مقالات د. زياد موسى عبد المعطي

خواطر إيمانية، ومعلومات علمية، وتنمية بشرية، والدين والحياة، والعلم والإيمان، وآراء في قضاية مختلفة

 

الغش في الامتحانات

د. زياد موسى عبد المعطي أحمد

معهد بحوث أمراض النباتات - مركز البحوث الزراعية

 

أثارت الزيارات المفاجئة التي قام بها وزير التعليم "د. أحمد زكي بدر" والقرارات التي اتخذها الكثير من الجدل، واتفق البعض واختلف البعض في القرارات التي اتخذها سيادته، ولكن اتفق الجميع أن التعليم في مصر يعاني من أزمة خطيرة تحتاج لتدخل فوري وضروري، ويتفق الجميع بأن التعليم في مصر يعاني من أزمات يجب أن يتم معالجتها، وقبل أن نعالج هذه الأزمات يجب أن نعرفها ونشخصها لكي يتم وصف العلاج عن دراية وعلم تماماً مثل الطبيب الذي يصف الدواء الناجع لمريضه، وقد يضطر الطبيب والجراح لاستخدام المشرط، وأحياناً قد يكون البتر هو الدواء الناجع.

التعليم أساس نهضة أي مجتمع ولكي تنهض أي دولة لابد من الاهتمام بالتعليم، فالتعليم هو الاستثمار في المواطنين، وإعداد المواطنين الذين سوف يأخذون على عاتقهم أعباء الوطن ، وإني من خلال هذه السطور أحاول أن أعرض مشكلة الغش في الامتحانات والتي لم يتطرق إليها الكثيرون في المقالات في الصحف أو عبر وسائل الإعلام المرئية، والتي ألمسها ويلمسها الكثير من أصدقائي من خلال ما يرويه الأبناء والمدرسون في المدارس المختلفة.

يكثر الغش في الامتحانات بالذات في مدراس الأرياف، والغش الذي يحدث في الامتحانات أنواع، منها التساهل مع الطلبة والسماح لهم بالغش، أي يغشون فيما بينهم، ومنها أن يكتب المدرسون الحل على السبورة، أو يأخذ المراقب كراسة أكثر الطلاب تفوقاً، ويملي لبقية الطلبة الإجابات، بل في بعض الأحيان يقوم المراقب بالكتابة للطلبة في كراسة الإجابات، قد يكون من يكتب الإجابة مدرساً للمادة التي يتم فيها الامتحان، أو مدرس يكتب لأقاربه، أو مراقب أحياناً بداعي التعاون والشفقة يكتب الإجابات للطلبة والتلاميذ، والطامة الكبرى أنه أحياناً يكون التلاميذ قد كتبوا إجابة صحيحة ويصر المراقب على كتابة إجابة خطأ يظنها هذا المراقب صحيحة.

وقد يكون الغش في اللجان بالأمر من مدير المدرسة في امتحانات صفوف النقل وليس الشهادات، وذلك بتعليمات من مدير المدرسة، طمعاً في نسبة نجاح مرتفعة لمدرسته، والمدرس الذي لا يسمح بالغش في اللجان لا يسمح له بأن يراقب في الامتحانات، ويجلس في الخارج كاحتياطي للمراقبين.

وقضية الغش في الامتحانات أراها في منتهى الخطورة على مستقبل الوطن، فهي تجعل التلاميذ يفقدون الدافع للمذاكرة والاجتهاد، فبعض التلاميذ يقولون لماذا نذاكر ما دام سوف نغش في الامتحانات، وماداكم سوف يكتب لنا المدرسون على السبورة؟

المصدر: جريدة الجمهورية - الأحد 26 ربيع الآخر 1431هـ - 11 من أبريل 2010 م - العدد 20558 - صـ13
zeiadmoussa

د. زياد موسى عبد المعطي Dr. Zeiad Moussa Abd El-Moati

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 731 مشاهدة

Zeiad Moussa د. زياد موسى عبد المعطي

zeiadmoussa
مقالات علمية، ودينية، ومقالات في العلم والإيمان، والتتنمية البشرية، وحلول علمية، وقضايا اجتماعية، وتربوية، »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

406,272