كتب/أحمد سمير، رئيس التحرير.
التقى الكاتب الصحفي “عبد المحسن سلامة”، رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين اليوم الأربعاء الموافق 30/1/2019، ضمن جولاته ولقاءاته داخل إدارات المؤسسات المختلفة، واجتماعاته المباشرة بالزميلات والزملاء الصحفيين، وفي لقائه للحوار والنقاش مع الزملاء في مجلس تحرير مجلة السياسة الدولية، برئاسة الكاتب الصحفي “أحمد ناجي قمحة”، رئيس التحرير، في بداية الجلسة التي أحيطت بالترحاب والتفاهم.
وبهدف الاطلاع علي خطة التطوير التي شملت المجلة خلال الفترة الماضية ورؤيتها المستقبلية، إضافة إلي استعراض ما تحقق علي ارض الواقع من رؤية «الأهرام» الحالية والمستقبلية، وآليات تفعيلها فى ظل التحديات التى تواجه المؤسسات الصحفية.
وأكد “سلامة”، علي أن الشفافية وكشف الحقائق بصراحة أمام الزملاء بالمؤسسة كان سبيله، وهو ما أتى ثماره بسرعة، في جعل الجميع بالمؤسسة شركاء حقيقيين في تحمل المسئولية، ويد واحدة لتجاوز التحدي الأكبر، لتظل الأهرام قوية ومنطلقة فى مواجهة تحديات كثيرة فى مسيرتها، وعدم الوقوف مكتوفى الأيدي لتحقيق هدفنا نحو وضع الأهرام كمؤسسة اقتصادية ذكية متطورة.
وأشار “سلامة”، إلى أن رؤيته لتطوير المؤسسة وإعادة البناء، بنيت علي محورين أساسيين، تم مراعاة الأهداف قصيرة المدي والبعيدة فيها، وهما:
أولا: الأهرام مؤسسة ذكية
وهو الانتقال بالمؤسسة من مرحلة يمثل فيها الورق العنصر المحورى داخل أعمالها، إلى مؤسسة إعلامية ذكية متكاملة، وهو ما تم طرحه خلال مؤتمر الأهرام 2025 لتحقيق هذه الرؤية للمؤسسة تتنوع فيها وسائل ووسائط النشر، ما بين الصحافة الالكترونية، وقناة تليفزيونية وإذاعية، يمثل المحتوى الرقمي فيها العنصر المهم والأساسي، مضيفا أن هذا التطوير يشمل عملية تحويل لعناصر العمل بالمؤسسة إلى مزيج متكامل ومتجانس، بهدف التصدي لواقع جديد يستلزم إضافات وتحولات تلبي متطلبات المرحلة، أهمها تحولات تتعلق بالتطور التكنولوجي المتلاحق، وتوفير التدريب اللازم للعاملين بالمؤسسات الصحفية، من أجل مواجهة أي قصور في تطوير المهنة وأدواتها، وبالتالي استقطاب جمهور جديد، في ظل آليات سوق مختلفة، منها التوجه للخدمات الرقمية، وتحديث الأخبار، والتحول الإلكتروني.
وبالفعل نجحنا خلال الفترة الماضية رغم قصرها وهي 18 شهرا، من ميكنة العمل داخل الإدارات، وإنشاء تطبيقات رقمية إدارية من شأنها تقليل التدخل البشري في الأمور المالية والمخازن وغيرها، بغرض تحقيق السرعة في اتخاذ القرار وشفافية العمل وخلال المرحلة المقبلة سوف يتم التركيز على تطوير المحتوى بالتعاون مع الزملاء رؤساء التحرير والزملاء الصحفيين لمواجهة التحديات الجديدة.
ثانيا: الاستثمار الأمثل للموارد والأصول
واستكمل “سلامة”، حواره مدعما كلماته بالبيانات والأرقام، قائلا:” أنني طالبت الهيئة الوطنية للصحافة بتشكيل لجنة محايدة لتقرير موقف المؤسسة وحجم المديونيات المستحقة عليها، وقدرت اللجنة المديونية والخسائر وتقديرها بنحو مبلغ مليار و 693 مليون جنيه،علاوة على الفجوة التمويلية الشهرية البالغة 70 مليون جنيه، وهو الفرق بين الإيرادات والمصروفات الشهرية، وزاد عبئها بعد زيادة أسعار الورق والمحروقات ومستلزمات الإنتاج، إضافة إلى تعويم الجنيه الذى ألقى بظلاله على التكلفة الحقيقية للخدمات المقدمة من المؤسسة .
وأضاف “سلامة”، أنه تم التركيز على استنباط موارد غير تقليدية، لتعويض خسائر قطاع الإعلانات، منها إقامة المعارض والمؤتمرات الداخلية والخارجية، والتى لاقى أحدها رعاية فخامة الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، رئيس الجمهورية، وهو مؤتمر زايد فى قلوب المصريين، والذى حقق مردودا ماديا كبيرا،إضافة للمؤتمر السنوى للطاقة الذى عقد مرتين عامى 2017 و 2018 بمشاركة قطاعى البترول والكهرباء والعديد من الشركات المصرية والأجنبية العاملة بمصر، بالإضافة إلى العديد من المعارض والمؤتمرات النوعية فى الداخل والخارج.
