الآمن الحَيوي ضرورة حَتمية في مزارع الدواجن

  

 

 

مع الانتشار السريع لفيروس أنفلونزا الطيور القاتل H5N1 في كثير من دول العالم وحصده الملايين من الطيور والعشرات من البشر، هذا ما يدعونا كمتخصصين سواء في صحة الإنسان أو الطيور إلى بحث الأسباب الحقيقية وراء هذا الانتشار الخاطف لهذا المرض. ولهذا فأنه من الضروري توجيه رسالة صارمة لكافة مُربي الدواجن سواء في المزارع الكبيرة أو حتى على نطاق التربية المنزلية لكوني أحد المتخصصين في علم تربية الدواجن وأحد الذين تألموا بشدة من تلك الخسائر الفادحة التي مُنيت بها دول عربية وأجنبية كثيرة من جراء إعدام الملايين من أصول الدواجن والقطعان التجارية ومن جهة أخرى كوني من الذين يخشون على الحياة البشرية من أي خطر يهددها أو يحاول النيل منها مثل الأوبئة وغيره من مستجدات عصرنا الدائم التطور والتغير. أما عن رسالتي التي أتحدث عنها فهي ضرورة إعادة نظر صغار وكبار مُربي الدواجن والقائمين على تلك الصناعة الضخمة أيضا إلى أهمية إتباع معايير الآمن الحيويBio-security في مزارع الدواجن وعمل برنامج قومي جاد هدفه التوجيه والتوعية والمراقبة يَكفل التطبيق الكامل لتلك المعايير في حظائر الدواجن. ولعلنا أيضا يجب أن نتنبه إلى أن الخسائر الهائلة التي تعرضت لها العديد من دول العالم نتيجة تفشي وباء الأنفلونزا بين قُطعانها الداجنة نتج عن فشل تلك الدول في التعامل مع تلك الأزمة والتي يمكن أن أُجملها في ثلاثة مراحل هي: الفشل في إدارة ما قبل الأزمة (كافة الاستعدادات لاحتمال حدوث خطر ما)، إدارة الأزمة (أي كيفية التعامل مع الخطر القائم بمجرد حدوثه)، ثم إدارة ما بعد الأزمة (كيفية التعامل مع الآثار التي تخلفت عن الخطر)، وهذا الفشل الواضح آلَ في النهاية إلى تضخم الآثار الناتجة عن أزمة أنفلونزا الطيور سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى العالمي، حيث أُغلقت الكثير من الحظائر وتشرد الملايين من العمال الذين كانوا هم محور قيام تلك الصناعة، ونتيجة إلى ذلك انخفضت معدلات الإنتاج بشكل كبير وانخفضت الكميات المعروضة من الدواجن ومنتجاتها مما أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعارها بشكل مُبالغ فيه، وفي النهاية إلى تأثيرات سلبية كبيرة على المُستَهلك ذو القوة الشرائية المحدودة والذي كان يعتبر الدواجن ومنتجاتها البديل الكفء والرخيص للحوم الحمراء في ذات يوم. إن إتباع معايير الآمن الحيوي في مزارع الدواجن هو الطريق الحتمي الأكثر آمناً لتلافي انتشار الأوبئة الحيوانية بشكل عام وبالتالي الحفاظ على صناعة الدواجن وازدهارها من جديد وأن يعود الدجاج مرة أخرى ليكون وجبة الفقراء والأغنياء على حد سواء. ولعل السرد التالي لمعايير الآمن الحيوي ليس بالجديد على كافة المُتخصصين في مجال الإنتاج الداجني ولكن من المهم إعادة تفعيل تلك المعايير والتأكد من إتباعها بغية الوصول في النهاية إلى استئصال كامل لكافة الأوبئة التي تُصيب قُطعاننا الداجنة:

-         أن يَبعُد موقع المشروع الداجني عن أقرب نشاط داجني أخر بمسافة لا تقل عن 500-1000 متر طولي.

-         لا تقل المسافة بين مساكن حضانة الكتاكيت ومساكن الدجاج الكبير عن 100 متر أو أكثر، وأن تبتعد وحدات التحضين عن بعضها البعض بمسافة 30 متر على الأقل.

-         التخلص الآمن من الطيور النافقة بما لا يضر بالبيئة المحيطة وذلك من خلال عمل مَحرقة ذات أبعاد مناسبة لتحويل النافق إلى سماد.

-         عقب نهاية كل دورة تسمين لابد من إخلاء المزرعة تماما من جميع الطيور.

-         إذا وجدت حشرات مثل الخنافس في الفرشة فأنه من المهم استعمال المبيد الحشري المناسب بعد إخلاء المسكن من الطيور مباشرة وكذلك بعد تطهيره.

-         إزالة الفرشة بالكامل ونقلها بعيدا عن المزرعة.

