جروح لا ترى
الاعتداء العاطفي أو النفسي قد لا يترك ندوبا وجروحا ظاهرة مثل الجسدي لكنه أخطر، يترك جروحا غائرة لا ترى، لكن تقتل. النزيف الداخلي أشد مكرا من النزيف الخارجي.
المشكلة أنك تنزف، لكن لا أحد يعرف أنك تنزف. وأنت تموت ولا أحد يعرف أنك تموت، عكس الجسدي الذي يشاهده الجميع فيهبون لمساعدتك وقد ينقذونك.
وهنا بعض الأفكار لمواجهته راجيا أن تساعدكم قليلا للتعاطي معه:
1 - لا تعط أحدا فرصة أن يتجاوز حدوده، لن يستطيع أحد التسلط عليك إلا إذا انحنيت له. حتى الطفل الصغير إذا سمحت له أن يسيء لك فسيفعل، فكيف بالكبير؟! نحن سمحنا للكثيرين بأن يتمادوا معنا. ارفعوا أمامهم لافتة: قف من خلال حزمكم وصرامتكم. يجب ألا نسمح لأي شخص مهما كان قربه أن يتعرض لنا بسوء. إذا لم نضع حدودا وحواجز سنصبح أرضا مستباحة، الكل ينتهكها ويرمي فضلاته في أرجائها.
2 - لا تجعل أحدا يفقدك ثقتك بنفسك، إذا خسرت ثقتك بنفسك فلن يمنحك إياها أحد. أنت عظيم بقدراتك ومهاراتك وأدواتك التي وهبك الله إياها. اعتز بنفسك ولا تجعل أحدا يسلبك ثقتك وكرامتك الغالية.
3 - إنه ضعيف: الذي يعتدي عليك جسديا وحتى لفظيا ضعيف. يحاول أن يوهم نفسه بأنه قوي بالإساءة إليك. لو أوقفته عند حده فسترتعد فرائصه، وتكتشف حجم ضآلته وضعفه البالغين.
4 - ضع معاييرك ودع الآخرين يحترموها إذا أرادوا البقاء في محيطك: مع الأسف بعضنا لا يضع معايير للتعامل معه. المعايير لا تكتب لكنها تلمس. يكتشفها الآخرون من خلال التعامل معك. أكثر الناس تعرضا للاعتداءات العاطفية والنفسية الأشخاص الذين لم يضعوا معايير واضحة للتعامل معهم، فاستمرأ البعض الإساءة إليهم.
5 - ارحل: إذا استمر هذا المسيء في إساءاته تجاهك فغادره غير مأسوف عليه. حذره مرة مرتين لكن الثالثة ثابتة. نحن من سمح لهؤلاء بالوجود في حياتنا. ونحن من نستطيع منحهم تذكرة الخروج النهائية. الشخص الذي يسيء إليك لا يستحقك سواء كان زوجا أو صديقا او قريبا.
ساحة النقاش