وأضاف “سلامة”، كانت الخطوة الأهم التركيز على ملف استثمار أصول المؤسسة، لإيجاد موارد مالية جديدة تساعد فى سد الفجوة التمويلية، وتمكنا خلال ال18 شهرا الماضية البدء فى إنجاز 3 مشروعات كبرى، والانتهاء من كامل إجراءاتها القانونية والتنفيذية واستصدار التراخيص اللازمة لها..والأهم من ذلك إيجاد وسائل التمويل اللازمة لها، من خلال التمويل الذاتى أو المشاركة مع الغير، وهو الأمر الذى لم يتحقق خلال الـ 7 سنوات الماضية، وهى إنشاء 3 كليات بجامعة الأهرام الكندية – العلاج الطبيعى، والفنون الإبداعية والتصميم، واللغات والترجمة- وقد وافق المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية على إنشاء هذه الكليات، وجارٍ استصدار القرار الجمهورى تمهيدا لبدء الدراسة فور صدور القرار،بعد أن انتهت معظم الأعمال الخاصة بهذه الكليات بتكلفة استثمارية بلغت ما يقرب من 150 مليون جنيه من الموارد الذاتية للجامعة والمؤسسة، ليتم رفع طاقة الجامعة بنسبة 50% ، حيث تم إنشاء 6 كليات بها طوال 14 عاما هى عمر الجامعة، وبفضل الله وجهود العاملين بالمؤسسة تمت إضافة 3 كليات جديدة من المقرر أن يصل عائدها السنوى بعد استكمال مراحل الدراسة فيها إلى 120 مليون جنيه سنويا.
فيما تم الانتهاء من استخراج تراخيص المشروع الاستثمارى والتجارى والفندقى فى الغردقة، والانتهاء من تقييم سعر الأرض بمعرفة هيئة الخدمات الحكومية، والانتهاء من أعمال الطرح والترسية على إحدى الشركات المتقدمة وموافقة مجلس الإدارة وإخطار الهيئة الوطنية للصحافة، ومن المتوقع أن يصل عائد هذا المشروع إلى 160 مليون جنيه خلال العامين المقبلين، ويجرى الان تنفيذ مشروع المبنى الإدارى والتجارى فى القرية الذكية، حيث تم الانتهاء من كل الأعمال الخاصة من تراخيص وطرح ويتم تنفيذه الآن،ووصل حجم التنفيذ فيه إلى صب الأعمال الخرسانية فى الدور الثانى، ومن المتوقع أن يصل العائد المتوقع منه إلى 42 مليون جنيه خلال ال 18 شهرا المقبلة، وإلى جانب هذه المشروعات فإنه من المتوقع الانتهاء من 3 مشروعات أخرى خلال الــ 6 أشهر المقبلة فى المقطم وأرض النادى بالقاهرة الجديدة وأرض المعصرة,حيث يجرى الآن استخراج الموافقات والتراخيص والانتهاء من الإجراءات بشكل نهائى قبل الإعلان عنها.
وفي النهاية طمأن “سلامة” جميع العاملين بقرب جنى ثمار المشروعات ، موضحا أن هذه المشروعات لن تؤتى ثمارها بين يوم وليلة، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت، فالثلاث كليات الجديدة سوف تبدأ تدفقاتها النقدية خلال العام الدراسى المقبل، بنسبة 25% فى السنة الأولى، ثم تزداد إلى 50% فى السنة الثانية، وهكذا حتى يتم تشغيل كامل الصفوف الدراسية، ويصل دخلهم المادي لحوالي 120 مليون جنيه سنويا، أى أن المشروعات تحتاج إلى بعض الوقت لكى تؤتى ثمارها، ولو أن هذه المشروعات بدأت منذ فترة لتغير الموقف المالى تمامًا الآن بعيداً عن انتظار الدعم الحكومى، وهذا هو الهدف الذى نسعى إليه من خلال الانتهاء من الـ 3 مشروعات الأخرى خلال الستة أشهر المقبلة وهى مشروعات المقطم والمعصرة والنادى، وذلك من أجل سد الفجوة التمويلية، وتحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات.
وقال “سلامة”، بأن هناك رؤية مستقبلية واضحة للخروج بالأهرام من التحديات الحالية، فهي لا تختلف كثيرا عن ما تمر به مصر، ونستنبطها من رؤية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى،في مواجهته للتحديات التى تمخضت عن الإصلاح الاقتصادى بالشفافية والصراحة حتي لو كان العلاج مرا، لأن مصر أمام خيارين إما إستمرار الوضع على ماهو عليه، والذى كنا فيه على وشك الإفلاس أو إتخاذ إصلاحات قوية لعلاج المشكلات الإقتصادية التى إستمرت لعقود طويلة، ورغم أن الطريق طويل إلا أنه سيؤتى ثماره لخدمة أبناء هذا الوطن ووضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة وتحسين مستوى معيشة المواطن المصرى.