موزارت

أسطورة الموسيقى الكلاسيكية فولفغانغ أماديوس موزارت عاش 35 عاما فقط خلّف
فيها إرثا موسيقيا لا يُوصف.
وُلد الموسيقار الألماني يوهان وولفغانغ آماديوس موزارت سنة 1756في مدينة سالزبورغ.
في الثانية من عمره أظهر ميلاً فطرياً واهتماماً كبيراً بالدروس الموسيقية التي كان والده يلقنها
لابنته نانرل. وقد لاحظ والده تلك الرغبة الملحة في ابنه فراح يلقنه أصول الموسيقى أيضاً.
وفي سن الثالثة كان يحصل على درس يومي مدته ساعة كاملة.
في سن الخامسة راح يؤلف مقطوعات قصيرة لكي تعزف على آلة الهاربسيكورد. وفي سن
السادسة عزف أمام الهيئة الموسيقية في ميونخ وكذلك في فيينا بحضرة ماريا تاريزا
امبراطورة النمسا.
عندما بلغ سن السابعة عزف أمام الأسرة الملكية في كل من فرساي وباريس. بعد ذلك ذهب مع
والده إلى بريطانيا وعزف أمام الملكة شارلوت. وفي بريطانيا ألف سيمفونيته الأولى التي أذهلت
الجمعية الملكية نظراً لمعرفته العميقة بالموسيقى وأسرارها. وقد عقدت الدهشة ألسنة أساتذة
الجامعات الأوروبية وهو يقوم أحياناً بتنويعات تلقائية على بعض النغمات ثم يأخذ عصا والده
ويجعل منها حصاناً يركبه ويخب به في القاعة الملكية.
بعد ذلك طلب رئيس أساقفة سالزبورغ من والده كي يعود مع ابنه إلى المدينة ولدى عودتهما
وضع الإبن في غرفة منعزلة وقد أقفل بابها وطلب منه تأليف أوراتوريو (نشيد ديني يتم أداؤه
بأصوات فردية مصحوبة بجوقة وفرقة موسيقية) وقد فعل ذلك ليبرهن أن الإبن ليس نابغة كما
يشاع عنه بل أن شهرته تقوم أصلا على النفاق والتضليل. لكن المحروس يوهان ألف المقطوعة
مؤكداً بذلك لغبطة البطريرك أنه قدها وقدود! وبعد ذلك بأسابيع قليلة تم عزف الأوراتوريو في
كنيسة صاحب الغبطة نفسه!
في العام 1769 قصد الصبي إيطاليا ليتعلم بعض الموسيقى الإيطالية وقد عزف أمام الجماهير
المنذهلة في كل من ميلانو وبولونيا وفيرونا ونابولي وروما ثم حصل على لقب كافاليير من
الحبر الأعظم نفسه إضافة إلى وسام المهماز الذهبي وهي تكريمات لا تمنح إلى للعظماء والنبلاء.
وفي ميلانو أيضاً قام بعمل فذ لا نظير له، إذ دوّن من الذاكرة المقطوعة الموسيقية (ميزاريري)
الخاصة بقداسة البابا التي يحظر إخراج نسخ منها من الكنيسة البابوية.
في ميلانو ألف أوبرا ميتريداتي وعمره لا يتجاوز الأربعة عشر عاماً، فتم إنشادها على مدى
عشرين ليلة متوالية دون توقف. وفي عام 1775 ألف أوبرا في كارنيفال ميونيخ وكل مقطع منها
كان يقابل بتصفيق حاد وحماس منقطع النظير.
في سن الثانية والعشرين ذهب إلى مدينة مانهايم الألمانية وشرع بالتدريس والتأليف، حيث بدأت
مآسي حياته تتبدى له. سكن مع إحدى العائلات وهام بحب الإبنة ألوسيا التي كان يدربها كي
تصبح مغنية أوبرا. بعد ذلك بقليل ذهب إلى باريس بصحبة والدته حيث راح يعمل بجد واجتهاد.
فجأة توفيت أمه فعاد موزارت إلى مانهايم ليكون قرب حبيبته. لكنه وجدها قد أصابت حظاً من
نجاح بفضل تعليمه لها فشمخت بأنفها وتكبرت عليه فلم تستقبله، فعاد إلى مسقط رأسه سالزبورغ
والحزن ينهش قلبه حيث ألـّف بعض القداسات والأوبرات.
في سن السادسة والعشرين عاد إلى فيينا فتعرف على كوستانزا شقيقة حبيبته الأولى ألوسيا
فتزوجها بالرغم من معارضة والده لذلك الزواج.
بعد زواجه وعلى مدى حوالي العشر سنين راح يكدح ليل نهار في التعليم والتأليف وإحياء
الحفلات الموسيقية بسرعة عجيبة. أما زوجته التي يقال بأنها كانت أنانية، سقيمة ومتقوقعة فقد
نغصّت عليه حياته وأرهقته بالديون. وكانت تقيس نجاحه بمقدار المال الذي يكسبه. وفي خضم
تلك التجارب الصعبة ألف أعظم أوبراته مثل فيغارو والفلوت السحري ودون جيفاني التي لن
تفقد شعبيتها ما دام على الأرض أناس يتذوقون الموسيقى الراقية ويعرفون قيمتها.
همه الأوحد كان التحرر من ديونه الباهظة فواصل العمل حتى أصيب بالإعياء وراح يشعر بدنو
أجله وهو في سن الخامسة والثلاثين.
في عامه الأخير أتي إليه أحد النبلاء النمساويين وعرض عليه مبلغاً من المال لقاء تأليف
مقطوعة جنائزية دون أن يشرح له السبب من وراء طلبه ذلك. قبل موزارت العرض وشرع في
العمل. لكن الوهن راح يدب في أوصاله ومع ذلك فقد جاهد نفسه لإنهاء تلك المعزوفة المحزنة
التي كان الغرض منها في الأساس أن تعزف في جنازته دون أن يخطر له ذلك على بال.
في خريف 1791ولدى عودته من إحدى جولات عمله لاحظت زوجته الذبول غير العادي الذي
اعتراه والضعف الذي ألمّ به فحاولت إسعافه لكن دون جدوى. إذ في الخامس من كانون الأول 1791
وبينما كان يشرح الطريقة التي ينبغي أن يعزف بها اللحن الجنائزي غاص في وسادته وفارق الحياة.
لقد كان على درجة كبيرة من الفقر بحيث أن جنازته كانت غاية في البساطة. وبما أن يوم وفاته
كان ماطراً وعاصفاً فلم يشيعه أحد من أصدقائه إلى مقبرة الفقراء.
مرت فترة لم تزر خلالها زوجته المقبرة، ولما ذهبت لزيارة قبره وجدت أن حفار القبور قد نبش
قبر زوجها ورفع عظامه من القبر ليدفن فقير آخر مكانه.
فيما بعد تم تشييد نصيب تذكاري فخم له فوق ضريح فارغ لأن أحداً لا يعلم أين ذهبت رفات
العبقري الخالد موزارت.



