خالد غانم يكشف عن نوع من فلسفة آباي

كشف د خالد السيد غانم عن نوع من فلسفة عقدية للفيلسوف والحكيم آباي قونانباي  من خلال محاورة للفيلسوف العظيم آباي بين الإرادة والعقل والقلب، قائلا: " ذات مرة تنافست الإرادة والعقل والقلب على أيِّها أهم بالنسبة للآخرين، وذهبوا إلى العلم ليقضي بينهم بالحق، قالت الإرادة:

"أيها العلم، هِيْهِ كما تعلم بدوني لا يبلغ أحد الكمال في هذا العالم، أوَّلا المرء يبذل جميع جهده  في سبيل إدراك نفسه وهذا يتمّ بفضلي، والعبادة لله اللائقة تتم بفضلي أيضًا، لا تُكسب المهارة الوظيفية المناسبة، أوالمال الوافرإلا بالعمل والجد.

أو لست أنا أحذرهم من الخطيئة، والحسد، والشهوة، أوَ لست أنا لا أساعدهم على تجميع قواهم في اللحظة الأخيرة للبقاء على حافة الهاوية وأُخلِّص أنفسهم من وساوس الشيطان الرجيم؟ كيف يمكن أن يجادل معي هذان الاثنان ؟ ".

قال العقل: " فقط أنا الذي بي يعرف ما هو الضار أو السيء في الدنيا أو في الآخرة، أنا الوحيد الذي يفهم اللغة الخاصة بك، لا يقدر أحد أن يبحث عن الفائدة ولا يتجّنب الشر ولا  يستطيع إدراك المعرفة، وكيف يمكن أن يجادل معي هذان الاثنان؟ لأي شيء ينفعان بدونِي يا تُرى؟".

ثم قال القلب: "أنا ربّ الجسم البشري، الدم يأتي مني، والروح تمكث عندي، والحياة لا يمكن التفكير فيها بدوني، وكيف يمكن أن يجادل معي هذان الاثنان؟

أنا أُجْبِرُ المرء المستلقي على سريره في المنزل الدافيء على التفكير في حالة الفقراء الذين ليس لديهم السرير والملابس مثل الذي عنده وهم جياع دون طعام، أنا أحرمهم النوم وهم يفكرون في  الرحمة بالآخرين، أنا أجبرهم أن يشعروا بتوقير الكبير والعطف على الصغير، ولكنهم لا يستطيعون المحافظة عليَّ نقيًّا؛ بل في النهاية يعانون من ذلك بأنفسهم.

إذا كنت نقيًّا أود أن لا يتمايز الناس، أنا أحب الفضيلة والخير وأكره الشر، إن الإنسانية والضمير والرحمة والعطف كل ذلك مني، ما حالُ هؤلاء دوني؟ كيف تجرؤ على أن تجادل معي؟

وقال العلم بعد الاستماع إليهم:

- "أيتها، الإرادة، الحق معك، إنَّ لديك العديد من المزايا والتي لم تذكر، لا شيء يمكن أن يتحقق دون مشاركتك، ولكن عندك القوة والقسوة في نفس الوقت، ولديك المنفعة والضرر معًا، إنّك تتمسك بالخير مرةً، وتميل إلى الشرّ مرة أخرى، هذا  هو خطأك أنت..

- أيها العقل، وأنت بالحقّ، إنه من المستحيل تحقيق شيء دونك، إنك تعرّف بالخالق، أنت تعرف أسرار العالمين، ولكن هذا لا يقلل من أهميتك.

إنّ العمل والدهاء أيضا يأتيان من عندك، إنّك تساند  الخير والشر معًا، ماذا نختار هذا هو عيبك.

ومن مهمتي تحقيق السلام بين ثلاثتكم.

- ولكن سيكون القلب أميرًا وسلطانًا في الجسم، والعقل لديك كثير من الطرق والمسارات، أما القلب فلا ينساق وراء كل واحد منهما، يحبّ القلب الخير حبًّا حتى يفرح منه فرحًا، ولا ينزوي وراء السيئات، إلا إذا أكْره، وسوف يطرد باشمئزاز.

- أيتها الإرادة، لديك كثير من القوة والشجاعة، ولكن القلب لا يسمح لك أن يتحرّك بإرادتك، في سبيل عمل الخير هو يُجبرك أن تُنفق كثيرًا من القوة والجهد، أما عندما يظهر الشر فيجعلك مشغولة بالخير، لذلك يجب عليكم أيتها الثلاثة أن تتعاونوا معًا، ويكون القلب أميرًا عليكم، وكل هذا قول العلم، إذا كان السلام موجودًا في الثلاثة جميعًا وفي شخص واحد، فهذا هو الإنسان الكامل، إذا لم يحدث  اتفاق بينهم، فأنا سأختار وأرجح القلب، لقد ذكر في الكتب السابقة أن نحافظ على طهارة القلب؛ لأنّ الله يرقبه دائمًا(من كتاب الأقوال - القول السابع عشر) .

يذكر أن الدكتور خالد غانم أحد الرموز العلمية البارزة في كازاخستان ولذلك تم تكريمه من رئيس كازاخستان بوسام الصداقة وهو أعلى وسام يمنح للأجانب ، وهو ابن من أبناء مصر الذين لهم اسهامات متنوعة نحو التراث والعلم .