-         تنظيف المبنى بالكامل من جميع الأتربة والمخلفات مع الاهتمام بالأماكن التي يمكن إهمالها مثل مداخل الهواء وصناديق مراوح التهوية..الخ.

-         نقل جميع الأدوات والمعدات التي يمكن تحريكها مثل الحضانات المتنقلة والمساقي والمعالف إلى مكان نظيف حول المسكن لغسلها وتطهيرها.

-         غسل جميع الأسطح الداخلية للمبنى بعناية تامة بما في ذلك جميع الأدوات الثابتة والمعلقة والمنطقة المحيطة بها وذلك باستعمال مُنظف عام عن طريق الرش بموتور ذو ضغط عالِ.

-         تطهير الأجزاء السفلى من المبنى بطريقة الإغراق للتخلص من الميكروبات الممرضة وذلك باستعمال مُطهر واسع المدى.

-         تنظيف جميع الأدوات داخل المبنى باستعمال مُنظف عام ثم باستخدام مُطهر واسع المدى.

-         بعد تمام جفاف المبنى من الداخل توضع الفرشة بعناية وبطريقة منتظمة ويعاد تركيب المعدات التي سبق فكها. ثم يُغلق المبنى ويتم تدفئته إلى 21 °م وبعد ذلك يتم تبخير المبنى من الداخل بغاز الفورمالدهيد. بعد 24 ساعة من انتهاء عملية التبخير يُعَادل غاز التطهير بغاز الأمونيا بالقدر المناسب ثم يفتح المبنى.

-         الاهتمام بخزانات وصوامع العلف ويراعى أن تُعبأ كميات العلف المتبقية من الدورة السابقة، وكميات العلف الغير مستعملة وتنقل خارج المزرعة، ثم تُنظف جيدا ويُجرىَ عليها عملية التبخير بأنسب الطرق حسب درجة قدمها وتصميمها. مع الأخذ في الاعتبار الحالة الصحية للقطيع الذي انتهت فترة تربيته وذلك عند نقل هذا العلف المُتبقي لمزرعة أخرى.

-         يجب صرف المياه المتبقية من خزانات المياه وخطوط المساقي صرفا تاما ثم تُغسل بمُطهر مُناسب مسموح باستخدامه، ثم تُشطف بعد ذلك بماء نظيف عدة مرات لإزالة أي آثار متبقية للمُطهر المُستَخدم.

-         يجب وضع خطة مُحكمة للسيطرة على القوارض مثل الفئران، وكذلك عدم السماح للطيور البرية والحيوانات المنزلية بدخول مَسكن الدواجن خاصة عندما يكون خاليا من الطيور.

-         يجب الحفاظ على المكان حول مَسكن الطيور خاليا من النباتات العشوائية.                          

-         يجب الحد من الزائرين إلى أدنى مستوى وفي حالة الضرورة القصوى يزود كل زائر بالملابس الواقية والأحذية المتوفرة بالمزرعة، كما يجب الاحتفاظ بسجلات لجميع الزائرين.

-         يجب التأكد من وجود دورات مياه ومن أنها تعمل بشكل جيد كما يجب التأكد من سهولة الوصول إليها من جميع العاملين في الموقع والزائرين.

-         يجب توافر مَغطس للأقدام وممتلىء بمطهر مناسب عند مدخل كل مسكن مع الحرص على المداومة على ملئهِ وصيانتهِ باستمرار.

 

-         يجب توافر مَغطس لإطارات السيارات أو توفير إمكانيات لرشها عند بوابة الموقع، مع مراعاة أن يسمح فقط للمركَبات الضرورية بالدخول.

-         يجب أن تظل أبواب كل المباني مُغلقة طوال الوقت وذلك لدواعي الأمن والوقاية.

-         يُنصَح بأخذ مَسَحات من داخل المبنى ومن المنطقة المحيطة به وذلك لإجراء الفحص البكتريولوجي، وتُستخدم طرق تقدير عدد البكتريا الحية الكلي في وحدة المساحة للوقوف على الحالة البكتيرية والتي تكون مُفيدة بصورة خاصة لتقييم مَدى كفاءة إجراءات تنظيف وتطهير المَسكن.

المصدر: بقلم: د. صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
white-chicken

Moh.Galal

  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
38 تصويتات / 849 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2011 بواسطة white-chicken

ساحة النقاش

محمد جلال رمضان

white-chicken
محمد جلال رمضان اعمل كمحاسب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,163,852

سنظل دائما في رباط

اتمني من الله العزيز الجبار ان تسير مصر للامام بشبابها ورجالها المخلصين وان نصبح واحدا مثلما كنا ولا املك حاليا سوي التمني بعد ان تركتها عن مضض ولكني سأعود لا محاله
 (محمد جلال)