ثروتنا الحيوانية بين مطرقة "الجفاف" وسندان "ارتفاع أسعار الأعلاف"
التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الجو .وانحباس الإمطار وشحه المياه وظاهرة الجفاف وتدهور المراعي وقلة الأعلاف وارتفاع أسعارها .
كل هذه المعوقات تعترض طريق المربي وأصبحت هم يضاف إلى همومه الكثيرة.أن ارتفاع كلفة الإنتاج والأدوية البيطرية جعل المربي يعمل مجاناً لا بل يتعرَّض في الكثير من الأحيان للخسارة فافقده ذلك قدرة الاستمرار في تربية حيواناته فأصبح وضعه السيئ أسوا مما حدا به لبيع حيواناته وترك أرضه وانتقاله للمدينة ليصبح ضابطا أو شرطيا أو جنديا أو مسئولا في احد الأحزاب أو مقاولا أو قاطع طريق أو مهرب ممنوعات......
أنَّ الرقم الإحصائي للثروة الحيوانية في تناقص مستمر, والعمر الاقتصادي للحيوانات في تراجع و إنتاجية الحيوانات (حليب,لحم) في تراجع وان استمرار تلك الظروف سيؤدي إلى تدهور الأمر أكثر مما هو عليه الآن .
في ظل تلك الظروف فلنفكر مليا في مستقبل ثروتنا الحيوانية , ولنبحث عن مصادر علفية قادرة على تلبية احتياجاتها الآنية والمستقبلية ,إذ أن من أبجديات عوامل الحفاظ على تلك الثروة، توفير المواد العلفية وبأسعار تتناسب مع أوضاع المربين , وهذا يتطلب وضع خطة تنموية شاملة تكون جزءاً من إستراتيجية متكاملة تهدف إلى توفير الأعلاف وتضمن إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المتدهورة في كافة إرجاء المحافظة، ودرء خطر الملوحة والتصحر فيها لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة. وهناك بعض الإجراءات السريعة لتدارك ذلك الخطر الذي الحق بثروتنا الحيوانية الضرر ومنها :-
1. تفعيل دور الإرشاد الزراعي والجمعيات الفلاحية في استخدام الدورات الزراعية والزراعة الحافظة. وتنمية الغطاء النباتي والنباتات الرعوية ونشر تقانات الري الحديثة والعمل على استنباط أصناف مقاومة للملوحة والجفاف وزراعتها
2. إنشاء عدد من الواحات (في منطقة الطيب والجزيرة) التي تهدف إلى مساعدة مربي الثروة الحيوانية في تلك المناطق من خلال توفير المياه لهم ولحيواناتهم بحفر الآبار وزراعتها بالأشجار الاقتصادية (النخيل والفستق الحلبي والزيتون)والنبات الطبيعي ليكون مصدر للرعي وزيادة الرقعة الخضراء لتحسين البيئة في تلك المناطق.
3. تشجيع مشاريع تكامل الإنتاج النباتي–الحيواني وذلك لتحقيق الاستفادة من مخلفات المزرعة لتغذية الماشية والأغنام والاستفادة من مخلفات هذه الحيوانات في توفير السماد العضوي مما يقلل الحاجة للسماد الكيميائي ويؤمن الحفاظ على البيئة ومنع تلوث المياه الجوفية ببقايا السماد الكيميائي عند تسربه إلى أعماق التربة ثم المياه الجوفية نتيجة الري أو مياه الإمطار.
4. تطوير صناعة الأعلاف (السايلج)ووضع دراسات جدوى اقتصادية للتقنيات الحديثة في مجال الأعلاف المحلية السايل ,الدريس,معاملة الأتبان باليوريا ,استخدام فرشة الدواجن, تدوير المخلفات الزراعية .
5. توفير الأعلاف بأسعار مدعومة لمربي الثروة الحيوانية والتي شملت النخالة والشعير والتمر والذرة بأنواعها وخاصة الذرة الصفراء.
6. إصدار الموازنة العلفية السنوية لمحافظة ميسان عن طريق حصر الموارد العلفية وتحديد احتياجات الثروة الحيوانية ويتم ذلك عن طريق عمل جرد دقيق بالمربين وحساب عدد حيواناتهم كل نوع على حدة وعمل سجلات المزرعة (وهذا الإحصاء يقع على عاتق قسم الثروة وبالتعاون مع الجمعيات الفلاحية) ومن ثم حساب احتياج الحيوانات من الموارد العلفية للسنة الواحدة لغرض وضع سياسة لاستيراد النقص في المواد العلفية.
7. استحداث مؤسسة تخصصية تسمى (مؤسسة الأعلاف ) تكون مسئولة عن توفير وتوزيع الأعلاف للمربين.
ساحة النقاش