جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لهذا سمى سفينة الصحراء كتب / يسرى الهرش
رجل الجمل وخفه:
أرجل الجمل طويلة، لذلك فهو يستطيع أن يقطع مسافات طويلة دون أن يجري، يسيرها مشيا!! وسبب هذه القدرة هو أن سعة الخطوة لديه كبيرة ... وأرجله الطويلة تساعده أيضاً في الوصول إلى أوراق الأشجار العالية ليأكلها، وطبعاً هي أشجار صحراوية أوراقها مثل الإبر، ولكن الله سبحانه وهب الجمل شفة مشقوقة من أعل الفم، يستطيع بها أن يأكل الشوك ..!!
والخف هو آخر جزء موجود في الرجل، وهو الجزء الذي يناظر الحافر في الحصان والخروف والحمار والبغل، وهو عبارة عن وسادة (مخدة)، لأنها تحتوي نسيجاً إسفنجيا به تجاويف هوائية (أو مائية)، ويغلف هذه المنطقة جلد قوي سميك مرن .. وهكذا يستطيع الجمل أن يسير في الرمال دون أن تغوص قدماه فيها...
المعدة المركبة العجيبة:
يوجد في بطن الجمل معدة ضخمة عجيبة، وهي ليست مثل الكيس أو القربة، ولكنها تنقسم إلى حجرات متصلة ببعضها ببعض..!! وأكبر حجرة هي الأولى، وتسى "الكرش" وتشغل هذه الأجرة معظم الجانب الأيسر لتجويف البطن. ويحتوي الكرش جيوباً مائية يبلغ عددها مائة مليون تقريباً...!!
وهل تعرف وظيفة هذه الجيوب ؟
يقول بعض العلماء : إنها تقوم بامتصاص المواد المتخمرة في الكرش، ويقول البعض الآخر : إنها تساعد الغدد اللعابية ( هي الغدد التي تفرز اللعاب ) على زيادة كمية السائل في الكرش...
وهل يستطيع الإنسان تحمل العطش أثناء تلك المدة ؟
لا، إنه لا يستطيع أن يعيش. إن الإنسان إذا فقد (10%) من وزنه (من الماء)، فإنه يصاب بالصمم (عدم القدرة على السمع)، وتصدر منه كلمات وأفعال مثلما يحدث من السكارى وفاقدي الوعي، وكذلك فإنه لا يشعر بالألم إذا تعرض له جسمه.
إذا زادت كمية الماء المفقودة من جسمه عن تلك النسبة، فإنه يموت تدريجياً وينقذ بالماء، فلابد له أن يشرب ثلاثة أكواب من الماء على الأقل.
ولكن هل يشرب الإنسان هذه الأكواب مرة واحدة ؟ لا، لابد أن يشربها تدريجياً، شيئا فشيئاً، لأنه لو شربها مرة واحدة لمات ... لماذا؟ لأن دمه يتعرض لفقدان التوازن بطريقة مفاجئة، وبالتالي يموت الإنسان.
هل تعلم أن الجمل يستطيع أن يشرب (200) لتر ماء مرة واحدة بعد فترة عطش طويلة، ورغم ذلك فإنه لا يموت .. إنه لأمر عجيب!!
وهل يفضل الجمل أن يشرب الماء عذباً نقياً ؟
نعم إنه يفضل ذلك، ولكنه إذا لم يجد سوى ماء قذر أو ما مالح فإنه يضطر إلى شربه، ويستطيع جسمه أن يتخلص من الأملاح الموجودة فيه ... والجمل يشرب (40 – 50) لتر ماء كل يوم أثناء فصل الشتاء. والناقة (زوجة الجمل) تشرب كميات أقل من الجمل ...
أين يختزن الجمل الغذاء في جسمه:
قلنا إن الجمل إذا كان من السلالة الآسيوية فله سنامان، وإذا كان جملاً عربياً فله سنام واحد، وباختصار شديد فالسنام هو مخزن الغذاء الذي يخزن فيه فائض الغذاء، ثم يستهلكه الجمل في فترة صيامه عن الكل.
