تذكرت يوم زفافك .. كم كان رائعا ،اجتمعت فيه العائلة من كل حدب وصوب ،ورغم السفر الطويل وعذابات قطار الصعيد ، كله ذاب وتبخر مع دقات الدفوف يوم فرحك ، وتوالت الايام والسنون ورزقت ب "هنادي وعلي" ثم "عرفة" الصغير الذي اختارته عقربة شاردة لتنهي اعوامه الستة بلدغتها في الاول من ذي الحجة منذ اربع سنوات , ليلة انقطع فيه الكهرباء عن قرية" عنيبة "وهي قرية نوبية - وانقطاع الكهرباء شيئ عادي بالنسبة لاهل القري النوبية ، رغم أنهم الأولي بكهرباء السد العالي ، ولما لا فقد ضحي النوبيون من اجله بكل غال لديهم – نعود الي "عرفة "الذي صادف انقطاع الكهرباء وايضا عدم وجود رعاية صحية مناسبة لمثل هذه الحالات الي موته رغم معرفة الجميع بأن هذه المنطقة سكنا للعقارب والثعابين. . وكأن القدر كان لك بالمرصاد وفي ذات اليوم من هذا العام - كان يوم موتك وبالسم ايضا الذي انتشرفي جسدك منك واليك وكنت حاملا في توأم ولم تجدي الطبيب الذي يخبرك بأن احد طفليك قد مات والاخر يحتضر ، وغادر من كان معك المستشفي دون أن يفتكوا بالطبيب أو يدمروا المستشفي..لا لأنهم جبناء ولكن لأنهم نوبيون , واجتمعت العائلة مرة اخري ولكن لكي تتقبل العزاء فيك ، وانا لله وانا اليه راجعون .. هذا بعض مما يعانيه اهل النوبة في الارض التي هجروا- بضم الهاء- اليها قهرا لا اختيارا !!
ساحة النقاش