كتبت: زينب إسماعيل
وأخيرا أصبح عندنا رئيس بعد منافسة شرسة وضرب تحت الحزام وفوقه ومعركة بين الحق والباطل واشاعات هنا وهناك، وفي أول خطاب له لشعب مصر أعلن الرئيس محمد مرسي: «لقد وليت عليكم ولست بخيركم، وإنني سأبذل كل جهدي لأوفر لكم الإمكانيات، فمصر للجميع وكلنا متساوون أمام القانون، وليس لي حقوق، وعلي أولويات، فأعينوني ما أطعت الله فيكم، وإن عصيته ولم ألتزم فلا طاعة لي عليكم» حسنا وصدقا ما جاء في الخطاب، وأظن ويظن البعض معي أنها كلمات ليست مرتجلة سريعة اقتضتها الظروف الانتخابية أو مجرد خطبة حماسية تستثار بها العواطف الجياشة لأمة فقدت الأمان والقائد، وإن دلت علي شيء انما تدل علي أنه لا قدسية للحاكم المسلم.. ونحن جميعا ننتظر الكثير وليس بالرئيس وحده تتحقق الآمال ! وهذا يأخذني إلي ظاهرة خبيثة استشرت في المجتمع المصري. وهي الجدل والمجادلة فما غضب الله من قوم إلا رزقهم الجدل، ومنعهم العمل. وهذه القضية سمة من سمات غضب الله علي القوم.. وقال فيها رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم): «ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتي إذا رأيت شُحًا مُطاعًا، وهوي متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام».. فهل بالجدل يمكن أن تتحقق المستهدفات الخاصة بالانسان المصري ومتطلباته بدءا من العيش والحرية إلي العدالة الاجتماعية ! نعم هناك من الملفات الخاصة والقضايا الشائكة التي تتنظر الرئيس تتطلب المتابعة والمراقبة وليس التشكيك والتخوين حتي نصل بها إلي حيز الحل وليس الربط والعقد ! مصر مازالت تحتاج الكثير من العمل والجهد وانتخاب الرئيس ليس آخر المطاف بل أوله، ودماء الشهداء التي سالت لتكتب لمصر تاريخها من جديد لن ترضي أبدا أن ينتهي بها الامر إلي مجموعة من المجادلات والحوارات والمكلمات علي قنوات الفضائيات وفي القهاوي والطرقات !!.. لحظة تولي الرئيس المنتخب روتها دماء شهداء الثورة الأبرارالذين حولوا حديثهم عن الحرية إلي عمل واقتحام للخطر والرصاص ! مصر فوق الجميع وأنها القضية التي يجب ألا نخسرها سواء أكان رئيسها أحمد أو محمد !!
ساحة النقاش