ولكن ماذا يوجد داخل هذا السنام بالضبط ؟
يوجد داخل السنام مادة تسمى دهن، ومادة تسمى نشا حيواني (ويطلق عليها اسم جليكوجين) وهذه المادة تأتي من الجهاز الهضمي الذي أنتجها عن طريق هضم النباتات ...
أين بالضبط يختزن الجمل الماء في جسمه:
الإجابة عن هذا السؤال حيرت العلماء، وكل منهم قال شيئاً غير ما قاله الآخر. وكل منهم لديه الأدلة العلمية على صدق ما يقول، فمنهم من قال : إن الجمل يختزن ماءه في كرشه، ومنهم من قال : إنه يختزن الماء في سنامه، ومنهم من قال : إنه يختزن الماء في خفه...!! وهكذا اختلف الآراء ... ولكن الرأي الذي يلقى القبول هو أن الجمل يختزن الماء في كل أنسجة جسمه.
وأنت إذا كانت لديك كمية من الماء، ووجدت نفسك في صحراء شاسعة، لا مصدر فيها للماء، وفرض عليك العيش في هذه الصحراء، وليس معك إلا كمية قليلة من الطعام وكمية محدودة من الماء، فكيف بالله عليك تتصرف؟! ... إنك – إذا كنت من العقلاء الواعين – لابد أن تضع لنفسك برنامجاً لإنفاق هذا الطعام والتصرف في هذا الماء، ولابد إنك ستوفر استهلاك الماء بكل وسيلة تستطيعها، ولابد ولابد ... هكذا يفعل الجمل !! فهو بطريقة توفير الماء أكثر دراية ( حتى من الإنسان ) لأن الله بحانه وتعالى خلق له في جسده هذه الوسائل، ووهبه القدرة المعجزة على توفير الماء استهلاك أقل قدر منه، للمحافظة عليه من الضياع خارج الجسم (وهو يخرج على شكل بول أو عرق أو بخار ماء مع هواء التنفس)..!!
فتعال معي لنتعرف على الوسائل والطرق التي ينفذها الجمل ليحافظ على الماء داخل جسمه، وعدم استهلاكه إلا بكمية ضئيلة بقدر الإمكان، وهذه قدرات لابد من وجودها في مخلوك يعيش في جو الصحراء القاسي وظروفها الصعبة وأحوالها العنيفة.
وفيما لي أهم الطرق والوسائل التي يسلكها الجمل لتوفير الماء والحفاظ على الكمية الموجودة منه في الجسم :-
1) ركب الله له أنف الجمل تركيباً عجيباً، وهو عبارة عن أنبوبتين متجاورتين، تتصل كل منهما بالأخرى من النهاية، تحتوي كل أنبوبة سائلاً، ولكن السائل في إحداهما أسخن من السائل الموجود في الأنبوبة الأخرى ... فإذا دخل سائل في الأنبوبة (ذات السخونة الأقل) فإنه يكتسب سخونة من الأنبوبة المجاورة المتصلة بها من الطرف، فيسخن هذا السائل ... وكأنه بهذا يوجد تيار عكسي من السخونة يسير في الطرف الأول، معاكساً لاتجاه سير السائل، فيؤدي إلى تسخينه ... وبهذا يدخل الهواء (في حركة الشهيق) في أنف الجمل فيسخن ويدخل الرئتين دافئاً ..!!
هذا في حركة الشهيق، فماذا يحدث في حركة الزفير؟ (لاحظ أن التنفس يحدث بالشهيق – وهو دخول الهواء الأنف، وبالزفير – وهو خروج الهواء من الأنف، وقد يستعمل الفم مع الأنف أيضاً). بالطبع فإن هواء التنفس وهو داخل الرئتين يكون دافئاً، وعندما يخرج ويمر على مسالك الهواء بالأنف فإنه يترك بعض سخونته هناك ويخرج منه بارداً. والهواء البارد عادة يكون محتواه بخار الماء قليلاً جداً ... وهكذا يكون الجمل قد وفر كمية من الماء التي كان من الممكن أن تخرج مع هواء حركة الزفير..!!
وقد تعجب أيضاً إذا عرفت أن جدار الأنف من الداخل تبطنه بطانة هي عبارة عن غشاء مخاطي به تجاعيد. من خصائص هذه البطانة أنها جاذبة للماء، يعني أنها تجذب الماء من الهواء أثناء خروجه في التنفس ومن الأنف ... ويستطيع الجمل أن يفر (70%) من الماء الذي يحمله هواء التنفس.
