من القصص الواقعية الطريفة للشيخ علي طنطاوي رحمه الله تعالى  ...

 

اللــصُّ الــتــقــي🌴👍

 

هذه قصة 🌷من أعجب القصص التي سمعتُها في حياتي ..يخبرنا الشيخ علي الطنطاوي بأن في هذه القصة من الطرافة أكثر من المنفعة منها ، وهي واقعة يعرف أشخاصها وظروفها ..فقال رحمه الله تعالى :

 هي قصةشاب فيه تقى وفيه غفلة ،😄في آن واحد .... طلبَ العلم ، حتى أصاب منه حظاً ،.... 

قال الشيخ له ولرفاقه : لا تكونوا عالةً على الناس ، فإن العالم الذي يمدُّ يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير ، فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها ، وليتق الله فيها . وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها ؟ فاضطربت المرأة وقالت : أبوك ذهب إلى رحمة الله ، فما لك وللصنعة التي كان يشتغل بها ؟ اذهب وتعلم أي صنعة ودعك من صنعة أبيك ..  فألح عليها وهي تتملَّص منه ، حتى إذا اضطرها إلى الكلام أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصاً 😎😱. فقال لها : إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌّ بصنعة أبيه ويتقي الله فيها . قالت الأم بحسرة : ويحك ! وهل في السرقة تقوى ؟ وكان في الولد ـ كما قلت غفلة ـ ، فقال لها : هكذا قال الشيخ . ثم ذهب فسأل وسأل وتابع السؤال ودرس وراقب والتقط الأخبار حتى عرف الطرق والوسائل التي يسرق بها اللصوص ، فأعد عدة السرقة ، وصلى العشاء ، وانتظر حتى نام الناس ، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ . فبدأ بدار جاره، ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى ، وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار .ومر بأخرى فقال لنفسه : هذه دار أيتام ، والله حذَّر من أكل مال اليتيم . ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واحدة ، ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن حاجته .فقال : ها هنا ، وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل ، فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال ، وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً ، فهم بأخذه ، ثم قال : لا ، لقد أمرنا الشيخ بالتقوى ، ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة أمواله ، لنخرج الزكاة أولاً .وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيراً جاء به معه ، وراح يراجع الدفاتر ويحسب ـ وكان ماهراً في الحساب خبيراً بإمساك الدفاتر ـ ، فأحصى الأموال وحسب زكاتها فأزاح مقدار الزكاة جانبا ، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات ، فنظر فإذا هو الفجر ، فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولا ..وخرج إلى صحن الدار ، فتوضَّأ من البركة وأقام الصلاة ، فسمع رب البيت ، فنظر فرأى عجباً ، فانوساً مضيئاً ، ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة ..فقالت له امرأته : ما هذا ؟ قال والله لا أدري ! ونزل إليه فقال : ويلك من أنت وما هذا ؟😳 قال اللص : الصلاة أولاً ثم الكلام ،😂 😂 فتوضأْ ثم تقدمْ فصلِّ بنا ، فإن الإمامة لصاحب الدار !! فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به ، والله أعلم كيف صلى !! فلما قضيت الصلاة قال له أخبرني من أنت وما شأنك ؟ قال : لص . قال : وما تصنع بدفاتري ؟ قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين ، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها . فكاد الرجل يُجَنُّ من العجب ، وقال له : ويلك ، ما خبرك ؟ هل أنت مجنون ؟ فأخبره خبره كله . فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ، ذهب إلى امرأته فكلمها ، ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا" وحاسبا" عندي ، وأسكنتك أنت وأمك في داري ، ثم جعلتك شريكي ؟ قال : أقبلُ .😃😃 وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد ! ( وهذه قصة واقعية ) ....👍👍👍

ليت للكثير فقه هذا اللص دون غفلته ، فالمشكلة أن للكثيرين الغفلة من غير تقوى .

{أضاء الله قلبا أنتم حاملوه ،  ويسر الله أمرا أنتم قاصدوه ،  وفتح الله بابا أنتم طارقوه ،  وحفظ الله بيتا أنتم ساكنوه ،  وأعطاكم من كل ما سألتموه ،  وحفظكم من كل سوءٍ مكروه }

.

المصدر: من مقالات الشيخ علي الطنطاوي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 2 فبراير 2019 بواسطة wshatnawi

ساحة النقاش

Wael Shatnawi

wshatnawi
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,526