قطعة يورو نمساوية تحمل صورة موزارت
ومن أشهر أعماله الفنية :
" عـــــرس فيغاروا "

تعتبر هذه الأوبرا من اشهر اعمال موزارت و هي مبنية على المسرحية
الفكاهية التي الفها بيير بومايشيز و التي تحمل نفس الإسم. القصة هي
عن كونت اشبيليا اللعوب المفيفا و تحرشه بخادمته سوزانا و التي على
وشك الزواج من خادمه فيغارو. زوجة الكونت روزينا سأمت من حركات
زوجها و تحرشه بكل الإناث في القصر لذلك تآمرت مع الخادمة بأن تتنكر
بزيها و تحاول ان تغوي زوجها الذي يعتقد انها الخادمة! كل هذا ينتهي
بعد ان تفصح الزوجة عن هويتها مما يشعر الكونت بالمهانه امام جميع
الخدم الذين لديهم علم بالمؤامرة. في المشهد الأخير يعتذر الكونت لزوجته
و يطلب الصفح و الغفران و يوعدها انه يتوب عن خيانته المستمرة لها.
عرضت الأوبرا لأول مرة في فيينا في 1786. و من الجدير بالذكر ان
الإمبراطور جوزيف الثاني حضر عرض المسرحية كونها تسخر من طبقة
النبلاء، لكنه سمح بها بعد ان حولها موزارت الى اوبرا
" الناي السحري "

  • Currently 140/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 1602 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2010 بواسطة wwwalzra3acom

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

548,355