مقالات د. زياد موسى عبد المعطي

خواطر إيمانية، ومعلومات علمية، وتنمية بشرية، والدين والحياة، والعلم والإيمان، وآراء في قضاية مختلفة

 

العلاقات الخارجية والنهضة المصرية

د. زياد موسى عبد المعطي أحمد

العلاقات الخارجية في السياسية المصرية يجب أن تكون موجهة لتحقيق مصلحة الوطن، علاقات تساعد على جلب الاستثمار، علاقات تساعد في تحقيق أمن الوطن، علاقات تجعل مصر تستعيد دورها الريادي في المنطقة والعالم، علاقات تحول التهديدات التي تواجه مصر إلى فرص يجب استغلالها.

علاقات مصر مع دول العالم تغيرت بعد تولي أول رئيس مصري منتخب، وظهر ذلك جلياً في الزيارات الخارجية التي يقوم بها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، واستقبال رؤساء وملوك وأمراء وكبار مسئولين للعديد من الدول من مختلف التوجهات والقارات.

علاقات مصر الخارجية في عهد أول رئيس منتخب ساعدت في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية لتمويل المشروع القومي للفترة الحالية المتمثل في مشروع تنمية محور قناة السويس، وقد تم تدشين أولى خطوات هذا المشروع بتوقيع اتفاقية للاستثمارات الصينية في منطقة ستة كليو متر مربع في منطقة شمال غرب خليج السويس باستثمارات تبلغ حوالي 2 مليار متر مربع، وايضاً جذب كبرى الشركات العالمية لإقامة مصانعها في مصر ومثال ذلك إقامة مصنع سامسونج في بني سويف، ويوجد كذلك العديد من الشركات العالمية التي تنوي إقامة مصانع في مصر.

علاقات مصر الخارجية تجعل مصر تستعيد دورها الريادي بتعميق مع الدول العربية والاسلامية، وتعميق العلاقات مع الدول الافريقية، وكذلك تفعيل الصداقة والشراكة مع الدول الصديقة في مخلف القارات، ومن أمثلة ذلك تعميق العلاقات مع دول مجموعة البريكس، والبريكس تجمع دولي يضم في عضويته خمس دول من أصحاب الاقتصادات الناشئة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتعزيز علاقة مصر بهذه الدول يساعد في فهم تجاربها في التقدم والتنمية، ونقل ما يناسب ويفيد في مسيرتها نحو التقدم والازدهار.

بل إن العلاقات الخارجية لمصر واستعادة دورها الريادي يساعد في تحول التهديدات لفرص يجب استغلاها، ومثال ذلك ما أعقب سقوط القذافي في ليبيا من تهريب أسلحة لمصر عبر حدودها مع ليبيا، فكان ذلك داعياً إلى أن تساعد مصر شقيقتها ليبيا في إنشاء جيش نظامي، يحمي ليبيا، ويراقب حدودها، ومنها حدودها مع مصر، وكان من ثمار ذلك ما تم الاعلان عنه في الآونة الأخيرة من نجاح القوات الليبية في منع محاولة تهريب أسلحة لمصر عبر حدودها، وكذلك تدريب القوات المسلحة السودانية وتحسين قدرات الجيش السوداني القتالية، وتحسين قدرته غلى مراقبة حدوده ومنع تهريب الأسلحة وغيرها عبر الحدود المشتركة بين البلدين.

وكذلك أرى أن التهديد الذي يواجه مصر الآن من نقص كمية المياه المحتمل من نهر النيل نتيجة نية اثيوبيا بناء سد على النيل الأزرق يجب أن يواجه بتعزيز علاقاتنا مع دول حوض النيل وزيادة التبادل التجاري، وزيادة الدور الريادي لمصر مع هذه الدول وتقديم الخدمات لهم في مجالات التعليم والزراعة والري، بإيفاد خبراء مصر لهذه الدول لعمل مشروعات تنموية في هذه البلاد، واستقبال بعثات من الطلاب، ووفود من المسئولين في مختلف المجالات لتعليمهم ونقل الخبرات المصرية في هذه المجالات، وكذلك إحياء مشروع فرع نهر الكونجو للاستفادة من مياه نهر الكونغو لتصب في النيل فتخدم دولتي المصب مصر والسودان بدلاً من اهدارها في أن تصب كلها في المحيط الأطلسي، وأرى السياسة المصرية مع دول حوض النيل بدأت في أن تتجه لهذا الاتجاه في تعميق العلاقات مع دول حوض النيل بتدشين مشروع تحويل مجرى نهر النيل لمجرى ملاحي يربط دول حوض النيل بالبحر المتوسط، مما يزيد حجم النجارة البينية بين هذه الدول ويعود بالمنعة على الجميع، وكذلك قرب الانتهاء من الطريق البري بين مصر والسودان.

علاقات مصر مع دول العالم يجب أن تقوم على الندية، والمصالح المشتركة، وألا تكون مصر تابعة لأحد الدول العظمى، بل يجب أن يكون المحرك الرئيسي لعلاقات مصر الخارجية هو مصالح مصر، والثوابت الدينية والتاريخية لوطننا الغالي.

 

المصدر: موقع إخوان الدقهلية - الاثنين 10 يونيو 2013 - http://www.dakahliaikhwan.com/viewarticle.php?id=19355
zeiadmoussa

د. زياد موسى عبد المعطي Dr. Zeiad Moussa Abd El-Moati

Zeiad Moussa د. زياد موسى عبد المعطي

zeiadmoussa
مقالات علمية، ودينية، ومقالات في العلم والإيمان، والتتنمية البشرية، وحلول علمية، وقضايا اجتماعية، وتربوية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

372,255