي "الإنسن" و "بشر" معاً في نفس السوره
المثير للإنتباه هو أن 23 هو عدد أزواج كروموسومات الإنسان ، وبأن العدد 43 هو العدد الأولي ال 14 في الكون وبأنه العدد الأولي السابق للعدد 46 (عدد الكروموسومات) ، فالعدد الأولي ال 15 هو العدد 47. الأعداد الأوليه هي الأعداد التي لا تقبل القسمه إلا على نفسها وواحد. هذه هي الأعداد الأوليه الأولى في الكون (ترتيب تصاعدي): 2, 3, 5, 7, 11, 13..
» بالإضافه إلى ذلك نجد بأن كلمة "الإنسن" ترد 23 مره في السور ال 14 التي تحوي كلمتي "الإنسن" و "بشر" ! أنظر إلى الجدول أدناه ..
والآن إلى الحقيقه التاليه:
» ونجد أيضاً أن كلمة "بشر" ترد بالضبط 23 مره في السور ال 14 التي تحوي كلمتي "الإنسن" و "بشر" ! أنظر إلى الجدول أدناه ..
لاحظ عزيزي القارئ كيف أن الآيات الكريمه بمعانيها وبسياقها تم تنسيقها في كتاب عظيم من 6236 آيه جول حقيقه علميه أساسيه في علم الأحياء لم يتم إكتشافها إلا في العام 1955.
المثير للإهتمام هو أن زوج الكلمات هذا: "الإنسن" و "بشر" يجتمع حول هذه الحقيقه بهذا الشكل ، فبقاء الإنسان يعتمد على وجود النوعين: الذكر والأنثى. هل من المنطقي أنه لا يوجد مُنسق لمثل هذه الظواهر في القرآن الكريم ؟! يقول تعالى: " أَمْ خُلِقُوا۟ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَـٰلِقُونَ " {سورة الطور - الآيه 35} ويقول أيضاً " إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّـٰقُ ٱلْعَلِيمُ ﴿٨٦﴾ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَـٰكَ سَبْعًا مِّنَ ٱلْمَثَانِى وَٱلْقُرْءَانَ ٱلْعَظِيمَ ﴿٨٧﴾ " {سورة الحجر}.
» بالإضافه إلى كل ذلك نجد بأن مجموع أرقام السور التي تحوي كلمتي الإنسن وبشر هو 310 ، العدد المساوي ل 10 ضرب 31. العدد 31 هو عدد مُميز حيث أنه عدد آيات سورة الإنسان ، وهي السوره ال 31 التي تحوي كلمة "الإنسن" من بداية القرآن الكريم. ليس هذا فحسب ، العدد 46 (عدد الكرومسومات) هو العدد المركب ال 31 في الكون ! الأعداد المركبه - هي الأعداد التي تقبل القسمه على أعداد غير نفسها وواحد (فهي مركبه من حاصل ضرب أعداد أوليه) - هذه هي الأعداد المركبه الأولى في الكون (ترتيب تصاعدي): 4, 6, 8, 9, 10, 12.. العدد 31 هو بالطبع عدد أولي لا يقبل القسمه إلا على نفسه وواحد.
11 + 12 + 14 + 15 + 16 + 17 + 18 + 19 + 21 + 23 + 25 + 36 + 41 + 42 = 310 = 31 × 10
» لاحظ أن الفرق ين رقم السوره الأخيره التي تحوي كلمتي"الإنسن" و "بشر" {الشورى} والسوره المماثله الأولى {هود} هو 31 حيث أن 42 - 11 = 31
» سورة المؤمنون تحظى بأهميه خاصه حيث أن ترتيبها في المصحف الشريف هو 23 بعدد أزواج كروموسومات الإنسان. لاحظ عزيزي القارئ بأن كلمة "الإنسن" ترد 16 مره قبل هذه السوره وبأن كلمة "بشر" ترد 15 مره قبل هذه السوره في السور التي تحوي هاتين الكلمتين معاً. المجموع هو 31. راجع هذا المقال للتعرف على تتمة الإعجاز القرآني لهذه السوره ولهاتين الكلمتين. لا تنقضي العجائب ، سبحان الله العظيم.
" مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ "
{سورة الأحزاب}
ساحة النقاش