مقالات د. زياد موسى عبد المعطي

خواطر إيمانية، ومعلومات علمية، وتنمية بشرية، والدين والحياة، والعلم والإيمان، وآراء في قضاية مختلفة

 

الحلوى .... وصحة أطفالنا

بقلم: د. زياد موسى عبد المعطي أحمد

معهد بحوث أمراض النباتات - مركز البحوث الزراعية

في الوقت الذي يربي فيه الآباء أبنائهم على أن السجائر حرام كما أفتى المفتي السابق نصر فريد واصل، ويكتب على علبة السجائر التدخين ضار جداً بالصحة، وتوضع على علب السجائر صور منفرة من التدخين، وهناك جهود وقوانين صدرت من الدولة لتجريم التدخين في الأماكن المغلقة، وكذلك هناك كتاب وصحفيين كبار وبعض الناشطين يحاربون التدخين، نجد أن هناك أنواع من الحلوى واللبان يتم إنتاجها على شكل سجائر، ونشاهد بعض الأطفال يضعونها في أفواههم مثل من يدخنون السجائر فيجعلهم يحبون السجائر، وينطبع في صورة بعضهم صورة حسنة وجميلة عن السجائر، وتنمو في خيالهم صورة أن السجائر لذيذة مثل الحلوى. فأرجو أن تمتد جهود الدولة والناشطين ضد التدخين للمطالبة بوقف مثل هذه المنتجات التي تساهم بشكل غير مباشر في رسم صورة خاطئة لأطفالنا عن التدخين، ومغايرة للواقع.

ومن المعتاد أن نقرأ على أي علبة أدوية جملة  "تحفظ جميع الأدوية بعيداً عن متناول يد الأطفال"، لأن الأطفال يمكن أن يتناولوا الدواء فيسبب لهم تسمم، وقد يؤدي للوفاة، فكيف يتم إنتاج اللبان على هيئة شريط حبوب؟ أليس ذلك يمثل خلط للمفاهيم عند الأطفال الصغار؟ فهل يصدقون ما يتذوقونه من منتجات حلوة الطعم لذيذة، أم يصدقون تعليمات الآباء؟

ومن ثم فإني أرى أن الشركات التي تنتج هذا اللبان وهذه الحلوى عليها أن تجد أشكالاً أخرى تجذب بها الأطفال، وهذا ليس حجراً على الإبداع والابتكار، فالأشكال الجذابة كثيرة، ولم تنعدم، ممكن أن تنتج منتجاتها على شكل فاكهة مصغرة مثل البلح أو الفراولة أو التفاح، أو على شكل عصفورة أو غير ذلك كثير.

أرجو ألا تفسدوا عقول الأطفال بأشكال منتجات الحلوى واللبان، يكفي المفاهيم الخطأ التي يحاول الآباء تصحيحها سواء من الشارع أو من القنوات الفضائية من بعض الأفلام التي تخدش الحياء، أو من الأفلام التي تمثل نماذج سيئة قد يقلدها الأطفال (مثل شخصية اللمبي وغيره)، ومن بعض أفلام الكارتون التي تدعو للعنف والمكيدة  (مثل توم وجيري).

ولذلك أرى أن تتدخل الدولة بمراقبة أشكال مثل هذه المنتجات، وقبل ذلك تتم الرقابة على مضمون هذه المنتجات من المواد الغذائية، والمواد الغذائية والألوان، فالمواد الغذائية يجب التأكد من سلامتها، وكذلك المواد الحافظة والألوان يجب التأكد من استخدام المواد المسموح بها، وتجريم استخدام المواد الممنوع استخدامها لهذه الأغراض، وكذلك التأكد من مطابقة هذه المواد للنسب القياسية، لأن زيادتها عن النسب الموصى بها يمثل سموماً لها تأثير خطير وسلبي على صحة الأطفال.

فنرجو أن تكون هناك رقابة لحماية عقول وخيال ومفاهيم وصحة أولادنا فلذات أكبادنا، رجال المستقبل، وأمل الوطن.   

 

المصدر: جريدة الجمهورية - الجمعة 9 من جمادى الأولى1431هـ - 23 من أبريل 2010 م – العدد 20570 - صـ13
zeiadmoussa

د. زياد موسى عبد المعطي Dr. Zeiad Moussa Abd El-Moati

  • Currently 106/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 693 مشاهدة

Zeiad Moussa د. زياد موسى عبد المعطي

zeiadmoussa
مقالات علمية، ودينية، ومقالات في العلم والإيمان، والتتنمية البشرية، وحلول علمية، وقضايا اجتماعية، وتربوية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

406,952