<!--

<!--<!--<!--

هل تسألت يوما عزيزي القارئ  ما هي أهمية العمل  التطوعي أو ما هو مفهوم العمل التطوعي ؟

دعني أوضح لك أولاً مفهوم العمل  التطوعي فهوعمل  لوجه الله تعالى . لا يقدم نظير أجر معلوم و إنما هو عمل نابع من داخل إنسان مؤمن من أجل مساعدة الأخرين.

و ما قصدتُ هنا بقولي  مؤمن أي الإنسان الذي يدرك ما هي  أحب الأعمال إلى الله عز وجل و نبيه المصطفى  .

روى الطبراني عن ابن عمر -رضي الله عنهما-, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال

((إن لله تعالى عباداً اختصهم بحوائج الناس, يفزع الناس إليهم في حوائجهم, أولئك هم الآمنون من عذاب الله))

هل أمعنت التفكير عزيزي القارئ في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم لكي تعرف  من هم العباد الأمنون من عذاب الله تعالى  ؟

دعني أروي لك تجربة شاب يتضح من خلالها أهمية العمل التطوعي.

ولد شاب و ترعرع في مستوى معيشي مرفهه أي كان كل شئً يأتيه كما يفال على طبقاً من ذهب و لا يشعر بأى نوع من الحرمان فطوال حياته درس في أحسن المدارس و الجامعات اللتي تضم صفوة المجتمع أي بإختصار كان شاباً مدللا لأسرة ثريه و جاء يوم تخرجه من الجامعة و كان يظن أن كل ما خططه سوف يسير بإرادته و لكن إرادة الله فوق كل شئ فلم يحن إذن الله عز و جل أن يحظى بوظيفة أحلامة رغم تفوقهه في دراسته و طموحة المتوهج فقد شعر الشاب بيأس مريب لأنة ظن أنه زرع و لم يحصد فلجأ لصديقه الوفي  و هو أحدى كتب التنميه البشرية للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله فمن خلال ذاك الكتاب رأي أن من أهم عناصر التنميه البشريه هي مساعدة الأخرين دون مقابل فقرر الشاب الإنضمام إلى إحدى الجامعيات الخيريه لكي يتعرف على العمل التطوعي عن كثب .و وجد بالجمعية عددة أنشطة و منها ( الإطعام ,مكفوفين و ضعاف البصر , خدمات طبية و الخ ......

فقد قرر الشاب الإنضمام إلى بعض الأنشطة و منها مكفوفين و ضعاف البصر.فقد جمعه الله سبحانه بشيخا كفيف لكي يقرأ له  رساله الماجستير الخاصه به و ظل الشاب يحاول القراءة و للأسف سار يتلعثم خلال قرأته فلم يكن يتقن اللغة العربية نتيجة ان  كامل دراستة كانت باللغة الانجليزيه  فقد صارح الشاب الشيخ إنني لا أستطيع القراءة جيداً أيها الشيخ إذ ربما أضيع وقتك و لكن صمم الشيخ جعل ذاك الشاب يقرأ له. و بعد مرور عدة أشهر أتقن الشاب قرأءة و كتابة اللغة العربية و أكتشف مواطن جمال اللغة و أنها من أعظم لغات العالم هي لغة القرأن الكريم    و يأتي بعد ذلك قول الله سبحانه و تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:. فقد أكتشف ذاك الشاب موهبه رزقها الله تعالى بها و لكنه لم يكن يعيرها إهتماما و بعد تجربته فقد قرر أن يكون كاتباً فقام بكتابة عدة مقالات و قد وفقه الله عز و جل  بالفعل في نشر إحدى المقالات  .

فمن خلال تجربة هذا الشاب اللتي قصها على و بعد رؤيته للفقراء الجياع , المكفوفين , المرضي ,ذوي الاحتياجات الخاصة , أطفال الشوراع و أمثله عدة من حياة الفقر و الضنك.  أدركت أنه صار ينظر إلى الحياة بنظرة مختلفه تماما أي بنظرة أكثر عمقاً .فصار يحمد ربه على كل النعم اللتي وهبها الله أياها و أدرك القيمة الحقيقية للوجود .

و ما أود إيضاحة من خلال العمل التطوعي أنه  يمكن للمرء بأن يصل إلى أوج درجات السعادة الشخصية و الرضا بالنفس إذا أتبع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم
: ((أحبُّ الناسِ إلى الله تعالى أنفعُهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله سرورٌ يدخِله إلى مسلمٍ أو يكشِف عنه كربةً أو تقضِي عنه دينًا أو تطرُد عنه جوعًا، ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبّ إليّ مِن أن أعتكِفَ في هذا المسجد ـ يعني مسجدَ المدينة ـ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ الله عورته، ومن كظمَ غيظَه ولو شاء أن يمضيَه أمضاه ملأَ الله قلبَه رجاءً يومَ القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيّأ له أثبتَ الله قدمَه يوم تزول الأقدام، وإنَّ سوءَ الخلُق ليفسِد الدّين كما يفسِد الخلُّ العسل)) حديث رواه الطبرانيّ في الكبير وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وغيرهما، وسنده حسن عند المحقّقين من المحدّثين[1].