تغذية الدجاج البياض
إعداد : المهندس مظهر عبد الحميد
مقدمة:
حققت صناعة الدواجن تقدماً مثيراً خلال السنوات الأخيرة وارتفعت إنتاجية الطيور بشكل كبير وبكفاءة عالية، وقد حصل هذا التقدم نتيجة الجهود الكبيرة في الأبحاث في مجالات متعددة أهمها الأبحاث التي تمت في مجال التحسين الوراثي، حيث تم التوصل إلى طيور ذات قدرة عالية على النمو وذلك في خطوط الطيور المنتجة للحم وطيور ذات قدرة عالية على وضع البيض في الطيور التي تربى لغرض إنتاج البيض، ولم يكن هذا التقدم ممكناً لولا أن الأبحاث التطبيقية في مجالات العلوم الأخرى قد واكبت أبحاث التحسين الوراثي.
فقد تم الوقوف على كافة متطلبات الطائر من العناصر الغذائية، وتقدم علم أمراض الدواجن وعلوم تصنيع التجهيزات..الخ. وهكذا فإن أقرب مايمكن أن يشبه به الطائر هو مصنع ذو طاقة معينة لتصنيع كمية معينة من السلع، فلابد لقيام المصنع بتصنيع كامل طاقته الإنتاجية من إعطائه الحد المطلوب من المواد الخام اللازمة لتكوين هذه السلع، وهكذا الطائر لايمكنه الوصول إلى الإنتاجية العالية إلا إذا توفرت له العناصر الغذائية اللازمة للوصول إلى هذا الإنتاج.
صفات الطائر البياض:
يتميز الطائر البياض بميله إلى إنتاج البيض وعدم ميله لتكوين اللحم وبالتالي فالطائر البياض صغير الحجم، وهكذا فإنه يتميز بانخفاض معدل استهلاك العلف مقارنة مع أنواع أخرى كالفروج أو أمهات الفروج ويميز نوعان من الدجاج البياض:
1- البياض المنتج للبيض: وهو أبيض اللون صغير الحجم يستهلك كميات قليلة من العلف ، عصبي المزاج ، حساس للأمراض ، لحمه غير مرغوب للاستهلاك عند تنسيقه وانتهاء فترة إنتاجه.
2- البياض المنتج للبيض البني: وهو ذو لون أحمر أو أسود حجمه أكبر من البياض الأبيض وبالتالي فهو يستهلك كميات أكبر من العلف، ويتميز عن البياض الأبيض بأنه يكون كمية أكبر من اللحم وعند تسويقه بعد انتهاء فترة الإنتاج يكون لحمه مرغوب أكثر من البياض الأبيض.
البياض البني ينتج كمية أقل من البيض عند مقارنته مع البياض الأبيض وهو أهدأ منه.
تقسم فترة حياة الدحاج البياض إلى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى: وتمتد من بداية العمر حتى عمر 8 أسابيع.
2- المرحلة الثانية: وتمتد من عمر 8 أسابيع وحتى عمر 20 أسبوع.
3- المرحلة الثالثة: وتمتد من 20 أسبوع وحتى تنسيق القطيع بعد انتهاء الإنتاج.
تختلف الاحتياجات إلى العناصر الغذائية في كل مرحلة عنها في المرحلة الأخرى، فينما نجد أن الطيور تحتاج في المرحلة الأولى إلى عليقة غنية نسبياً بالطاقة والبروتين وتسمى بالعليقة البادئة نجد أنها في المرحلة الثانية تحتاج إلى عليقة أفقر من محتواها من الطاقة والبروتين وتسمى عليقة النمو، بينما تحتاج في المرحلة الثالثة بحيث تقدم هذه العليقة العناصر الغذائية اللازمة لحفظ حياة الطائر ولإنتاج الحد الأعلى من الإنتاج الذي يمكن الوصول إليه في عمر معين وتسمى العليقة في هذه المرحلة بعليقة الإنتاج.
ومن الجدير بالذكر أن مايدعو إلى جعل عليقة النمو فقيرة نسبياً في محتواها من الطاقة والبروتين وبالتالي بقية العناصر الغذائية، الحقيقة التي مفادها أنه يجب تأخير نمو جسم الطائر لتحقيق التوازن بين نمو الأجهزة التناسلية فيه وبين بقية أجهزة الجسم، ويتم ذلك إما بتخفيض محتوى العليقة من العناصر الغذائية في مرحلة النمو، أو بتقنين الغذاء للطائر بحيث لايسمح له بالشبع بل يعطي كمية محدد من الغذاء ، بالتضافر مع برنامج إضاءة يسمح فيه بالإنارة لمدة محدودة من الساعات يومياً تختلف حسب عمر الدجاجة، كل هذا بقصد عدم السماح للطائر بالنمو بمعدل يزيد عن المعدل المخطط والذي يحقق التوازن المثالي بين نمو الأعضاء التناسلية وبقية أجهزة الجسم. إن زيادة وزن الطائر عن حد معين ينتج دجاجة كبيرة وبالتالي فإنها تنتج كمية أقل من البيض وذو حجم أصغر.
ورغم أن تهيئة الطائر وتحديد وزنه يتم بشكل أساسي في المرحلة الثانية إلا أنه خلال المرحلتين الأولى والثالثة أيضاً لا يسمح له باستهلاك كميات زائدة من العلف بقصد عدم السماح له بتجاوز حد معين من الوزن.
وتقوم الشركات المنتجة للعروق البياضة بتوزيع جداول تبين أوزان الطيور عند الأعمار المختلفة بالإضافة إلى كميات العلف المسموح بإعطائها للطيور حسب أعمارها حيث يكون هذا دليلاً للتربية فيقوم المربي بالمحافظة على طيوره ضمن الحدود المحددة في هذا الدليل، فالدليل يحدد أوزان الطيور أسبوعياً خلال المرحلتين الأولى والثانية، وبقدر ما يحافظ المربي على أوزان طيوره ضمن الحدود المسموح بها بقدر ما ينتج طيور جيدة وذات مقدرة عالية على إنتاج البيض، كما يحدد الدليل أيضاً جميع الأمور الأساسية المتعلقة بالتربية كالبرنامج الوقائي وبرنامج الإضاءة ومعظم التعليمات الفنية المتعلقة بالمشارب والمعالف والكثافة..الخ.
والجدول التالي يبين الأوزان الأسبوعية وكميات العلف المستهلكة الأسبوعية والإجمالية (التراكمية) لكل من الطيور البيضاء والبنية. وتعتبر هذه الجداول ذات أهمية عالية من حيث أنه يجب على المربي المحافظة على قطيعه ضمن الحدود المبينة في هذه الجداول، حيث أن زيادة الأوزان عن الأوزان المحددة تدل على أن الطيور قد استهلكت كميات كبيرة من العلف في المرحلة الأولى والثانية فإنها تبدأ بإنتاج البيض بعمر مبكر، أما إذا استهلكت كميات أكبر من العلف في مرحلة الإنتاج فإنها تكون الدهن في جسمها.
إن التبكير بالإنتاج وترسب الدهن في جسم الطائر يؤدي إلى انخفاض معدلات إنتاج الطيور من البيض.
ساحة النقاش