قصة اليوم

 

كان هناك شابا، توفي والده، فكان له أم تسهر على رعايته وتربيته، وتشتغل بالخدمة في بيوت الجيران، حتى تجمع له ولإخوانه المال، فلما كبر هذا الشاب ذهب إلى

الخارج للدراسة، وأتى بشهادة عالية، ولكن بعد ما غسل مخه وانحرف فكره! وتغيرت أخلاقه! ونسي فضل الأم، 

فلما أراد الزواج عرضت عليه أمه فتاة طيبة، صالحة، فكره ذلك ولم يتزوج بها، وذهب يبحث، كما يقول هو: عن فتاة تكون من بيئة أرستقراطية، يعني يريد الترف، يريد النعيم، يريد أناسا من بيئة معينة، فتزوج هذه الفتاة وجلست عند أمه في البيت ..

يقول: بعد ستة أشهر من الزواج، دخل فإذا زوجته تبكي، فقال مالك؟ قالت: أما أنا أو أمك! لا أستطيع أن أجلس مع أمك في هذا البيت، ولا أستطيع أن أصبر أكثر من ذلك.

يقول هذا الشاب في قصته: بعد ذلك غضبت وفي ساعة غضب نسيت فيها الواجب، طردت أمي من البيت، فخرجت أمي التي طالما سهرت على رعايتي وتربيتي وغادرت البيت وهي تلتفت إلي وتبكي، وتقول: يا ولدي أسعدك الله! 

يقول: بعد ذلك ذهب الغضب وذهبت السكرة، ورجعت الفطرة فذهبت أبحث عن أمي، فلم أجدها في ذلك الوقت، ورجعت إلى البيت، فاستطاعت هذه الزوجة بذكائها وجمالها أن تنسيني أمي الغالية، فانقطعت أخبارها عني، فأصبت بعد ذلك بمرض خبيث ودخلت المستشفى، وعلمت أمي بالخبر، فجاءت تزورني ..

يقول: وكانت زوجتي عندي، فقابلتها عند الباب ..

فقالت لها: ارجعي ابنك ليس هنا، ماذا تريدين منا؟

نحن لا نريدك ..

يقول: فرجعت أمي من المستشفى، وبعد ذلك خرجت أنا، ثم عدت مرة أخرى، وانتكست حالتي الصحية وفقدت الوظيفة التي كنت فيها، وتراكمت علي الديون، وتخلى عني أصدقائي وأصحابي، وهرب الناس من حولي.

يقول: في آخر ذلك كله جاءتني زوجتي يوما من الأيام، وقالت لي:

أنا لا أريدك طلقني! ما دام ليس لك وظيفة ولا مكانة في المجتمع، فأنا لا أريدك فطلقني!

 قال: فكانت تلك صفعة شديدة على وجهي، لكني بالفعل كنت أستحقها واستيقظت من السبات الذي أنا فيه ،  ....

وخرجت أهيم على وجهي، أبحث عن أمي وفي النهاية وجدتها، ولكن أين؟ في أحد الأربطة تعيش على صدقات المحسنين، وقد أثر فيها البكاء فبدت شاحبة ضعيفة، وما إن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها، وبكيت بكاء مرا، وما كان منها إلا أن شاركتني بالبكاء، واختلطت الأصوات وظللنا على هذا المشهد ساعة أو أكثر، بعد هذا أخذتها معي في السيارة إلى البيت، وآليت على نفسي طاعتها ما حييت.

يقول هذا الشاب: وأنا الآن أعيش أحلى وأسعد وأجمل أيامي مع حبيبة العمر، أمي حفظها الله تعالى، فقد تركت النساء بعد تلك المرأة. 

《إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ》[التائب من الذنب كمن لا ذنب له]

 أستغفر الله العظيم واتوب اليه 

استغفر الله العظيم واتوب اليه 

استغفر الله العظيم واتوب اليه 

 

 

 

المصدر: قصص التائبات والتائبين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2019 بواسطة wshatnawi

ساحة النقاش

Wael Shatnawi

wshatnawi
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,467