المصدر الحيوانى ام النباتى فى تغذية الدواجن
المصدر الحيوانى ام النباتى فى تغذية الدواجن استخدمت و لعدة سنوات المواد ذات الأصل الحيوانى في تغذية الدواجن و بخاصة منذ بدء الاهتمام بالتربية المكثفة للدواجن فى المزارع, و نظرا لاختلاف تركيب الجهاز الهضمى و طبيعة الهضم فى الدواجن عن الحيوانات المجترة أو الكبيرة (مثل الأبقار و الجاموس) و كذلك عدم قدرة الدواجن على تكوين الأحماض الأمينية الضرورية داخل أجسامها (و الاحماض الامينية هى الوحدات البنائية التى يتكون منها البروتين) و نظرا لزيادة الاحتياجات من هذه الاحماض الأمينية اللازمو للنمو و الانتاج, و أيضا لاحتواء المصادر الحيوانية على بعض العناصر الغذائية الغير متوافرة بنسب كافية فى المواد ذات الأصل النباتى و بخاصة الأحماض الأمينية الضرورية, كل هذه العوامل أدت الى زيادة الاهتمام باستخدام مواد العلف الأولية ذات الأصل الحيوانى فى تغذية الدواجن و قد أعطت مردودا إيجابيا من ناحية معدلات النمو و الانتاج. و من تلك المواد ذات الأصل الحيوانى المستخدمة فى أعلاف الدواجن كلا من مسحوق السمك و بخاصة المعامل حراريا منه و كذلك مسحوق اللحم و مسحوق اللحم و العظم و مسحوق مخلفات ذبح الدواجن و مسحوق الدم و مخلفات صناعات الألبان. و تعتبر البروتينات الحيوانية ذات قيمى غذائية عالية بالمقارنة بالمصادر النباتية لإنها تتكون من تركيبة متكاملة ومتوازنة من الاحماض الامينية و بشكل مشابه لما هو موجود فى اجسام الدواجن و بالتالى فان الاستفادة منها تكون اعلى عن البروتينات النباتية, كما ان البروتينات الحيوانية تسد النقص فى الحمض الأمينيى اللايسين الذى تفتقر الحبوب الغذائية النباتية اليه و كذلك يسد النقص فى الحمض الامينيى الميثيونين الذى يقل وجوده فى كسب فول الصويا (الذى يعتبر أشهر وأكثر مصادر البروتين النباتى استخداما فى علائف الدواجن), كما أن هذه المصادر الحيوانية مصدر جيد لكلا من عنصرى الكالسيوم والفوسفور اللازمين للعديد من الوظائف الفسيولوجية داخل الجسم, و كلك مصدر للكثير من الفيتامينات مثل مجموعة فيتامين ب . وللعلم فإن هذه المصادر الحيوانية اصبحت تدخل فى تركيب علائق الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب فى كثير من الدول. و لكن نتيجة لظهر بعض المشكلات و بخاصة فى الحيوانات الكبيرة مثل الأبقار مثل جنون البقر و الحمى القلاعية و التسمم بالديوكسين و التى حصلت فى كثير من الدول الأوروبية, و كذلك خوف المستهلكين من تناول لحوم الحيوانات المغذاة على علائق ذات أصل حيوانى, أدى ذلك الى قيام اللجان الزراعية و حكومات دول الاتحاد الأوروبى الى منع استخدام هذه الواد فى علائق الابقار و الاغنام و الدواجن, خوفا على صحة الانسان من هذه الامراض و تنفيذا لرغبة المستهلكين. وكذلك فإنه فى حالة تربية أصول و جدود الدواجن فإنه يتم تغذيتها على علائق نباتية نظرا لان البروتين الحيوانى و بخاصة المصنع منه بطريقة سيئة يعتبر مصدرا لبعض الميكروبات التى تنتقل للدواجن و بخاصة السالمونيلا و الميكوبلازما, بالاضافة الى ذلك هناك تخوف شديد لدى الكثيرين من كثرة استعمال المضادات الحيوية فى تغذية و علاج الدواجن بسبب او بدون سبب فى كثير من