أذنا الإبل:
أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يكتنفها من كل جانب ليقيها الرمال التي تذروها الرياح، ولهما القدرة عن الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية،
منخرا الإبل:
كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال .
عينا الإبل:
إن لعينا الجمل روموش ذات طابقين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وفى هذه الحالات تستطيع أيضا أن تغلق انفها لكي لا تتسرب الرمال فيها.
ذيل الإبل :
وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طبقات الرصاص .
لأنه يمشي بسلاسة في الصحراء وما يغرز بسبب حوافور الكبيرة وقدرته على حمل الامتعة مثل السفينة ويحمل العواصف الصحراوية (مثل السفينة تتحمل العواصف البحرية) مقدرته على قطع أميال في سيره مثل السفينة
وغير ذلك الكثير فسبحان من قال :((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت))
لان لدية قدرة على تحمل الجوع والعطش
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
سفينة الصحراء، استأنس الانسان الجمل منذ آلاف السنين
في طفولتنا كنا ننتظر ذلك البدوي المتلفع بعباءته ويمسك عصا طويلة ينيخ بها بعيره المحمل بأكياس الملح الذي يجمعه من المنطقة السبخة لكي يبرك.. ومع خوفنا من هذا المخلوق العملاق ذي الرقبة الطويلة.. نجد لذة متناهية في مد اطراف اصابعنا الصغيرة تتلمس بها جلده الوبري.. ولكن سرعان ما نتفرق خوفاً وهلعاً وهو يخرج قرقرة من جوفه يجتر معها ما في معدته من طعام .
فمنذ ما يقرب من 4500 سنة استأنس الانسان الجمل واعتمد عليه في كثير من أموره المعيشية ويشير الباحثون الى ان حضرموت هي المنطقة التي تم فيها ذلك بالرغم من ان منشأه الاصلي هو أمريكا الشمالية وقد عاش هناك لفترة مقدارها (40) مليون سنة.. هاجر بعدها الى المناطق الاخرى ثم انقرض فيها.. ويوجد الآن نحو (15) مليون جمل في العالم منها نحو (12) مليون في افريقيا واكبر تواجد له في الصومال (5 ملايين و400 ألف جمل ) ويليها السودان (2 مليون و904 ألف جمل) ثم اثيوبيا (960 ألف) وموريتانيا (718 ألف ) والنيجر (350 ألف) وتشاد (405 ألف) والجزائر (174 ألف) ومصر (95 ألف).. أما في آسيا فيوجد ما يقرب من (3 ملايين جمل) واكبر تواجد له في الهند (مليون و174 ألف) ثم باكستان (819 ألف) والسعودية (108 ألف) واقلهم في التواجد لبنان (ألف جمل ).
والجمال تستطيع ان تعيش في جو بارد وحار.. إلا ان تكيفها على العيش في المناطق الحارة والجافة يعد منظومة عجيبة تستحق النظر.. ولا يفضل الجمل وحيد السنام العيش في المناطق الممطرة، بل يفضل المناطق التي تمر بها فترات حرارة طويلة من الجفاف قد تصل الى ثمانية اشهر.. ومن ثم يتمتع بنظام متميز يمكنه من التكيف مع الجفاف والحرارة العالية… كما يلعب شكله الخارجي دوراً مهماً في الظروف القاسية ولذلك سمي بسفينة الصحراء .
ويتميز لون الجمل بين البني والرمادي، وفي حالات نادرة اللون الابيض، العينان كبيرتان وبارزتان أشبه بعين الغزال، الاهداب طويلة وكثيفة ويوجد غشاء رقيق تحت الجفن يحتوي على غدد كاملة التطور.. وظيفتها حماية القرنية من الرمل في البيئة الصحراوية.. الجمل له فم كبير واللسان طويل وصلب كي يسهل من عملية التقاط المواد الشوكية.. تختلف الاسنان في الابل عنها في أي حيوان آخر.. حيث تمتاز بقواطع في الفك العلوي، بينما لا توجد الا في الفك السفلي في الحيوانات الاخرى... ولها انياب قوية تميزها عن المجترات الحقيقية .