مزارع الدواجن مع استعمال بعض الهورومونات فى التغذية (ولو أنه محرم دوليا استعمالها حاليا), و نتيجة لذلك فانه توجد بعض المتبقيات من هذه المواد فى اجسام و لحوم الدواجن و هنا تكمون خطورتها على صحة الانسان. ومن هنا فقد لجأت العديد من المزارع والكثير من الدول الى الاعتماد على المواد ذات الأصل النباتى فى تغذية الدواجن لتحل محل المواد ذات الأصل الحيوانى , لكن هنا لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن هذه المواد النباتية سوف تزيد من أسعار الأعلاف بنسبة تصل الى 10% و هذه بدوره سوف يرفع من أسعار الكيلو جرام الحر و المذبوح من لحوم الدواجن. ومن ضمن المصادر ذات الأصل النباتى التى يمكن استخدامها فى علائق الدواجن كلا من كسب فول الصويا (والكسب هو المادة الناتجة والمتبقية من عصر الحبوب و البذور لاستخراج الزيت منها) و كسب الصويا مصدر جيد للبروتين و يحتوى على نسبة جيدة من الحمض الامينى اللايسين, و من المصادر النباتية الأخرى كلا من كسب دوار الشمس و كسب القطن المقشور و كسب بذور اللفت و جلوتين الذرة و غيرها, الا انه يعيب كلا منها أحد العيوب. وهنا يجب التنويه على أهمية تنوع مصادر البروتين النباتى فى علائق الدواجن و ذلك لكى تكمل بعضها البعض من حيث محتواها من العناصر الغذائية. و على الرغم من استخدام المصادر النباتية فى بعض البلدان والمزارع حاليا فى تغذية الدواجن الا ان هناك عيوب تنتج عن استخدام مثل هذه المصادر النباتية ومنها: 1- قد يكون هناك صعوبة كبيرة فى الحصول على أكثر من مصدر نباتى لكى تكمل بعضها البعض فى محتواها من العناصر الغذائية و تعويض النقص فى العناصر الغذائية المطلوبة. 2- ارتفاع اسعار و تكلفة العلف نتيجة استعمال المواد النباتية, وبالتالى زيادة اسعار لحوم الدواجن فى النهاية. 3- غياب العوانل الغير معروفة Unidentified factors فى النباتات و التى يعتقد أن لها دور كبير فى النمو, بالاضافة الى ظهر عوامل مضادة فى الغذاء لا بد من ا لتغلب عليها قبل استعمال المصادر النباتية مثل البقوليات. 4- الحاجة الى استعمال الزيوت بنسبة عالية لتعويض النقص الذى يحدث فى الطاقة فى أعلاف الدواجن و هذا سوف يتطلب مجموعة من الاجراءات الأخرى مثل ضرورة اضافة نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة فى العلف وسوف يؤدى الى مشاكل و معوقات فى صناعة العلف المحبب pellted ration للدواجن و يؤدى الى تغيرات فى الشكل الفيزيائى للعلف الناتج مثل ا للون و القساوة و القابلية للتفتت, الأمر الذى قد يلعب دورا فى تغيير سلوك الطائر و عاداته الغذائية. 5- ضرورة استعمال الزيوت الغير مشبعة فى فى الاعمار المبكرة و الزيوت الغيرمشبعة فى الفترة المتأخرة من التربية منعا لتشحم دهن الذبيحة مما يجعل المستهلك لا يقبل عليها مع حدوث تغير فى رائحة و لون اللحم والتأثير على وزن الذبيحة النهائى. 6- هناك نقطة هامة لا بد من الانتباه لها عند استبدال المصادر النباتية بالحيوانية و خاصة اضافة المزيد من كسب فول الصويا, و هى كميات البوتاسيوم, حيث استعمال كميات كبيرة من كسب فول الصويا فى العلف سوف يؤدى لرفع محتوى العلف من البوتاسيوم و هذا بدوره سيؤدى الى زيادة استهلاك الماء لدى الطيور و ارتفاع حساسية الطيور للإصابة بالاسهالات ناهيك عن ا لمشاكل التى سوف تحدث لزيادة رطوبة الفرشة و انتشار الكوكسيديا العدو الاول للدواجن. 