الشفة العليا سميكة ذو حساسية شديدة للاشواك، يغطيها شعر كثيف بمقارنتها بالشفة السفلى المتدلية.. الشفة العليا مشقوقة طولياً في المنتصف، وبها اخدود يتصل بفتحة الأنف حتى يمكن للرطوبة التي تتكون على فتحتي الانف ان تمر الى الفم .
يغطي فتحتي الانف شعر كثيف يمنع الرمال من الدخول اليهما، بل محاطتان بعضلات قوية تمكنهما من الانغلاق في العواصف الرملية.. والانف ترتعش دائماً لتبريد هواء الشهيق.. القدم ذو اصابع واسعة ومفرطحة، تغوص في وسادة جلدية وفي اثناء السير تتفرطح هذه الوسائد نتيجة الضغط عليها مانعة القدم من الغوص في الرمال.. ويسير الجمل بحركة تأرجحية ،يمشي فيها على الأرجل اليمنى تارة ثم ينتقل على الأرجل اليسرى تارة أخرى …الجمل له سنام مميز، يخزن به الدهن مع بعض الانسجة الليفية كمخزن للطاقة.. ولا يتسرب الدهن الى تحت الجلد كالحيوانات الاخرى.. وهو يقع في مركز الجسم بارتفاع 50 سم ومحيطه يبلغ ما يقرب من 200 سم.. الجمل العربي اكثر طولاً من الجمل ذي السنامين، حيث يبلغ حوالي متر و85 سم عند الكتف.. ومترين و15 سم عند السنام .. ويبلغ وزن الجمل في المتوسط من 450 الى 600 كيلو غرام محمولاً على اربع ارجل طويلة ورفيعة واسعة الخطوات لسهولة الحركة في الصحراء .
يستطيع الجمل العربي ان يعيش بدون ماء أو طعام مدة ما يقرب من سبعة عشر يوماً، كما انه يستطيع ان يعوض الكمية المفقودة من الماء في فترة قصيرة جداً.. حيث يمكنه شرب ما يقرب من 100 لتر ماء في عشر دقائق.. حيوان بهذه المنظومة العجيبة لابد له من امتلاك تركيبة فسيولوجية خاصة تمكنه من تحمل الحرارة بلا ماء.. بل تضبط له العمليات الحيوية في الجسم ونظام مماثل يمنع انفجار أو تحلل كرات الدم الحمراء Haemolysis)) عند شرب هذه الكمية الهائلة من المياه في هذا الوقت القصير .
يشرب الجمل في الظروف الاعتيادية ما يقارب من 300 لتراً في المواسم الجافة .. ويستطيع ان يفقد 30% من ماء جسمه ولا يفقد شهيته للطعام حتى في اشد حالات الجفاف .
حينما يتوفر الماء والطعام للجمل، فان حرارة الجسم تتغير بمقدار (2 C ) الا انه تحت الظروف القاسية من الحرارة والجفاف يغير الجمل من حرارة جسمه لدرجة تصل الى اكبر من (6 C.. ) وهو من الحيوانات التي تعرق للتخلص من الماء.. الا انه وفي بعض الاحيان يلجأ الى "اللهث" السريع من خلال التنفس تحت الظروف المناخية الصعبة.. وقد كثرت استخدامات الابل منذ بزوغ شمس التاريخ.. فقد سخرها الله سبحانه وتعالى رغم ضخامتها لخدمة الانسان.. فاستخدمت في الحروب وحل النـزاعات بين القبائل، وفي نقل الاثقال والامتعة لمسافات طويلة بجانب ان لحومها وألبانها غذاء رئيس لاهل البادية .. واتخذ الانسان من اوبارها لباساً ومتاعاً .
ويحمل ما بين (170- 280) كلغم ويسير بها في اليوم (40 كيلومتر) بسرعة (4 كلم/ساعة).. كما اثبتت ان كفاءته تفوق سيارة الجيب العسكرية في الفعاليات الحربيه. .. أما لبن الابل هو الآخر غذاء اساس لسكان البدو منذ قديم الزمان.. ولبن الابل له طعام ورائحة حلوة وخفيفة واحياناً له طعام ملحي ويرجع ذلك الى نوعية المرعى.. وهو غني بالبروتين والدهن وبعض الفيتامينات والحديد والكالسيوم والفسفور واللاكتوز وتعطي الناقة في ظروف رعوية جيدة اكثر من (2700 لتر) في السنة .
الجمل
الجَـمَــل حيوان ضخم الجثة، قوي الجسم يعيش في الصحراء. ويمكنه السفر إلى مسافات بعيدة عبر الصحاري الحارة الجافة المحرقة مكتفيًا بالقليل من الماء والطعام. وتسير الجمال فوق الرمال الناعمة بيسر وخفة. هذا بالإضافة إلى أنها تستطيع نقل الأثقال والأمتعة من مكان إلى آخر حيث تنعدم الطرق، ويصعب الترحال. كذلك فإن الجمال تساعد الإنسان الذي يعيش في الصحراء في كثير من أوجه الحياة الأخرى.
ومن مميزات الجمل أنه يحمل طعامه في نسيج سنام ظهره، إذ يخزن فيه كميات من الغذاء في شكل الدهن الذي يتكون منه السنام. ومن هذا السنام يجد الطاقة اللازمة له متى تعذَّر وجود الطعام.
وهناك نوعان من الجمال في العالم: أحدهما الجمل العربي ذو السنام الواحد، والنوع الثاني هو الجمل ذو السنامَيْن. وكان الناس في الماضي يستخدمون نوعًا هجينًا من هذين النوعين في آسيا على نطاق واسع. وكان لهذا النوع الهجين من الجمال سنامان أحدهما أكبر من الآخر، كما أنه كان أكبر جسمًا، وأكثر قوة من كلا النوعين المعروفين اللذين انحدر منهما.
الجمل ذو السنامين
نجح الإنسان في استئناس الجمل قبل عدة آلاف من السنين، ومن المعتقد أن الجمال العربية لم تكن أليفة قبل بضعة آلاف سنة، بل كانت حيوانات برية في شبه الجزيرة العربية. ويبلغ عدد الجمال العربية اليوم بضعة ملايين جمل تعيش مع رجال الصحراء في كل من آسيا وإفريقيا. وربما ظهرت الجمال الأولى في منغوليا وتركستان حيث مازال بعضها يجوب أنحاء تلك البلاد، وأصبحت الملايين منها تعيش أليفة في أنحاء كثيرة من آسيا.
هناك من الباحثين من يرى أنه كانت تعيش في أمريكا الشمالية بعض الحيوانات من فصيلة الجمال قبل 40 مليون سنة. وقبل حلول العصر الجليدي كان الجمل قد أصبح فصيلة متميزة عن غيره، كما أنه أخذ في الهجرة عبر ألاسكا إلى آسيا. وفي آسيا انفصلت مجموعتان ثم أصبحتا تدريجيًا النوعين الرئيسيين المعروفين اليوم. وفي الوقت نفسه فقد تحركت بعض الجماعات الصغيرة من فصائل الجمال جنوبًا من أمريكا الشمالية والجنوبية. واليوم تعيش أربع فصائل من أسرة الجمال في جنوب أمريكا، وهي: 1الألبكة 2- الغوناق 3- اللاما 4- الفكونة. وعندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية كان واضحًا أن الجمال قد اختفت من تلك البقاع منذ آلاف السنين ولم تعد منها بقية باقية، ولا يعرف أحد كيف اختفت من هناك.
أخذ أول جمل عربي إلى أستراليا عام 1840م. وقد شارك هذا الجمل السيئ الحظ في حملة أرسلت إلى المناطق الشمالية من جنوبي أستراليا، ولكنه قضى نحبه بعد أن تسبب في قتل صاحبه عن غير قصد. ثم حدث فيما بعد أن جُلبت أعداد كبيرة من هذا النوع من الجمال إلى أستراليا لاستخدامها في بعض الاستكشافات وأعمال المحطات في الأراضي الجرداء. ومازال هناك نحو 15,000 جمل تعيش حياة برية في مناطق أستراليا الصحراوية.
المصدر: الهرش
يســــــــــــرى الهــرش 01062436820 تليفون وواتس
ساحة النقاش