7- مصادر البروتين النباتى يقل محتواها من الفوسفور و الكالسيوم بالمقارنة بالمصادر الحيوانية, لذا لا بد من اضافة مصادر اخرى تحوى هذين العنصرين الهامين واللازمين للعديد من الوظائف الحيوية الهامة بالجسم. و بناءا على ما سبق, فإنه فى رأيي فإن استعمال المصادر النباتية فى فى علائق الدواجن ليس بالأمر السهل و الهين و لا بد من دراسة الموضوع من كل جوانبه, مع الاخذ فى الاعتبار كافة النقاط و الاعتبارات المطلوبة للتغلب على المشاكل التى تنجم عن استعمال هذه المواد. ولفض لاشتباك القائم حول استخدام اى من هذه المصادر فى تصنيع علائق الدواجن, فيمكن اقتراح بعض النقاط التالية: 1- يمكن تقليل محتوى أعلاف الدواجن من المصادر الحيوانية و ليس اللجوء الى اسلوب منعها منعا نهائيا بل يتم تقليل مستواها فى الاعلاف مع الاعتماد على مصادر جيدة منها مثل منتجات اللبن الثانوية (مثل الشرش و غيره). وهو ما يتمشى مع الطبيعة حيث نجد الكثير من الطيور تتغذى على بعض الحشرات والديدان من الارض مما يدل على احتياجها للكثير من العناصر الغذائية ذات الاصل الحيوانى. 2- لا بد من قيام الحكومات و يعاونها المؤسسات و الجمعيات العلمية و الأهلية بدرو رقابى فى تحليل عينات من هذه المصادر الحيوانية و الكشف عن وجود أى متبقيات بها مع وضع حدود امنة لهذه المتبقيات و عدم السماح بتداول اى منتج يتجاوز الحدود المسموح بها من المتبقيات فى الانسجة, و فى هذا الشأن يمكن التوسع فى استخدام المساعدات الحيوية Probiotics او ما يطلق عليها البدائل الطبيعية للمضادات الحيوية و هذه المواد تحفز على النمو و تساعد فى زيادة قدرة الطائر على مقاومة المسببات المرضية. 3- يمكن اللجوء الى استخدام البروتين الميكروبى Microbial protein أو البروتين البيولوجى Biological أو البروتين وحيد الخلية Single cell protein كما يطلق عليه و هو البروتين الناتج من استخدام الخمائر و البكتريا و الطحالب فى تغذية الدواجن بعد معاملتها و معلجتها بالطرق المناسبة و طحنها لتصبح فى صورة جيدة و هذه المصادر تحتوى على بروتين يصل الى 80% و غنية فى محتواها فى كثير من الاحماض الامينية و الفيتامينات والاملاح المعدنية, و تعمل على زيادة معدل النمو و تقليل نسبة النافق بين الطيور و زيادة نسبة التصافى فى الذبائح. 4- التوسع فى استخدام الاحماض الامينية الصناعية و خاصة بعد التقدم فى علوم الكيمياء حيث تنتج هذه الاحماض بصور صناعية و بتكلفة مناسبة, ولكن لا بد من التأكد من عدم احتواءها على مواد اخرى تضر بصحة الطيور و الانسان. 5- لا بد من استخدام بعض الانزيمات مع المصادر النباتية مثل استخدام إنزيم الفايتيز Phaytase عند استخدام المصادر النباتية للاستفادة من عنصر الفوسفور, مع مراعاة كيفية الاضافة الصحيحة للانزيمات اثناء تصنيع العلف لانها تت|أثر بالحرارة. 6- يمكن استخدام مصادر الدهون الحيوانية للعلائق النباتية لامدادها بالطاقة العالية اللازمة للاعلاف و لعدم التأثير على شكل و صفات الذبيحة, و كذلك خواص الاعلاف الفيزيائية
ساحة النقاش